مخاوف أوروبية من إعادة إحياء تنظيم داعش

Read Time:5 Minute, 57 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تتزايد مخاوف أوروبا من هروب مقاتلى “داعش” المحتجزين في سوريا ،بعد أن قامت تركيا بعملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، خاصة وأن الأكراد سخرّوا جميع قواتهم لصدّ الهجوم التركي.مما يسهل هروب الدواعش دون أن يتصدى لهم الأكرد.حيث تعتزم تركيا توطين نحو(2)مليون لاجئ سوري يقيمون حالياً في تركيا من إجمالي( 3.6 ) مليون لاجئ سوري في المنطقة الآمنة. كما أنها تريد وضع حد للإدارة الكردية في شمال سوريا.

 فرار الدواعش من السجون ومحاولة عودتهم إلي أوروبا

حذر مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بالإجماع في 16 أكتوبر 2019 وفقا ً لـ “دوتش فيلة” من خطر فرار السجناء الجهاديين “داعش” من سوريا.ويقول “رودريش كيزفيتر”، عضو لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان الألماني في 10 أكتوبر2019  وفقا ً لـ “دوتش فيلة”، أن الداعشيين المنحدرين من أوروبا قد يحاولون العودة إلى أوطانهم الأصلية.وأن هذا يمس مباشرة مصالحهم الأمنية ولا يساعد البلاد في تحقيق الاستقرار المنشود.وتضيف” كلاوديا دانتشكه”، مديرة مؤسسة المشورة “حياة” أنه من الصعب إعادة المعتقلين الموجودين داخل السجون والمعسكرات إلى ألمانيا أو أوروبا، كما والأفضل مراقبة أولئك الأشخاص. ولكن سيختلف الوضع إذا ضاع هؤلاء السجناء وسط بلبلة الحرب وعادوا إلى أوروبا.

عديد المقاتلين الأجانب المحتجزين في سوريا

تحذر قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر 2019 وفقا ً لـ “دوتش فيلة” من إمكانية هروب ما يقرب من( 11 )ألف مقاتل داعشي في السجون ينتشرون في( 30 )مركز اعتقال في شمال سوريا حال حدوث أي نوع من الاضطرابات. فبعضهم من المقاتلين الأجانب الأشداء الذين ترفض حكومات غربية إعادتهم إليها كما يقيم عشرات الآلاف من أفراد أسرهم في مخيمات في المنطقة.

مخيمات مسلحى داعش وعائلاتهم في شمال شرقي سوريا

  • مخيم الـهـول:يضم مايقرب من (68) ألف شخص معظمهم من عائلات وأبناء مسلحي داعش.
  • مخيم عين عيسي: يضم ما يقرب من (13) ألف داعشي والنسبه الأكبر هم أجانب.
  • مخيم روج: يضم ما يقرب من (1800)من عناصر داعش.

تركيا و إعادة نشاط داعش في سوريا والعراق

تظل أكبر المخاوف هي انبعاث داعش في سوريا وعودته لإثارة الرعب والفزع والسيطرة على أراض ومدن وربما إعلان دولته من جديد وسط حالة الفوضى والصراعات التي ستنشأ نتيجة للغزو التركي وانسحاب الغطاء الجوي الأميركي.فلمح “إردوغان” في 18 أكتوبر 2019 وفقا ًلـ “الشرق الأوسط” إلى أنه يريد إقامة «منطقة آمنة» خالية من الميليشيات الكردية يبلغ طولها أكثر من (440 ) كيلومتراً وتصل إلى حدود العراق.وبالتالي لن يستطيع الأكراد السيطرة علي ” المقاتلين الدواعش” وأسرهم وسيحاولون الهرب والعمل  علي إعادة نشاط داعش مرة ثانيه.حيث أعلن تنظيم “داعش” في 17 أكتوبر 2019 وفقا ًلـ “يورونيوز” أنه “حرر عدداً من النساء المحتجزات لدى المقاتلين الأكراد، إثر شنّه هجوماً على أحد مقراتهم في محافظة الرقة في شمال سوريا،كما فر نحو( 800 ) شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار مسلحين من أحد السجون بينهم بلجيكيان وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى.وتقول قوات سوريا الديمقراطية في 16 أكتوبر 2019 وفقا ًلـ “سكاي نيوز”إن الهجوم التركي ساعد في تنشيط خلايا نائمة تابعة لداعش بعد عام واحد من هزيمة التنظيم.حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات بما في ذلك تفجير سيارة ملغومة خارج مطعم في مدينة القامشلي أكبر المدن الكردية بعد يوم واحد من بدء التوغل التركي،بالإضافة لحدوث اضطرابات في مخيمات تحتجز فيها زوجات المقاتلين وأطفالهم.وأكدت “جينيفر كافاريلا” مديرة البحوث في معهد دراسات الحرب،في 10 أكتوبر 2019 وفقا ًلـ “أندبندنت”، إن “قسد قد تسحب عناصرها الأمنية التي تحرس السجون والمخيمات وتستبدلهم بعناصر أقل كفاءة وعدداً، مما يشكل خطراً داهماً”. وتشير صحف متخصصة في المجال العسكري في الولايات المتحدة إلى أنه قد ينتهز عناصر داعش الذين اختفوا في جيوب ريفية وصحراوية في شمال سوريا الفرصة لاقتحام السجون وإطلاق سراح الآلاف من مقاتلي داعش فضلاً عن نحو( 30 ) ألفاً من عائلات داعش خصوصاً في مخيم الهول داخل منطقة الحسكة والذي يضم نحو( 70 )ألف شخص.

قلق أوروبي من عودة الدواعش

صرح “جيل دي كيروشوف” المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب في 20 أكتوبر 2019 وفقا ً لـ “الشرق الأوسط” أنه “لا يوجد قرار موحد حول المقاتلين الأوروبيين المعتقلين في سوريا والعراق. وأن الدول الأوروبية تريد التعامل مع ملفاتهم، ويعملون على جمع المعلومات التي تسمح بمقاضاتهم، وأيضاً يبحثون في مدى إمكانية عودتهم أم لا، ولكن حتى الآن لا يوجد قرار نهائي ، بشأن التعامل مع ملف الدواعش من المقاتلين الأوروبيين. ونوه أن هذا الملف له أيضاً بُعد إنساني يتمثل في أرامل وأطفال الدواعش والظروف الصعبة التي يعيش فيها هؤلاء داخل المعسكرات التي خصصت لاستقبالهم”.كما أبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ في 17 أكتوبر 2019 وفقا ًلـ “يورونيوز” من تداعيات الهجوم العسكري في شمال سوريا على المعركة ضد خلايا “داعش”، وعلى مصير( 2500) إلى (3000) مقاتل أجنبي من( 54 ) دولة في سجون المقاتلين الأكراد. وتبحث تلك الدول عن حلول بديلة، حيث تدرس فرنسا ودول أخرى إمكانية نقل المسلحين المحتجزين إلى العراق لمحاكمتهم، فيبحث “جان إيف لودريان” وزير الخارجية الفرنسي في بغداد إمكانية نقل ومحاكمة المقاتلين الأجانب، بمن فيهم( 60 )فرنسيًا محتجزين في شمال شرق سوريا إلى العراق.ولكن حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش في 15 أكتوبر 2019 وفقا ً لـ “العربية نت” الدول الأوروبية من نقل المئات من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش من سجون المقاتلين الأكراد في سوريا إلى العراق. ومن ناحية أخرى اختارت دولاً أوروبية إسقاط جنسية مقاتلي “داعش” وفقا ًلـ “أندبندنت”  في10 أكتوبر 2019. لأنهم ليس لديهم أدلة ثبوتية تدينهم في محاكم محلية أوروبية بعد عودتهم ، وبالتالي تسقط التهم عنهم .ولهذا تمثل حالة آلاف المعتقلين من داعش داخل سجون “قسد” قلقاً كبيراً للأمن القومي الأوروبي والعالمي.

موقف قسدمن تنظيم “داعش في ظل عملية “نبع السلام

أعلن”مظلوم عبدي” القائد العام لـ”قسد” ، في حوار مع قناة “روداو” الكردية في 19 أكتوبر 2019  وفقا ًلـ “العربي الجديد” :”أنهم هم من ألقى القبض علي مسلحو “داعش” المعتقلون وعائلاتهم ، وهم من يحدد مصيرهم،وأنهم لن يوافقوا على تسليمهم إلى تركيا أو الحكومة السورية، حتى في حال سيطرتهم على الأراضي التي تقع تحت سيطرة قسد”، حيث تمتلك قوات “قسد” ما يُقدر بـ(60 ) ألف مقاتل ورأى عبدي “أن الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن مواجهة التنظيم ما يزال قائماً، لكن “قسد” جمدت مشاركتها في قتال التنظيم وأعطت الأولوية لمواجهة الجيش التركي”.وذلك لمساومة الغرب، وتهديده بشكل مبطن بإطلاق سراح ما لديه من أسرى في حال عدم تدخله لإيقاف العملية العسكرية التركية.

الخلاصة

مما لا شك فيه أن “داعش” يمتلك الآن فرصة لاستعادة نشاطه في المنطقة في ظل العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، حيث يحاول أن يخلق ظروفا قد تؤدي إلى انتفاضة ممكنة داخل العراق وسوريا.فسجون المقاتلين الدواعش جميعها في المنطقة الآمنة إلى جانب معسكرات الأكراد.فمن المتوقع يستغلون الوضع للفرار من السجون والقتال بجانب الجيش التركي  ضد الأكراد أو الاختفاء والعمل علي إحياء دولة “داعش” مرة ثانيه أو محاولة الهروب إلي أوروبا.وعلي صعيد أخر من المحتمل هزيمة الأكراد بالرغم أن قوات “قسد”، أعلنت عزمها الدفاع عن أراضيها ، لأن الطبيعة في شمال شرق سوريا سهلية مفتوحة، فإن ذلك يُصعِّب على قوات “قسد”، مقاومة ثاني قوة عسكرية في الناتو.كما أن إعادة التوطين الإجباري نادراً ما يحالفها النجاح، خصوصاً أن كثيرين من المهاجرين السوريين داخل تركيا ليسوا من شمال شرقي سوريا، ومن غير المحتمل أن يختلطوا بالسكان المحليين هناك أو يستمروا في سكن المكان.بالإضافة أن العملية العسكرية التركية ستكون مكلفة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، حيث يتوقع أن تعاني تركيا لتأمين استقرار المنطقة في وجه خلايا”داعش” التي لا تزال موجودة في المنطقة، مع عدم رغبة الدول الغربية في استعادة مواطنيها من مقاتلي داعش.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ردود فعل الأكراد إزاء التخلي عنهم في سوريا
Next post خمسة وعشرون عاماً على السلام المنسي: السبل الكفيلة بحماية العلاقات بين إسرائيل والأردن وتعزيزها