الجميع يميل إلى القوي

إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلانية الأوروبية …_بالأمس خرجت من المستشفى بعد خضوعي لعملية جراحية لاستئصال المرارة وما بداخلها من بحصة وصل حجمها الى ٢١ ملم، بعد ان كانت لا تتعدى ١٤ ملم في التشخيص الاول، ولقد تمت هذه العملية الاستباقية لتفادي اي عواقب ومضاعفات مثل احتمال التهاب قوي وانفجارها داخل الجسم كما حدث لوالدتي قبل ٣٤ عاما وادى لوفاتها على الفور، أو ما حدث لاختي العام الماضي من تضرر للكبد بسبب المرارة وما تلاه من مضاعفات جانبية، أو ما وقع لحماي الذي يعاني اليوم بسببها من مشاكل وتعقيدات اضافية…
وبعد أن تمت عمليتي بنجاح عدت بذاكرتي الى بدايات التشخيص والصورة الفوق صوتية في احد مستشفيات مسقط، وقد سألتني حينها الطبيبة الهندية وهي تفحصني عن جنسيتي ولم تستوعب وضعنا كلاجئين فلسطينيين في لبنان وعملية اعتقالي وأنا في السابعة عشرة من عمري، فشرحت لها كيف وصل اليهود الى فلسطين واحتلوا جزءا منها لانشاء “دولة اسرائيل”، ومن ثم قاموا باحتلال بقية الاراضي الفلسطينية وبعض الاراضي السورية والمصرية عام ٦٧، ولاحقا قاموا باحتلال لبنان عام ٨٢، فردت على كلامي معلقة بنوع من الاعجاب بانجازات الاحتلال بالقول “اذن اسرائيل قوية”…
وهذا يعني ان كل ما استوعبته الطبيبة من القضية بعد أن اكدت لي وجود تلك البحصة الدخيلة في المرارة، يدل على ان الناس على العموم تميل الى القوي وليس الى العادل…
ومع مرور الوقت صرت اراقب وضعي الصحي وجل تركيزي ينصب على وضع المرارة بالرغم من أن معظم الاطباء اجمعوا ان لا داعي لازالتها طالما لا أشعر بأي عوارض أو أوجاع، الا ان الاهل نصحوني بالتخلص منها بأسرع وقت لانها قد تفاجئني بألام غير محمولة ومضاعفات خطيرة…
والان وبعد أن تخلصت من المرارة وشعرت بالراحة خطر ببالي ان “مستعمرة اسرائيل” ايضا بدأت ببحصة صغيرة وقد تركناها تكبر وتقوى في جسد هذه الامة حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من تفرقة وانقسام بين اعضاء هذا الجسد الذي لم يعد يهدأ وينام…
وقد حان الوقت لاستجماع كل قوانا للتخلص من هذه البحصة التي تحولت الى صخرة في قلب الامة ولا سبيل لذلك الا من خلال الجراحة والاستئصال الكامل قبل ان تمتد الى باقي الاعضاء…

شبكة المدار الإعلانية الأوروبية …_

About Post Author

almadar

info@almadar.be

Happy

0 0 %

Sad

2 100 %

Excited

0 0 %

Sleepy

0 0 %

Angry

0 0 %

Surprise

0 0 %