الأمن القومي في ظل العولمة وتغيير ألمفاهيم

Read Time:4 Minute, 8 Second

إعداد جاسم محمد ـ باحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات ـ بون

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يشهد العالم تطورا في مجال التكنلوجيا وتقنية المعلومات، وهذا شمل بدون شك، مجال الأمن وتبادل المعلومات، لتغير التكنلوجيا مفاهيم كثيرة في الأمن والاستخبارات، ومنها القواعد الأساسية في العمل الإستخباري: الخبر، مصادر المعلومات، التجنيد، وسائل الاتصال، إدارة العملاء، ونوع تهديدات الأمن القومي ومصادرها.

تعريف الأمن القومي (National Security)   هو : قدرة الدولة على حماية أراضيها  ومواردها  ومصالحها من التهديدات الخارجية  ـ العسكرية والتهديدات ألداخلية . وبفعل العولمة، حدثت تحولات في مفهوم الأمن، وأبرزها  القوة، التي لم تعد ترتبط بالعامل العسكري بل تعدته إلى السياسة و التكنولوجيا والتعليم، والنمو الاقتصادي واعتماد المعلومات، هذا التعريف ربما كان من أكثر التعريفات تداولا والذي تناولته العديد من الدراسات الصادرة باللغة العربية والانكليزية.ويعرف تريجر وكرننبرج الأمن القومي بأنه “ذلك الجزء من سياسة الحكومة الذي يستهدف خلق الظروف المواتية لحماية القيم الحيوية”. ويعرفه هنري كيسنجر بأنه يعني “أية تصرفات يسعى المجتمع  ـ عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء. أما روبرت ماكنمارا فيرى أن “الأمن هو التنمية، وبدون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن، والدول التي لا تنمو في الواقع، لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة.

تهديدات سيبرانية

فلم تعد تهديدات الأمن القومي في زمن العولمة على مايجري على الأرض، بقدر هجمات ونشاطات على الشبكة العنكبوتية، وهذا دفع وكالة الاستخبارات المركزية، والبنتاغون وكذلك في المفوضية الأوروبية، باستحداث وحدات رقمية لردع الهجمات الالكترونية، لحماية الأمن القومي.التجسس الالكتروني هو تنفيذ عمليات هجوم الكتروني على حسابات الكترونية إلى أشخاص أو مؤسسات أو حكومات لسرقة المعلومات، أو تعطيل نظم معلوماتها، وهو منحى جديد بدء يتصاعد في السنوات الأخيرة، ليدفع الحكومات وأجهزة الاستخبارات على إنشاء وحدات رقمية لحماية الأمن الافتراضي. وعلى سبيل المثال أجهزة الاستخبارات الأوروبية، وجدت نفسها متأخرة في موضوع الأمن الافتراضي، كون المحركات (الخوادم)، التي تعمل عليها شبكات الانترنيت في الغالب هي أمريكية وغير أوروبية. لذا فهي تسعى لإنشاء شبكة افتراضية من أجل تبادل المعلومات بهدف تقوية العمل الاستخباراتي فيما بينها، ولتعزيز مكافحة الإرهاب.وتمثل سيناريوهات  الهجوم السايبري ، بمثابة، الرعب للسلطات الأمنية باحتمالات شن هجمات على البنية التحتية المهمة، مثل محطات توليد الطاقة، وأنظمة النقل والملاحة والقطارات والمطارات وغيرها من البنى المعلوماتية.

أجهزة الاستخبارات وكسر التشفير

أقام تطبيق واتساب دعوى قضائية ضد مجموعة (NSO) الإسرائيلية خلال شهر نوفمبر 2019، متهما إياها بمساعدة وكالات تجسس حكومية على اختراق هواتف ما يقرب من 1400 مستخدم في أربع قارات في عملية قرصنة إلكترونية تستهدف دبلوماسيين ومعارضين سياسيين وصحفيين ومسؤولين حكوميين كبارا. وأنكرت مجموعة (NSO) تلك المزاع.  وقالت في بيان “نرفض بأشد العبارات الاتهامات التي ذكرت اليوم ونكافحها بقوة”. وأضافت “الغرض الوحيد لمجموعة (NSO) هو تقديم التكنولوجيا لأجهزة المخابرات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون لمساعدتها على محاربة الإرهاب والجرائم الخطيرة.

أبرز برامج التجسس الرقمي

تسريبات العميل سنودن عام 2013، كشفت، بأن وكالة NASA لديها برنامج MUSCULAR يتم تشغيله بالاشتراك مع نظيرتها وكالة GCHQ البريطانية. بالدخول بشكل طبيعي على حزم الألياف الزجاجية وبشكل مستمر، هذا البرنامج يمكنها جمع 181 مليون سجل خلال شهر واحد.وبات معروفا، بإن المخابرات المركزية الأمريكية، لديها القدرة على اختراق أي شيء تقريبًا، حقيقة أعلنها الرئيس التنفيذي لمركز الفضاء الافتراضي الاستراتيجي والعلوم الأمنية الكندي، رييتشارد زالوسكي، لموقع “إت ورد كندا”، تعليقًا على كشف موقع “ويكيليكس” عن استخدام المخابرات الأمريكية برامج تجسس خبيثة تخترق أغلب الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت.يوجد الآن في الاتحاد الأوروبي ما يسمى مركز (EU INTCEN)  للاستخبارات ، وظيفته تزويد مفوضية الشؤون الخارجية بالمعلومات، وكذلك خدمة نظام الإنذار المبكر بالتهديدات العسكرية والإرهابية. ومن المقرر أن تقود الجمهورية التشيكية مشروعا قادرا على شن حرب إلكترونية، بهدف إنشاء قوة حربية إلكترونية أوروبية مشتركة.

الطائرات المسيرة

بدأت الطائرات المسيرة “الانتحارية” درون ، المجهزة برؤوس حربية مدمجة في الطائرة مؤخرا بالانتشار في مختلف دول العالم. ويعود تطوير مثل هذا النوع من الأسلحة إلى التطور السريع للعمليات العسكرية في الصراعات المعاصرة، الذي يزيد من دور الأنظمة القادرة على تقليل دورة مهام الكشف والتدمير، إذ تؤدي تلك الطائرات دور الاستطلاع والمراقبة والتدمير.

الخلاصة

شهد عالم الجوسسة، الكثير من التغيرات، في تقنيات جمع المعلومات وتدريب العملاء، وسائل التواصل الاجتماعي الآن وتطبيقات الهواتف الذكية وبرامج التواصل عبر الانترنيت، ومحركات الانترنيت أبرزها جوجل والفيسبوك وغيرها، يوفر الكثير من الجهود والمغامرة إلى أجهزة الإستخبارات، بدون الحصول على تأشيرة أو إصدار جوازات سفر تحت أسماء مستعارة.نحن اليوم في زمن العالم الافتراضي، لكن رغم ماتقوم به وكالات الأمن القومي ومنها ناسا وما تملكه من تقنيات المراقبة، للتجسس وجمع المعلومات، فان العنصر البشري، يبقى هو الأساس في العمل الاستخباري، ويبقى هو من يدير العمل الأستخباري. جمع المعلومات تقنيا، والاستطلاع أو استهداف عناصر مطلوبة مثلا بطائرة بدون طيار أو “درون” لايمكن أن يتم تنفيذها إلا بوجود تغذية عكسية على الأرض.فلم تعد تهديدات الأمن القومي في زمن العولمة على مايجري على الأرض، بقدر هجمات ونشاطات على الشبكة العنكبوتية، وهذا دفع وكالة الاستخبارات المركزية، والبنتاغون وكذلك في المفوضية الأوروبية، باستحداث وحدات رقميه لردع الهجمات الالكترونية، لحماية الأمن القومي.وهذا يعني هناك حاجة إلى إعادة تعريف الأمن القومي ومفاهيمه، وحاجة الحكومات أيضا إعادة هيكلة أجهزتها الأمنية، على أن تتضمن وجود وحدات جديدة خاصة الوحدات الاليكترونية ، بايلوجية او كيميائية، أو إعلامية وسايكلوجية لمواجهة الحروب غير التقليدية، رغم أن بعض الدول ومنها منطقة الشرق الأوسط تملك هذه الوحدات لكن ضمن إمكانيات محدودة.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مساعدات من الاتحاد الأوروبي لتونس
Next post خامنئي يضفي الطابع الأمني على وباء الكورونا بينما يدرس «الحرس الثوري» تحركاته الإقليمية