عيد المرأة … بين السمات الإنسانية والسياسية

Read Time:2 Minute, 8 Second

ستار الجودة

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام ،و تقدير المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية. وإذا ما أردنا قراءة عيد المرأة في العراق بموضوعية في الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية والاقتصادية ، وعلى عموم جغرافية العراق نجد زوايا كثيرة قد غابت او غيب عنها دلالة مفهوم الاحترام العام والجوانب ، انفت الذكر ،ففي مثل هذه المناسبات تكون القراءة في الأعم الأغلب في زاوية المشهد الوردي في المدن و الأروقة السياسية ، وتهمل كثير من الزوايا الأخرى .وهذه معادلة غير منصفة.إذا ما قرائنا وضع المرأة العراقية في المناطق الريفية والأهوار والمناطق النائية ، وفي قسم من المدن والمحافظات ، نجدها مكبلة بالعادات ،والتقاليد,مهمشة, معدمة, تتعرض الى الكثير من الانتهاكات, النفسية, والجسدية, تعيش تحت وطئت الظلم والحرمان والعيب والحرام ، تعامل على انها جزء مكمل من اثاث المنزل وماكنة للتفريخ ولخدمة الرجل ومحطة استراحة ونزوة ، واللواتي اللامعين لهن تجدهن يجمعن ملح المستنقعات, و” القواطي ” وأكياس النايلون ” من مكبات النفايات , ليحصلن على رغيف خبز, و يعملن في معامل الطابوق, و الحقول, وفي أعمال الخدمة, وأعمال أخرى بسبب الفقر والعوز,”, تلك الشريحة من النسوة لا يعرفن معنى العيد ولا تاريخه ،المرأة المطلقة والعانس والأرملة في ثقافة المجتمع السائدة ضحية النظرة القاسية بسبب غياب الوعي ، وتتعرض للكثير من المضايقات ،أما من الناحية السياسية فلا تحضا المرأة في العراق بتمثيل حقيقي او دفاع عن حقها ممن تسلقن باسمها الى مقاعد السياسة (25٪ نظام الكوتا ), وأنضون تحت عباءة الأحزاب والكتل السياسية , ويقفن بالضد من حقوق المراة أذا تعارضت مع توجهات الأحزاب خصوصا الراديكالية التوجه , والأمر ينسحب على بعض منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة ، مواقف لا ترتقي الى مستوى التمثيل والدفاع بسبب عدم الاستقلالية ,او الادلجة, وضعف الإمكانيات, ألا عدد قليل من الناشطات, بعض المؤسسات الإعلامية للأسف تسلط الضوء في مثل هذه المناسبات على الموظفات او على النساء الميسورات ويختارون نماذج من المدن تتناسب والخطاب الإعلامي , وهذه هي الطامة الكبرى ، التي تغيب الحقائق عن الرئ العام. النهوض بواقع المرأة مسؤولية الجميع خصوصًا الطبقة المثقفة التي يعول عليها المجتمع في الدفاع عنه وكشف النوايا الخبيثة التي تقف بالضد من حقوق المرأة كونها الجزء المهم من المجتمع، و بما يتناسب والإنسانية التي تمثل المعنى الحقيقي الذي اقرت به كل الأديان السماوية , فهي الأم والأخت والزوجة والبنت والصديقة ، ورمز الحياة والنماء ، و العمل على تحقيق عدالة تعيد لها حقوقها التي اقرها الدستور و الالتزام بقرارات مجلس الأمن و معاهدة سيدوا الخاصة بالمرأة التي وقع عليها العراق.
وضرورة مساواتها مع أخيها الرجل في كل مجالات الحياة وتمثلها في المؤسسات التشريعية والتنفيذية وفي منظمات المجتمع المدني وحث تلك المؤسسات للدافع بقوة عن المرأة العراقية بعيدا عن كل التوجهات والانتماءات العرقية والدينية.

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post برلسكوني والنساء من جديد
Next post المفوضية الأوروبية في يوم المرأة والمساواة