حرب مصالح بين المغرب وموريتانيا، تؤجج حرب المواقع حول بوابة افريقيا

Read Time:2 Minute, 17 Second

 

سبق وأن أشرنا في تحاليل سابقة، على أن جوهر الصراع في منطقتنا ،سيكون اقتصاديا بالدرجة الأولى، يعتمد فيه كل من المغرب والجزائر وموريتانيا على نزاع الصحراء كأداة سياسية يتم استخدامها من أجل تكريس النفوذ و تعزيز المواقع.
إلا أن الجميع استهان بموريتانيا كدولة محورية في حرب المواقع ، وظل التركيز منحصرا على الصراع المغربي الجزائري حول من سيكون بوابة افريقيا الاقتصادية؟،وانعكاسات مشكل الصحراء على هذا الصراع؟
إن موريتانيا الحيادية، وضعف قدراتها الاقتصادية، وأهمية المغرب كمورد مهم للتجارة الموريتانية، واعتبارها محمية فرنسية، كلها عوامل جعلت القائميين على رسم معالم السياسية الخارجية في المغرب، يغفلون الدور السلبي الذي يمكن أن تلعبه هذه الدولة على مصالح المغرب، إذا ما تضررت من اتساع وامتداد النفوذ المغربي.
نعم إنه صراع المصالح الذي يحكم التحالفات ويحدد المواقع ويدير التموقعات.
لكن ما يثير الاستغراب هو لماذا لم يتوقع الساسة المغاربة الأثر السلبي لمشروعهم في بناء ميناء الداخلة الاطلسي على مصالح موريتانيا الإقتصادية؟ !!!!!!!
إن بناء ميناء من هذا الحجم على بعض كيلومترات من ميناء انواذيبو، القلب النابض للاقتصاد الموريتاني الضعيف أصلا ، كان كافيا لتعيد موريتانيا رسم تحالفاتها، و تحدد موقعا جديدا لها في صراع النفوذ بالمنطقة، وتتموقع في قلب صراع الصحراء بحكم حدودها الشاسعة مع الاقليم المتنازع عليه، ودورها التاريخي باعتبارها طرفا في اتفاقية مدريد الذي أوكل لها إدارة إقليم واد الذهب.
ومن أبرز تمظهرات هذه الحرب هي أزمة الكركرات، التي كانت رسالة واضحة من موريتانيا بأن قواعد اللعبة ستتغير، وقد كانت الاتفاقية التي وقعتها مع الجزائر من أجل إفتتاح المعبر البري بين البلدين المحاذي للصحراء،مؤشر لبديل محتمل عن معبر الكركرات الحدودي.
في ظل الحديث اليوم عن افتتاح وشيك للمعبر الحدودي الموريتاني الجزائري، الذي سيجعل الجزائر جسرا بريا محوريا بين اوروبا وافريقيا ، وبديلا تجاريا لموريتانيا عن المغرب، مما سيجعل هذه الأخيرة توظف القوات الأممية والبوليساريو كحواجز أمام استغلالها كمعبر للنفوذ المغربي في افريقيا، وبالتالي إغلاق معبر الكركرات، و القضاء على حلم ميناء الداخلة المتوسطي، مما سينعش ميناء انواذييو كواجهة بحرية أولى لافريقيا بالمحيط الأطلسي، ينضاف إليه رواج اقتصادي وتجاري لولاية تيرس زمور الشمالية.
وفق هذا السيناريو ستصطف موريتانيا إلى جانب المحور الجزائري في نزاع الصحراء ، لكن ليس تبعية هذه المرة، بقدر ماهو ترسيخ لموقع محوري لها في الصراع الاقتصادي وحرب النفوذ في المنطقة.
فهل ستتخلى موريتانيا عن حيادها بخصوص الصراع حول الصحراء؟ خاصة وأن موقع منطقة واد الذهب التي كانت تخضع للادارة الموريتانية يعد سببا رئيسيا في الخلاف المغربي الموريتاني،
وبالمقابل هل سيعي الساسة المغاربة حجم وخطورة استهانتهم بحجم وقدرة موريتانيا كفاعل في المنطقة ؟
سيبقى هذا سؤالا مفتوحا بالطبع.

أما عن دور البوليساريو وما يمكن أن تحققه من مكاسب في ظل حرب المواقع والمصالح الجديدة؟ وهل يكرر بعض المسؤولون المغاربة نفس اخطائهم التقديرية لموقع وقدرة موريتانيا، مع العنصر الصحراوي كفاعل في النزاع، باعتباره عنصرا متجاوزا في الصراع.
و إن كانت الاجابة عن هذه الاشكالات مجتمعة يلخصها المثل الحساني القائل” تحگر العين العود ال يطرفها”
رغم ذلك انتظرونا مع المقال القادم الذي سيتطرق لهذه الإشكاليات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post رغم الاجتماع يستمر العداء بين وزيري الخارجية السعودي ونظيره القطري
Next post دائرة الهجرة السويدية تزيد من الإجراءات الأمنية عن طالبي الإقامة فيها