أوروبا : سياسات إستباقية لمحاربة التطرف العنيف

Read Time:6 Minute, 14 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ تستمِر أوروبا في تكثيف جهودها لمواجهة التطرّف .فبدأت الحكومات تنتبِه إلى حقيقة عدَم قُدرة الأليات الأمنية الصّارمة على التقليل من مصدر التطرّف العنيف، وأنها لابد أن تزيد من  سياساتها الاستباقية لمنع التطرف أو تفكيك الخلايا الإرهابية في مرحلة متقدمة. لذلك بدأت تتوجّه للعمل على معالجة الأفراد ، التي تُغذّي هذا النوع من التطرّف. حيث نجد مُعظم ردود أفعال الحكومات المختلفة تُجاه التحديات التي يشكِّلها الإرهاب، كانت حتى الوقت الراهن تفاعُلية فقط، إلّا أنها بدأت تدرك أيضاً حاجتها المتزايدة إلى أن تكون أكثر استباقية وأن تلجأ إلى التفكير الوِقائي، بُغية تجاوز التحدّي الذي يُمثله الإرهاب.وذلك بجانب حملة الأعتقالات التي قبل وقوع أعمال إرهابية.

إجراءات إستباقية 

فرنسا

يقول “كريستوف كاستانير” وزير الداخلية الفرنسي، وفقاً لـ” سبوتينك” في 18 أكتوبر 2019   إن أجهزة المخابرات ألقت القبض على رجل بتهمة التخطيط لشن هجوم على غرار الهجمات التي نفذت بطائرات على مركز التجارة العالمي في نيويورك، في سبتمبر 2001.كما أكد علي أمله في وضع آلية إبلاغ مبكر عن التطرف وأي عمل إرهابي في البلاد. أعلنت الحكومة الفرنسية وفقا ًلـ” الجزيرة”في 23 فبراير 2018 مجموعة إجراءات استباقيه ، حيث شددت المراقبة والمتابعة التربوية على المؤسسات التعليمية غير التعاقدية وعلى الدروس التي تعطى في إطار عائلي.وتعزيز التربية على وسائل الإعلام من أجل حماية طلاب المدارس مما يسمى نظريات المؤامرة، والحيلولة دون انتشار الدعاية الإرهابية على الشبكة العنكبوتية، بالتعاون مع كبريات المنصات لتطوير أدوات آلية للتعرف على المواد الدعائية وشطبها من الإنترنت وإمكانية فصل الموظف “المتطرف” من عمله أو نقله منه إذا كان موظفا في قطاع سيادي أو ذي طبيعة أمنية.

 بريطانيا

تدير شرطة مكافحة الإرهاب بمختلف أرجاء المملكة المتحدة قاعدة بيانات سرية تحوي معلومات تفصيلية عن آلاف الأفراد، في إطار برنامج وقائي لمحاربة الأفكار الراديكالية، وفقاً لـ” الشرق الأوسط”في 8 أكتوبر 2019 . ومن جانب أخريتمثل الهدف المعلن في برنامج «المنع» التطوعي في تحويل اهتمام الأفراد بعيداً عن الإرهاب قبل وقوعهم في جرائم، والتعامل مع الأشخاص الذين لم يرتكبوا جرائم بالفعل بعد. دون أن يجري إخطار الشخص المعني بذلك. و تكشف الإحصاءات الرسمية التي حصلت عليها منظمة «ليبرتي» أن ( 21.042 ) شخصاً جرى تحويل بياناتهم إلى القاعدة خلال 3 سنوات تنتهي في مارس 2018.وخلال أحدث السنوات (2017-2018)، جرى تحويل بيانات إجمالي( 7.318 )شخصاً إلى قاعدة البيانات، لكن( 3.096 )أي  ما يعادل (42 %) منهم أوقفت العملية الخاصة بهم، دون الحاجة لمزيد من الإجراءات، بينما خرج( 3.466) آخرون من نطاق العملية، وجرى تحويلهم إلى هيئات بديلة.كشفت وزارة الداخلية البريطانية  ، وفقاً لـ” الشرق الأوسط”في 7 إبريل 2019 أن (116) شخصا من الإرهابيين المدانين والمشتبه بهم في المجتمع قيد المراقبة ،عن طريق خضوعهم لبرنامج حكومي سري يحمل اسم “برنامج الامتناع وفك الارتباط” كأداة من أدوات منع وقوع الحوادث الإرهابية في الفترة بين أكتوبر وسبتمبر عام 2018. ومن بين هؤلاء الأشخاص الخاضعين لذلك البرنامج “أنجم تشودري”، المنظر الإسلامي المتطرف.حيث يوفر البرنامج التوجيه والإرشاد، والدعم الأسري، وغير ذلك من أوجه المساعدات الشخصية جنبا إلى جنب مع الإرشاد الديني. وذكر “ساجد جاويد” وزير الداخلية البريطاني وفقاً لـ” روسيا اليوم” في 4 يونيه 2018 أن من بين التدابير الهادفة إلى تعزيز الأمن في البلاد زيادة مدة السجن لبعض الجرائم وتوسيع الإجراءات ضد اليمينيين المتطرفين واستخدام المعلومات من القطاع الخاص لمتابعة المشتبه فيهم بالإرهاب. وأعلن جاويد بتخصيص أكثر من (50 )مليون جنيه إسترليني لتبلغ الميزانية الخاصة بمكافحة الإرهاب التطرف  ( 750 ) مليون جنيه إسترليني.

 ألمانيا

وداهمت الشرطة وفقاً لـ “رويترز”  في 20 أغسطس 2019 ألمانيا وليتوانيا وكرواتيا في إطار تحقيق في جريمة إلكترونية تتعلق بموقع قدم تفاصيل عن كيفية إنتاج المتفجرات . وتم تجميد هذا الموقع الإلكتروني، دبليو.دبليو.دبليو دوت إكسبلوسيفز دوت نت. ا نسقت الشرطة في مدينة جوتنجن بوسط ألمانيا المداهمات، التي تم خلالها تفتيش( 34 )مبنى واستجواب( 22) مشتبها بهم وضبط (127)  كيلوجراما من المواد الكيماوية التي تستخدم في صنع المتفجرات.كما داهمت الشرطة وفقاً لـ “دوتش فيله”  في18 يوليو2019  مدينة كولونيا ودورين (غرب)، ضد أشخاص من دوائر إسلامية أعلن أنهم يشكلون خطرا محتملا على العامة بسبب وجود أدلة  لهجوم محتمل قد يتم التخطيط له. ودعا “هانز يوآخيم غروته “وزير داخلية ولاية شليسفيغ-هولشتاين الألمانية وفقاً لـ “دوتش فيله” في 7 مارس 2019 إلى ضرورة أن  تحد المدن من الإرهاب من خلال التخطيط العمراني الماهر للمدن، أي بناء أسوار وجدران للمدن، لإيجاد حلول للجرائم الإرهابية مثل جرائم الدهس. وأقرت السلطات الألمانية وفقا لصحيفة الشرق الأوسط فى 18 فبراير 2018  بميزانية 2019  برامج وقائية لمكافحة  التطرف أهمها برامج مكافحة تسلل الإرهابيين إلى ألمانيا على وجه الخصوص مع موجات اللاجئين. برنامج مكافحة التطرف اليميني واليساري في ألمانيا . اعتماد مشروع “فينيكس” الإلكتروني الرقابي في فترة أقصاها سنة 2026 في إطار الحرب على الإرهاب والتطرف. وهو برنامج يحاول تتبع اتصالات المتطرفين وهواتفهم والتطبيقات المشفرة في نشاطهم السري .

 بلجيكا

اعتقلت الشرطة البلجيكية ، وفقاً لـ” الشرق الأوسط” في 8 سبتمبر 2019 نحو ( 94 ) شخصاً من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب ومن بينهم( 40 ) من المقاتلين الأجانب عقب وصولهم إلى المطارات البلجيكية، بعد أن قاموا بحجز تذاكر للسفر من أو إلى أحد مطارات بلجيكا. وصرحت “إيلس فان ديكير” المتحدثة باسم شرطة العاصمة البلجيكية بروكسل في 21 يوليو 2019 ، أن الشرطة  والخدمات الأمنية الأخرى قامت بتأمين كثير من الأنشطة والمناسبات مع المنظمين لتلك الأنشطة،لتنشيط قطاع السياحة.

 السويد

تركز إستراتيجية السويد لمواجهة التطرف والإرهاب نهجها على منع الجريمة قبل وقوعها، ووقف أعمال العنف، بدلاً من التركيز على المعالجة الأيديولوجية غير العنيفة من خلال الالتزام بحرية التعبير وفقاً لـ “العرب اللندنيه” في 18 مارس 2018 .

إجراءات “فيسبوك” الإستباقية

نوهت شركة “فيسبوك” وفقاً لـ” الشرق الأوسط” في 24 يونيه 2019 إنها ستجعل من منصتها «بيئة معادية للإرهابيين، وإنه لا يوجد مكان للمحتوى المتطرّف على موقعها»، مضيفة أنها أوقفت في النصف الثاني من عام 2018 نحو( 400) ألف حساب، كما أعلنت عن تشديد القيود على خدمة البث المباشر، لمنع التشارك الواسع لتسجيلات عنيفة. وسيتم تطبيق سياسة «ضربة واحدة» في خدمة «فيسبوك لايف» على مجموعة أوسع من المخالفات، وسيُمنع الذين ينتهكون سياسات خطيرة من استخدام هذه الخاصية بعد مخالفة واحدة، وستتضمن تلك المخالفات تشارك رابط، إلى بيان جماعة إرهابية، من دون كلام.

الخلاصة

مما لا شك فيه أن الجهل وضحالة التفكير هو الذي يقود بعض الشباب للتطرف، جهلهم بدينهم وجهلهم بالمجتمعات التي يعيشون وسطها .وبالتالي نجد الفكر المتطرف تحول إلى القيام بالعمليات الإرهابية لذلك تتخذ الدول الأوروبية العديد من الإجراءات الإستباقية لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب. وخصوصا مع العائدين من مناطق الصراع المسلح في سوريا أو العراق.فعلي سبيل المثال تنتهج بريطانيا برنامج ” الامتناع وفك الارتباط” الذي يهدف إلي توفير المنهج الشامل لفك ارتباط الأفراد المعنيين عن الإرهاب والتطرف.ومن المتوقع أن تكثف أوروبا من إجراءاتها الاستباقية ومن الدعم العملي الذي يشمل الإرشاد والتوجيه، والدعم النفسي، وإسداء النصح والمشورة الدينية والفكرية، وتوسع الإجراءات ضد اليمينيين المتطرفين.وبات من المتوقع أن ينشأ جيل جديد  من المتطرفين تأثروا بأفكار أبائهم المتطرفة  فقد تستغل الجماعات المتطرفة  غير الرسمية هؤلاء الأطفال للترويج  لأعمال عنف ،ما قد يؤدى اضطراب التعايش في المجتمعات الأوروبية ، وتزايد حجم الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه الجماعات المتطرفة على الأمن الداخلي فى أوروبا.

التوصيات

ينبغي استِحداث طُرق أكثر تنسيقاً لِمَنع ومكافحة التطرف على جميع مستويات الأمم المتحدة .وإنشاء مؤسسة أوروبية تكون قادرة على التواصل مع كافة دول العالم في مراقبة التطرف على الإنترنت.ووضع آليات جديدة لمراقبة وتقييم ظاهرة التطرف في السجون وتطوير نظام سجني خاص بالمتطرفين لعزلهم عن باقي السجناء، بالإضافة لوضع آلية إبلاغ مبكر عن التطرف .توسيع اختصاصات المكاتب الإقليمية التابعة للاستخبارات فيما يتعلق بأبناء العائدين من “داعش” وعائلات السلفيين. مواجهة التطرف مسئولية مشتركة على القيادات ورجال الدين المسلمين من جهة والحكومة من جهة أخرى.لذلك لابد من انتقاء رجال الدين جيداً.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post جوارب مايكل جاكسون بالمزاد العلني
Next post استخدام القوة الناعمة الأمريكية لمواجهة النفوذ الروسي في العراق