اضطهاد المتظاهرين و تصدع الميليشيات

Read Time:2 Minute, 44 Second

مهند البراك

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في الوقت الذي تتصاعد فيه انتفاضة تشرين الباسلة و يزداد تأييد الجماهير العراقية بأطيافها لها رغم أنواع الصعوبات، تزداد ميليشيات الطرف الثالث المتنوعة حقداً و عنفاً و لا مبالاة لا بالدستور و الضوابط العسكرية و لا بالأعراف الاجتماعية . .و رغم أجواء السرية و ( القداسة الرهيبة) التي صنعها قادة تلك الميليشيات و قادة (الحشد الحكومي) . . إلا أن أخباراً من مصادر هامة في الحشد و الحرس الثوري الإيراني تتناقلها وكالات أنباء عالمية مستقلة تفيد بأن مقتل الجنرال سليماني، أصاب فيلق القدس الإيراني إصابة جسيمة أدت إلى تفرّق ميليشياته العراقية بين تلك العائدة لمرجعية قم و بين العائدة لمرجعية النجف.
بل و أدى إلى توقيف عدد من قادة الميليشيات العراقية رهن التحقيق الإيراني في مقتل سليماني و يتواتر في ذلك الخصوص اسم الخزعلي قائد ميليشيا العصائب، في وقت يلتجئ فيه السيد الصدر إلى قم لأسباب متنوعة، إضافة إلى انسحاب أعداد من قادة الميليشيات إلى الجوار خوفاً من استهدافهم كما حدث للجنرال سليماني و أبو مهدي المهندس، وفق تلك المصادر و ما يتحدث به مختصون و قادة حكوميون إسلاميون عراقيون سابقون، على شاشات الفضائيات و على مواقعهم الالكترونية . .
و منذ ذلك الوقت، تشهد أوساط (الحشد الحكومي) تنافسا فيما بينها لاختيار من يخلف المهندس لمتابعة أمور الحشد في العراق، وتتمثل تلك المنافسة بين الفصائل الموالية لإيران والفصائل الموالية لمرجعية النجف، في وقت ذكر فيه عدة (قياديين شيعة) لموقع مدل ايست آي الإخباري، انه ( إذا لم تعمل الحكومة على تقليص النفوذ الإيراني في جهاز الحشد فان جميع الفصائل المرتبطة بالنجف تهدد بالانسحاب منه).
ويؤكد محللون انه إذا ما انسحبت الفصائل المرتبطة بمرجعية النجف من هيئة الحشد فان الفصائل الأخرى الباقية المدعومة من الخارج ستفقد قدرتها على صد أي اتهام محلي وعالمي بانتهاكات حقوق الإنسان في مواجهة المتظاهرين السلميين، وعلى صد اتهامات الفساد لها، و يتفق عملياً مع محاولات أبعاد العراق عن صراعات إقليمية ودولية. و يرون بان النجف ترى في الفراغ الذي حصل بعد مقتل سليماني والمهندس فرصة كبيرة لتولي زمام أمور مؤسسة عسكرية مهمة وإبعادها عن أيدي قياديين موالين لإيران، وإرجاعها عمليا لسلطة عراقية، الأمر الذي لم تستطع تحقيقه الحكومات المتعاقبة طيلة ست سنوات مضت، رغم محاولاتها المتنوعة التي كانت تواجه بالرفض.و يشير مطّلعون إلى أن ماحققته انتفاضة تشرين الباسلة بمطالبها العادلة المشروعة و بطولة و تضحيات شاباتها و شبابها الذين ووجهوا بالعنف المتنوع الهمجي الذي لا يكف عن التصاعد و لكون العديد من شبابها (أو من بناتهم و أبنائهم) كانوا من المقاتلين البارزين في صفوف وحدات الحشد الشعبي الميدانية التي لبّت مبكراً نداء مرجعية النجف العليا في مقاتلة داعش الإجرامية . . سيؤدي إلى مواجهات مسلحة بين وحدات مرجعية النجف للحشد المؤيدة للتظاهرات، و الميليشيات التي هيمنت عليه (على الحشد)، المعروفة بمواقفها الوحشية من الانتفاضة السلمية لرعبها مما أدت إليه لحد الآن، و رعبها من فقدانها كينونتها و امتيازاتها اللامشروعة. و عليه ينتظر عديدون أن تحقق الفصائل الكبيرة الموالية لمرجعية النجف (ابو الفضل العباس، الإمام علي، أنصار المرجعية، علي الأكبر) مطالبها باستلام مواقع عليا في الحشد الذي تتخلخل صفوفه كما مرّ . . في محاولة جادة لإرجاع الحشد إلى موقعه الطبيعي موالياً للعراق و خاضعاً للقيادة العراقية بعيدا عن قضايا فساد كبرى ومكاسب اقتصادية للخارج و للاجندات الإقليمية، في وقت عبّر عنه احد قادة النجف بكونه مناسب جداً، خاصة و قد ابلغ الإيرانيون عددا من قادة الفصائل الموالية لهم، أنهم سوف لن يقوموا بتقديم أية مساعدات مالية أو أسلحة لهم بعد الآن . . اثر لقاء وفد ممثل السيد السيستاني بقيادة الحشد.

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post جوجل متهمة بالتجسس على الأطفال
Next post اسراطينيات “عنزتان” الصفقة والمثلث