دولة الفساد الخضراء

Read Time:4 Minute, 33 Second

ساطع هاشم

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ ستنتهي آجلاً أم عاجلاً، مهزلة – العملية السياسية الحقيرة – التي تقودها حكومة الفساد الخضراء بالإرهاب والقتل والقنص والاغتيال، والتي أسسها وصاغها المجرم بول بريمر لتلاءم عصابات الإسلام السياسي الطائفي الملعون وطبّقها المستعمر الإيراني على شعبنا.ستنتهي وتصبح ذكريات اليمة في مستقبل بلادنا وستتذكرها الأجيال اللاحقة باشمئزاز وتقزز، هي وكتابها المرتزقة وصحافييها المرتشين الذين ينشرون سمومهم اليوم ويصورون الفساد المنتشر وسرقة الدولة ونشر الرذيلة والقتل والقنص والتخلف على أنها أشياء عادية ليست أكثر من كونها من مخلفات البعث، أما حكام دولة الفساد الخضراء الذين وصلوا إلى كراسي الحكم (بالانتخابات والتصويت الديمقراطي) فهم براء من خلقها وتجذيرها بالمجتمع.وأمثال هؤلاء الكتاب مدفوعين الأجر موجودين بكل وسائل الإعلام واستطاعوا التسلل حتى إلى صفحات الحوار المتمدن، حيث يهدفون باسم الدفاع عن الديمقراطية إلى دس السم بالعسل، وتصوير الأمر وكأن الإسلاميون هم الضمانة الوحيدة لعدم عودة البعث، ولهذه الديمقراطية المزعومة التي يتغنون بها وفسادها، والتغطية على الاصول الفكرية النازية والفاشية لهؤلاء الطغاة لإعطائها بعدا محليا قديما، ويتم التغاضي عمداً عن جرائمهم ضد الشعب العراقي، وكيف كانوا أول من ساعد على عودة البعثيين إلى مؤسسات الدولة.من المؤسف حقا أن ترتبط رمزية اللون الأخضر الايجابية في بلادنا بكل هذا الفساد والرذيلة والسلبية، وتسمى أهم بقعة جغرافية تمثل الدولة العراقية بالمنطقة الخضراء الفاسدة
فكيف جمع العراقيون بين النقيضين؟ بين الخضراء وهي علامة عالمية للصحة والنظافة والطعام الصحي، ورمزا للصيدليات والزراعة، وبين والفساد السياسي والأخلاقي؟ولمن لا يدري نقول بان الأخضر عندنا وفي الثقافة الشرقية عامة كان ومازال على الدوام لوناً إيجابياً بشكل عام يرتبط بالتفاؤل والخضرة والماء والجنة والمحبة، وفقراء الناس يزينون مزارات الأئمة والمتقين بالأخضر كرمز للجنة الموعودة، وهذا تقليد قديم أما في بقية أنحاء العالم فنجده اليوم في كل مكان كعلامة سياسية لأحزاب الخضر وأيدولوجياتهم بالسلام الأخضر للعالم وشعاراتهم في سبيل السلام والديمقراطية والبيئة الخالية من التلوث، وهناك المئات من الشركات والمؤسسات التي غيرت ألوان شعاراتها إلى الأخضر حفاظا على استمراريتها بالسوق لأنه لون يضمن لها الزبائن فهو اليوم في أذهان الملايين علامة للسلام والأمل والحرية وحيادية الفكر وجاهز للقتال ضد كل ما هو مصطنع واستبدادي، باختصار يراد له أن يكون لون الخلاص الذي سينقذ العالم
وهذا يقودنا إلى الرغبة في أن نعرف ما الذي حصل لنا والى رموزنا القديمة وأي تاريخ أدى إلى انكسارها وتشويه وتحريف معانيها الأصلية، ولكن ماذا نعمل إذا كان كل شيء يسير في بلادنا وكأنه عكس حركة العالم والتاريخ؟كيف سيحدث التجديد والتغيير عندما تنجذب روح إنسان ما أمامنا إلى القتل والتدمير والإيذاء، ثم يبيع عليك مبادئ الانتخابات والديمقراطية؟ما العمل إذن لتبرير خداع المجرمين الإسلاميين وعموم رجال الدين للناس واستغفالهم ومخالفة أمال وطموحات الأغلبية الساحقة خاصة الجيل الصاعد من الشبيبة، غير الافتراء على هذه الأغلبية واضطهادها واغتيالها ومصادرة صوتها بمختلف الطرق والوسائل وهو أسلوب قديم ومتجدد دائماً تمارسه الحركات الدينية بمختلف اتجاهاتها، لإخفاء حقيقة هذا النظام السياسي الرجعي أو ذاك عن الجماهير.وهي تبريرات انتهازية مكشوفة يقوم بنشرها وترويجها هؤلاء الكتاب الأوغاد وإعلامهم، وهي تقود إلى ما هو أسوء من تلك الخيانات التي أهلكت مجموعة كاملة من الانتفاضات الثورية وقتلت المئات من المناضلين الثوار في السبعينات وما بعدها.أما الآن فمازال الناس في بداية هذه المعركة طويلة الأمد ضد هذا التزوير والإرهاب المُنَظَم، وفي سبيل بناء نظام سياسي بالمجتمع يضمن العدالة والمساواة لجميع فئاته وطبقاته وخالي من العنصرية والشوفينية والطائفية والنزعة إلى التدمير والإرهاب والحرب, وهي ليست معركة مصالح اقتصادية ومشاكل اجتماعية وبطالة فقط، لكنها معركة استرجاع الحقوق والقيم الإنسانية التي قتلها رجال الدين، معركة ضد أفكار وأيدولوجيات وعقائد تُدمر وتوجِد الأوهام والخرافات والمخدرات لتثبيت حكم السفلة الإسلاميين وعموم طبقة رجال الدين وأحزابها ومافياتها ومجرميها، أنها معركة وجود بين بني الإنسان العاقل من جهة وآفات القتل الوحشي الديني الطائفي العنصري من الجهة الأخرى، ولهذا فهي ليست سهلة لأنها ليست نزهة ولن تكون هكذا.
وهناك شرطان كما اعتقد للإجهاز على هذه الطغمة الحاكمة، وكلامي هنا تأكيد لما قاله العقلاء سابقا أو ما سيقال لاحقا في هذا الصدد، وتطبيق الشرطين يتطلب حكومة وحدة وطنية تمثل الناس كلهم وليست طبقة متعفنة واحدة مهما كان تأثيرها ورسوخها في المجتمع، فالعراق للجميع.والشرطان: الأول عسكري، والثاني مدني
والشرط العسكري مازال صعب التحقق في عراق اليوم، بعد أن تم تأسيس جيش جديد ارتبط بالمافيات الإسلامية، ويشكل الآن أكبر خطر على تثبيت الديمقراطية الحقيقية بالعراق، وسيكون في قادم الأيام عقبة أمام الجماهير الثائرة التي تريد قطع الطريق على جحافل الإسلاميين للسيطرة العسكرية الشرط العسكري هو:
أولا: منعهم تماما من الوصول إلى القوات المسلحة / الجيش والشرطة والامن والاستخبارات وما شابه، وتجريدهم من السلاح لأنهم ميليشيات وعصابات مجرمين هدفها وغايتها السرقة والقتل والتدمير.ثانيا: منع القوات المسلحة من التدخل بالسياسة نهائيا حتى لا يدخلها المغامرين وعبدة الجريمة والدمار.أما الشرط المدني فهو طويل الأمد للقضاء على الإسلامية كايدولوجيا هدامة تسمم عقول الأجيال والبشر ولتحقيق هذا الهدف:تطبيق طرق ووسائل علم الاجتماع الحديث وأساليبه في الدعاية، والاستمرار في نشر أفكار ومبادئ حقوق الإنسان وضمان حرية الرأي والتعبير وكشف الحقائق والسرقات والنهب وجرائم التعذيب والاختطاف والقتل على الهوية وتذكير الناس بها وتمكين الضحايا من كتابة تاريخ الاضطهاد الذي عاشوا والماسي التي قاسوا وتوثيق ذلك في أرشيف ومتاحف خاصة وأفلام وغيرها وتعريف النشء الجديد بها.الاستماع إلى رأي المختصين في علوم الإنسان والثقافة والتاريخ من مختلف طبقات المجتمع العراقي وشرائحه سواء كانوا داخل أو خارج العراق وتشجيعهم على المشاركة في رسم السياسات الخاصة لتحقيق هذا الهدف النبيل.إشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين العراقيين لمناقشة موضوع خطير كهذا وبلورة إستراتيجية بعيدة المدى تلغي بها وسائل وطرق القرون الوسطى المتبعة لحد الآن بالحكم والتي لم يؤد تطبيقها إلا إلى المزيد من الكوارث وإراقة الدماء.
ولابد هنا من التذكير دائما بأن:رجال الدين ذئاب فلا تكونوا خراف
فهل ستتمكن ثورة تشرين العظيمة من دحر دولة وحكومة وأيدلوجيا الخضراء الفاسدة وإزالتها من عالمنا العراقي قولا وفعلا لو قدر لها أن تنتصر؟

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post منصات داعش على الإنترنيت و انعكاساتها على أوروبا
Next post هل تكسب السياسات الأمريكية في السعودية الأصدقاء وتؤثّر في الناس؟