ما فائدة النحو… ؟

Read Time:3 Minute, 3 Second

قصي البسطامي. ((ليبيا))

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_يقول النحاة ان حركات الاعراب في اللغة العربية لها فائدة كبيرة في توضيح المعنى على القارئ أو السامع، والواقع أني كلما حاولت أن أقنع نفسي بهذا الهراء لا أجد شيء من الفائدة في حركات الاعراب وقد عجزت، وأرجح الظن أن الاعراب ليس سوى زخرفة لفظية لا طائل من وراءها غير مزيد من التعقيد والعبث، حاولت البحث أكثر لعلي أجد توضيحا في موضوع الممنوع من الصرف أو المنادى أو المستثنى أو بإلا أو ان وأخواتها أو ما شابه فلم أجد شيئا…

هم يقولون ان المنادى مثلا يجب أن يبنى على ما يرفع به اذا كان نكرة مقصودة، ويجب أن ينصب اذا كان نكرة غير مقصودة، ومعنى ذلك وجب على المنادي ان يعرف كيف يميز بين المقصود وغير المقصود – لست أدري يا سادة أيمتنع أحد عن الاستجابة لندائك اذا وجد فيه خطأ نحويا، انك تناديه والسلام، وكثير ما تسمع حتى البهيمة فتستجيب لك وهي لا تدرك لا اعرابا ولا هم يحزنون

اني والله لا أرى أن هذا الجدل ماهو الا جدل عقيم لا طائل من وراءه الا مزيدا من التعقيد واضفاء قالب القدسية والغموض على اللغة يثقل كاهل التلاميذ على تعلمها، فتعلم أي لغة كانت لا تؤخذ بالقواعد بل تأتي ممارسة واستماعا بمجرد مشاهدته لأفلام أو مسلسلات أو اختلاط بأقوام..

قال أحد النحاة مبينا أثر اختلاف المعنى بناءا على قواعد النحو :

1 اشتريت ثلاث صناديق كتبا = هذه الجملة يقصد بها شراء كتب تملأ ثلاث صناديق

2 اشتريت ثلاثة صناديق كتب = أما هذه الجملة فتدل على شراء صناديق للكتب من غير إشارة إلى شراء الكتب معها

وفي رأي أن المستمع البسيط لن يلاحظ الفرق بين الجملتين إن لم يكن على دراية تامة بقواعد النحو، وقد يلتبس عليه الأمر إن تعلم القواعد، فلا يستطيع من بعدها تركيبة جملة مفيدة أو فهم جملة كما ذكرنا بالجملتين في الاعلى، وبدل من إضافة كلمة أخرى لأجل التوضيح نراهم يعمدون إلى ابقاءها كما هي.

صنعت اللغة قبل أن تصنع القواعد النحوية، وحين ولدت العربية على لسان البادية لم يكن هناك سيبويه ولا شفوتيه ولا حمسويه ولا غيره، وكم من مناسبة حدث الجدل فيها عن اعراب جملة احتكم سيبيويه وأشباه سيبويه إلى لسان أعرابي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.

ذات مرة قرأت الخلاف الذي دار بين ابا إسحاق الكندي، الفيلسوف العربي المشهور، سأل أحد النحاة عن فائدة النحو وجاء بجمل ثلاث ليستفهم عما فيها من فروق معنوية وهي كالتالي :

  1. عبد الله قائم – 2. إن عبد الله قائم – 3. إن عبد الله لقائم.

يقول النحوي إن في الأولى إخبار عن قيام عبد الله، والثانية جواب عن قيامه، وفي الثالثة جواب عن إنكار منكر لقيامه.

ولا أدري كيف إعترض الكندي على ذلك، ولو كنت مكانه لقلت للنحوي ” سامحك الله يا خوي، ليش تعقد فيها وما فائدة هذه الفروق في الحياة العملية، أليس من الأفضل أن نجيب على سؤال السائل وانكار المنكر من غير حاجة إلى هذه التعقيدات اللفظية، هناك الكثير من اتباع النحاة يرون في كثرتها أن لها فائدة عظيمة ولو قلت لهم أن الخطباء الذين يخطبون الجماهير كجمال عبد الناصر والقذافي وغيرهم يلقون خطابات حماسية يلهب قلوب المستمعين لما فيها من قدرة الشخصية على جعل الجمل مشحونة بكم هائل من العواطف التي تحرك الجماهير، وليس لهذه الخطب الحماسية أي قواعد نحوية لإيصال ما يقولونه للعامة بقدر ما يعتمدون على اللحن في الخطابة وإرتفاع الصوت وانخفاضه والتفاعل مع كل جملة عبر لغة جسدية بايماءات تزيد هيجان عواطف الجماهير أكثر، ولو قلنا أنهم فعلوا ذلك وأخذوا بالقواعد النحوية لما كان لها أثر وقعا قوي على النفوس، لان التفكير في القواعد يجعل المتكلم في حالة من الوسواس القهري فإذا ما أراد قول شيء فكر بأي مبتدأ يبدأ وأي نصب أو رفع للكلمة يمكن أن ينتهي عندها وبهذا يختل توازن الجملة معنا ولفظا فلا يستطيع أن يوضح ما يريده المستمع أن يقول، فما فائدة كثرة هذه القواعد وارغام التلاميذ على تعلمها.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post السياسة البلجيكية والأرانب البيضاء
Next post تحليل شامل لأداء لوزراء بلجيكا في الانتخابات الأخيرة