اليمين المتطرف في ألمانيا… كيف أستغل حوادث تورط فيها أجانب ؟

Read Time:5 Minute, 41 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_قررت الاستخبارات الألمانية تصنيف “حركة الهوية” على أنها حركة يمينية متطرفة تستدعي المراقبة على الفور، وذلك بعد أن صنفت منذ ثلاث سنوات في “حالة اشتباه وفقا لـ”DW” فى 11 يوليو 2019. ويعني ذلك أنه سيتم السماح بمراقبة الفرع الألماني ، باستخدام كامل الأدوات التنفيذية للوسائل الاستخباراتية. وأكدت الاستخبارات الداخلية أن مواقف “حركة الهوية” كانت موجهة مؤخرا “لاستبعاد أشخاص ينحدرون من مواطن خارج أوروبا من المشاركة الديمقراطية والتمييز ضدهم بطريقة تجرح كرامتهم”.يشار إلى أن هناك نحو  (600) عضو حاليا بحركة الهوية في ألمانيا، بحسب تقديرات الاستخبارات الداخلية. ومنذ ذلك الحين حاولت الحركة المتشابكة على مستوى أوروبا كسب أتباع لنظريتها من خلال عمليات علنية. وبحسب تقديرات الوكالة اليوم، هناك (24100) متطرف معروف ينتمي لتيار اليمين المتطرف في ألمانيا، منهم (12700) يحتمل ميلهم للعنف، وهناك نحو (500) أمر اعتقال معلق لليمينيين المتطرفين. 

استغلال حادث  “كيمنتس

رصدت الاستخبارات الداخلية بألمانيا “زخما جديدا” في أوساط اليمين المتطرف خصوصا بشرق البلاد، من أدواته التواصل المكثف عبر الإنترنت والأخبار الزائفة والدعاية الكاذبة . وكانت المدينة الواقعة في ولاية ساكسونيا شهدت في منتصف عام 2018 اشتباكات استمرت عقب مقتل ألماني  خلال احتفال شعبي، ويُشتبه في أن طالبي لجوء متورطون في الجريمة.وكشفت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية  في تقرير نشر فى 1 أكتوبر 2018  وذلك استنادا إلى تحليل لخبراء المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة أن جماعة ما يسمى “بثورة كيمنتس” اليمينية المتطرفة كانت تخطط لإحداث تحول في تاريخ ألمانيا، حيث كانت تعتزم تنفيذ اعتداء إرهابي في يوم الوحدة الألمانية في 3 أكتوبر 2018.ووفقا لتحليل المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، فإن الموعد الذي اختاره التنظيم يدل على أن أعضاء التنظيم كان في مخيلتهم أنهم سيُبدون “متميزين” بين الأوساط اليمينية المتطرفة عبر خططهم لتنفيذ جرائم عنف في هذا اليوم. واستنتجت السلطات من حديث أحد المتهمين عبر تطبيقات الدردشة أن تنظيم “ثورة كيمنيتس” كان يعتزم إحداث تصادم بين الأوساط اليسارية مع قوات الأمن عبر أفعال استفزازية موجهة خلال مظاهرات.

تنظيم اليمين المتطرف دوريات للدفاع الذاتي

أعرب ” مايكل سيرني” رئيس بلدية مدينة أمبيرغ الألمانية عن صدمته إزاء قيام اليمين الألماني المتطرف بتنظيم دوريات للدفاع الذاتي في المدينة بعد أن تعدى مهاجرون على مارة وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 3 يناير 2019 .وأكد سيرني “أستطيع أن أفهم الشعور بعدم الأمان لدى جزء من السكان، لكن الحقد والتهديد بأعمال عنف المتدفق من كل أنحاء البلاد، يتجاوز كل حدود”، مؤكدا أنه أبلغ الشرطة عن “تشكيل ميليشيات للدفاع الذاتي. من جهته، نشر الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتشدد، والقريب من التيار النازي الجديد، على فيسبوك، صورا ظهر فيها عدد كبير من أعضائه وهم يرتدون سترات حمراء واقية عليها شعار الحزب.وسار مناصرون للحزب في الأماكن التي وقعت فيها الاعتداءات وتجمهروا أمام منزل يسكنه طالبو لجوء.

اضطهاد اللاجئين والمهاجرين  

يسعى حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) اليميني الشعبوى لاستغلال الأماكن الشاغرة في نزل إقامة اللاجئين من أجل توفير عدد أكبر من أماكن النوم للمشردين وفقا لـ”سبوتنيك” فى 11 فبراير 2019 . واعتزمت الكتلة البرلمانية للحزب اليميني عرض مذكرة بهذا الشأن في البرلمان الألماني.وتنص المذكرة على أنه من المقرر “مع استمرار نقص الحاجة والاستخدام”، توفير خُمس السعة المتاحة في أماكن الإقامة المشتركة لمشردين مجانا”.وجاء في المذكرة أيضا أنه حتى الشقق وغرف الفنادق التي تم استئجارها لمدى طويل من أجل توفير إقامة لطالبي اللجوء، يجب منحها أيضا “لمشردين محتاجين” بعد بقائها شاغرة لمدة شهرين كحد أقصى.

تضخيم الأعمال الإجرامية والإرهابية

اتهم منشور لليمين المتطرف الألماني اللاجئين بـ”جلب الجريمة إلى ألمانيا”، مستغلاً بذلك كل جريمة حق عام عادية تشمل أجانب ، والتوتر السياسي الطاغي في البلد الذي استقبل أكثر من مليون مهاجر وفقا لصحيقة الشرق الأوسط فى 16 أبريل 2019. وبحسب إحصاءات الشرطة، فإن (38.6 %) من “الأفعال الإجرامية العنيفة” ارتكبها أجانب في 2018. لكن في الوقت نفسه تراجعت نسبة الجريمة إلى أدنى مستوى لها منذ توحيد ألمانيا. وعلق “ميرو ديتريش” من مؤسسة “أماديو أنتونيو” لمكافحة العنصرية، بأنه “يتم تضخيم وترويج كل حادثة تشمل أجانب، خصوصاً من المهاجرين”.

ملاحقة الأجانب والمهاجرين فى الشوارع

ازدادت هجمات اليمين المتطرف والجرائم العنصرية بشكل كبير العام 2018 في ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا، وفقا لـ”فرانس 24″ فى  7مارس 2019 . وذكرت جماعة “آر ايه ايه ساخسين” لدعم الضحايا أن الجرائم المبلّغ عنها – بما فيها هجمات وتهديدات وعمليات تخريب – زادت بنسبة (38%) ليصل عددها إلى (317) وقع ضحيتها (418) شخصا. وتضم ولاية ساكسونيا مدينة كيمنتس التي شهدت مقتل ألماني طعنا على يد طالبي لجوء ما أثار تظاهرات حاشدة سبتمبر 2018، خرج خلالها نازيون جدد إلى الشوارع ولاحقوا الأجانب في الشوارع.وذكرت “آر ايه ايه ساخسين” التي تقدم خدمات الإرشاد لضحايا جرائم الكراهية، أنها أحصت (79 )هجوما بدافع التطرف اليميني في كيمنتس، وهو أعلى باربع مرات من العام الذي سبق.وشهدت أكبر مدينتين في الولاية وهما دريسدن ولايبزغ (60) حادثا لكل منهما، وبينها هجمات ذات طبيعة عنصرية وجرائم تستهدف نشطاء يساريين وصحافيين وأفراد من الأقليات الجنسية، بحسب الجماعة.

تحذيرات من صعود اليمين المتطرف فى ألمانيا

كشف استطلاع حديث أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي هو الأقوى في ولاية براندنبورغ بشرق ألمانيا وفقا لـ”DW” ففى 17 يوليو 2019 . وجاء في استطلاع شركة “تسيفاي” المعنية بقياس مؤشرات الرأي في ألمانيا لصالح صحيفة “تاغس شبيغل” وموقع “شبيغل أونلاين أنه إذا تم إجراء الانتخابات المحلية ، سيحصل الحزب اليميني الشعبوي على ( %21.3) من الأصوات.ويحذو وزير الخارجية الألمانى بذلك حذو وزير الداخلية “هورست زيهوفر” الذي أعلن في حديث صحافي أنّه “إزاء هذا التطور الخطير جداً”، ستعكف الحكومة على درس احتمال فرض قيود دستورية تستهدف اليمين المتطرف وفقا لـ”القدس العربى ” فى 23 يونيو 2019 . وقال إنّ “هذه الجريمة تحفزني على بذل قصارى الجهد لتعزيز الأمن”.وأشار إلى أنّ بين التدابير المقترحة يبرز فرض قيد على حرية التعبير عبر شبكات الانترنت، مرفقاً بإجراء ملاحقات ضدّ الاشخاص الذين “يحرّضون على الكراهية”. ويتوخى الوزير المحافظ الذهاب أبعد عبر النظر في إمكان حرمان بعض الأشخاص من حقوق أساسية.

الخلاصة

يستغل اليمين المتطرف عبر الحملات المتكررة التي تركز على الجرائم التي يقترفها مهاجرون كمصدر تحفيز لاستقطاب العديد من المؤيدين . لكن يبدو أن الأمر لا يفيد على الأمد البعيد.  ويعد تنامى اليمين المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الإلكترونية بشكل عام هو تطور “نوعي”  لنشر الأخبار الكاذبة والدعاية الخاطئة . ماينذر بتبادل المعلومات بين أنصار الييمن المتطرف وتكوين مجموعات إرهابية صغيرة من الصعب مراقبتها ، ماينذر بتزايد عمليات العنف داخل المجتمع الألمانى .ومع تصاعد عدد المنضمين إلى شبكات يمينية متطرفة والذى بلغ “أقصى مستوى له” بمعدل (24100) ألف شخص، فبات متوقعا أن تتزايد عدد الأفراد الذين لهم قابلية لاستخدام العنف ضد اللاجئين والأجانب . ويعكس هذا التطور الحركي لهذه المجموعات قدرة اليمين المتطرف على حشد عناصر جديدة  . بل أيضا بات  “مقلقا” بشكل من تعزيز اليمين المتطرف لتواجده  فى الولايات الألمانية. لذلك فإن الحكومة الألمانية مطالبة بالتدخل على أكثر من مستوى لتقويض اليمين المتطرف ،  اتخاذ إجراء صارمة ضد أي متطرفين يمينين تبين وجودهم في البلاد. التصدي لهجمات اليمين المتطرف على خلفية استهداف سياسيين محليين . تخلص الأحزاب السياسية  من عناصر اليمين المتطرف بين صفوفها تحسين مراقبة اليمين المتطرف عبر منح المزيد من الصلاحيات للسلطات للرقابة. و ملاحقة مروجي خطاب الكراهية على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي قانونيا.   

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post تدابير جديدة لتعزيز حماية الأقليات في سويسرا
Next post الاتجار في البشر: سويسرا مدعوة إلى تعزيز حمايتها للضحايا