المسابقة على عرش الرئاسه البريطانية

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة للمدار الإعلامية الأوروبية …_يصف المراقبون الانتخابات في بريطانيا بالتاريخية لان فوز حزب العمال بالاغلبية المطلقة في البرلمان سابقة في السباق الى رئاسة الحكومة الانكليزية، ويصفون الانتخابات في فرنسا بالنقلة النوعية وبالمنعطف التاريخي نحو اليمين والعنصرية، وفي ايران حيث بدأت اليوم الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية والتي يصفونها بالاعتيادية لان التنافس يقع بين مرشح محافظ يريد ان يحافظ على سياسة النظام تجاه دول الغرب وآخر اصلاحي يريد ان يصلح التوازن في علاقات بلاده تجاه الشرق والغرب…
ولكن بماذا يمكننا وصف الانتخابات في الولايات المتحدة الإرهابية، هل نصفها بالمسرحية السريالية أم بالكوميديا التاريخية؟
تخيلوا للحظة لو ان هذه المهزلة الانتخابية تجري في دولة اخرى من دول العالم، فكم كنا سنسمع من تعليقات وانتقادات سلبية من وسائل الاعلام الامريكية ومن خلفها الميديا الغربية ومن خلف خلفها قنواتنا العربية الببغاوية؟ من المؤكد انها لن تتوقف عن الاستهزاء بالمرشحين وانتقاد المتنافسين وما آلت اليه الديموقراطية في “هذه الدول العالم ثالثية”…
أما ما يأتينا من “ماما امريكا” فكله مثالي ومقبول وقد يتحول الى موضة يقلدها العالم وتقرع لها الاجراس والطبول، ويسير على نهجها اكثر من حاكم عربي ومسؤول…
فنحن أمام أغرب انتخابات على الاطلاق، حيث يتنافس على رئاسة هذه القوة العظمى النووية كل من “الدكتاتور الأشقر” الذي أدين خلال الشهر الماضي بأربعة وثلاثين تهمة، بالاضافة الى ملفات حافلة بالقضايا المختلفة، والتي لا يمكن ان تلغيها الحصانة التي أقرتها المحكمة العليا، وبين العجوز “الروبوت” الذي تدور حوله أيضا وحول ابنه شبهات بالفساد والتحرش والادمان، بالاضافة الى ما يعانيه هذا العجوز (مع كل احترامنا لكبار السن) من خرف وزهايمر اوقعه في مواقف حرجة خلال الاحتفال بانتصار النورماندي، وزلات لسان واخطاء وسقطات وكبوات كان آخرها ما حل به خلال المناظرة التلفزيونية الاولى والتي قد تكون الاخيرة بالنسبة له، اذا ما استطاعت “العائلة الكريمة” اقناعه بالتخلي عن تمسكه بالترشح لمنصب الرئاسة…
ولا يخفى على احد، صغيرا او كبيرا، مثقفا او جاهلا، ان اليهود هم الذين يقررون سياسة الولايات المتحدة الخارجية وهم الذين يوجهون قادتها السياسيين والعسكريين من خلال اللوبيات والمنظمات الصهيونية ومن خلال سيطرتهم على وسائل اعلامها المؤثرة والقوية…لذلك فليس لدينا ادنى شك أن من يفوز برضا اللوبيات أو حكومة الظل الخفية هو الذي يصل الى كرسي الرئاسة الامريكية، ولن ترضى عن أي مرشح الا اذا تعهد لمستعمرة اسرائيل بالدعم السياسي والعسكري اللامحدود وقدم لها فروض الولاء والطاعة الى ابعد الحدود…
لذلك نجدهما يتنافسان على ارضاء “مستعمرة اسرائيل” ويعملان على التغطية على جرائم قادتها وعلى رأسهم “النتن ياهو”، المتهم ايضا بقضايا فساد مختلفة، وتنتظره محاكمات عديدة بسبب اخفاقاته خلال هجوم السابع من اكتوبر، وفشله الذريع في تحقيق أهداف حربه الوحشية على قطاع غزة المتمثلة في القضاء على المقاومة وتحرير الرهائن، بالاضافة الى مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية لارتكابه جرائم ابادة جماعية…
اذن، بإمكاننا ان نختصر المشهد كالتالي: “الفاسد ترامب” يلتقي ويتفق مع منافسه “الفاسد بايدن” على دعم “الفاسد النتن ياهو” للقضاء على شرفاء المقاومة الذين يقاتلون في سبيل “الحرية“، والذين وصلوا الى الحكم في قطاع غزة عبر انتخابات “ديموقراطية“، وهي (الحرية والديموقراطية) المصطلحات الاكثر استخداما وترويجا في ولايات العم سام الإرهابية…
أما نحن فلا تهمنا هذه المسرحية الفكاهية ولا يهمنا من سيفوز في الانتخابات الامريكية لأننا بدورنا انتخبنا شرفاء المقاومة الفلسطينية لتمثيلنا امام الجميع على وجه الارض الى أن يتم تحرير الارض من نهرها حتى بحرها والى أن يرث الله الارض ومن عليها…

شبكة للمدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post مستوى التهديد في بلجيكا هذا الصيف
Next post ذكريات فنية “”في مثل هذا اليوم “”