العالم أمام منعطف تاريخي وخيارين

Read Time:3 Minute, 36 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلاميةالأوروبية …_ قد نكون اليوم أمام منعطف تاريخي كبير ومفترق طرق خطير يضع العالم أمام خيارين لا ثالث لهما، وذلك بعد نصف عام من الصمود والمقاومة في اطار عملية طوفان الاقصى، وبعد ٧٦ عاما من زراعة “مستعمرة اسرائيل” على ارض فلسطين، الاول هو أن يتم التوصل لهدنة اطول من الاولى وتشتمل على صفقة تبادل اوسع يتم تنفيذها على عدة مراحل، وهو ما سيشكل نوع من التهدئة والحلحلة بانتظار المعركة المقبلة، وفي نفس الوقت يكون بمثابة نصر جديد للمقاومة في هذه الجولة من الطوفان، بالرغم من العدد الكبير للشهداء والدمار الهائل في المباني والممتلكات…
أما الخيار الثاني، وربما يكون الأرجح حاليا، فهو التصعيد الكبير الذي قد ينتج عن رد طهران على قصف القنصلية الايرانية في دمشق، حيث ستعمد الجمهورية الاسلامية ولاول مرة الى قصف كيان الاحتلال بشكل مباشر، ومعه قد تدخل المنطقة والمواجهة مع المحتلين الصهاينة في حرب لم نشهد لها مثيلا منذ قيام الكيان، وقد تعجل من سقوط هذا الكيان الغريب المزروع على ارض فلسطين التاريخية…
واذا استبعدنا هذا الخيار الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه خاصة اذا ما تدخلت دول عظمى في هذه المواجهة الاقليمية وهذا أمر وارد جدا، أو في حال قررت ايران أن يقتصر هذا الانتقام على قصف قاعدة او منشأة صهيونية فقط كرد اعتبار للجمهورية الاسلامية، فعندها قد تتم العودة للعمل على بلورة اتفاق هدنة وتبادل للاسرى بين المقاومة والاحتلال، وهنا لا بد من عمل مراجعة للمواقف والاحداث خلال الجولة الثانية والطويلة من الطوفان والاستفادة من الدروس والاحداث:

١- إن صمود المقاومة الاسطوري تخطى توقعات الجميع، العدو قبل الصديق، حتى اولئك ألاكثر تفاؤلا وايمانا بخط الكفاح المسلح لتحرير فلسطين…

٢- لقد كانت المقاومة محقة في عدم التعويل على اي نظام عربي أو مسلم والاعتماد على رجالها وامكانياتها بالمقام الاول، وقد تكون أخطأت بعض الشيء بالتعويل علينا كشعوب عربية ومسلمة لأننا لم نكن على مستوى الحدث ورضينا بما املته علينا الانظمة الخانعة والخاضعة لراعي البقر الامريكي…

٣- سلاح المقاطعة فعال جدا ومجدي على المدى البعيد ولكنه لا يصل الى مستوى التأثير الفعلي والمباشر على مجريات الاحداث على الارض، اذا لم ترافقه مشاركة حقيقية للدول والحكومات عبر الضغوط الدبلوماسية وتجميد العلاقات والاتفاقيات الثنائية…

٤- بعض الانظمة العربية المتواطئة في حرب الابادة والتجويع ضد اهلنا في غزة وعلى راسها النظامين الاردني والمصري كانت تأمل أن يتم القضاء على المقاومة خلال شهر أو شهرين على الاكثر، ولن تشعر بالارتياح اذا ما حققت المقاومة أي انجاز او انتصار…

٥- الولايات المتحدة الأرهابية ومن خلفها الحركة الصهيونية ما زالت قوية ومؤثرة على الساحة الدولية، وتدوس على رقاب حكامنا العرب ومعظم حكام العالم، وما زالت الدول تحسب لها ألف حساب، حتى اللاعبين الكبار منهم…

٦- قمة الخيانة الفلسطينية رأيناها في مواقف بعض المسؤولين في السلطة الذين ظهروا وكأنهم ينتظرون الوحش لينتهي من فريسته كي ينقضوا بدورهم على ما تبقى منها…

٧- قمة النذالة العربية رأيناها في مواقف بعض المتخاذلين والمتآمرين مع العدو الصهيوني واهمها القيام بفتح الممر البري لنقل البضائع والمعدات الصهيونية عبر الدول الخليجية وصولا الى المملكة الهامشية…

٨- قمة الخذلان الاسلامي رأيناها في مواقف دول كبيرة مثل تركيا التي اعتقدنا انها ستقف مع المقاومة الفلسطينية وتتخذ اجراءات حازمة لوقف حرب الابادة في غزة الابية…

٩- قمة النفاق والسلبية أتتنا من شيوخنا وقد رأينا كيف أن معظم رجال الدين هم رجال دنيا ودنانير ويركعون لولي الامر والتنانير ولا ينفذون الا تعاليم الرئيس والملك والامير…

٩- قمة الوفاء والمساندة رأيناها في الدعم الجلي والملموس الذي قدمته أطراف المقاومة في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان…

١١- صدق القول “رب اخ لم تلده امك“، ففي الوقت الذي كان يقوم فيه من يدعون الاخوة بدعم العدو والمشاركة في الحصار والتجويع ضد اهلنا في غزة، رأينا دولا بعيدة جدا تعبر عن اخوتها وانسانيتها وعن مواقف جريئة لرفع الظلم عن أهل فلسطين وعلى رأسهم جنوب أفريقيا ونيكاراغوا…

واخيرا ندعو كل عربي ومسلم أن يقوم بعملية تقييم لمواقف الحاكم والحكومة في بلده ومدى تأثيرهما على مجريات الاحداث في فلسطين، ومدى التزامهما تجاه قضايا تمس شرف وكرامة العرب والمسلمين…
وأنت يا أخي حاول ان تراجع نفسك وفكر في ردود أفعالك تجاه مجازر الابادة اليومية ومعركة المصير، واعمل تقييما لما قدمت إيمانك وعبر عنه لسانك، فاذا شعرت بالعجز والتقصير، فما تزال امامك فرصة كبيرة لترضي ضميرك لان معركة التحرير مستمرة وما هو قادم اعظم مما فات، وسوف تبقى كل مواقفنا، افرادا وحكومات، محفوظة في كتب التاريخ ومحفورة في ذاكرة الاجيال حتى الممات….
ومهما كانت صعوبة المرحلة القادمة وخطورتها ومهما زادت حدة المواجهة وعظمت تضحياتها فان النصر قادم بإذن الله وسيكلل بتحرير فلسطين من نهرها الى بحرها وبتطهير مقدساتها من دنس المحتلين…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post فروتسواف تحتفل بيوم الأرض الفلسطيني
Next post التحقيق في التدخل الروسي في البرلمان الأوروبي