0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تشهد بلجيكا تحوّلًا لافتًا في أنماط الاستهلاك الصحي مع ارتفاع غير مسبوق في الطلب على أدوية السمنة، وعلى رأسها «أوزمبيك» و«ويغوفي»، فقد أظهرت بيانات شركة التأمين «فانبريدا» للمخاطر والفوائد أن عدد الطلبات على هذه العلاجات تضاعف عشرين مرة خلال أربع سنوات فقط، ما يعكس توجهًا اجتماعيًا وصحيًا متسارعًا نحو البحث عن حلول دوائية لمشكلة الوزن الزائد.
وتشير الشركة، في أرقام نشرتها صحف مجموعة «ميدياهويس» اليوم الاثنين، إلى أن الظاهرة لم تعد تقتصر على الفئات العمرية المتقدمة، بل تمتد بوتيرة متنامية إلى فئة الشباب. ففي بداية عام 2021، كان أكثر من ثلث مستخدمي هذه الأدوية تجاوزوا سن الستين، غير أن نسبتهم تراجعت إلى خُمس الإجمالي فقط بحلول منتصف عام 2025.
في المقابل، تضاعفت نسبة من تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عامًا من 10% إلى 20% خلال الفترة نفسها، ما يعكس تحولًا واضحًا في البنية العمرية للمستهلكين.
أما من حيث التوزيع بين الجنسين، فتُظهر الأرقام أن النساء لا يزلن الأكثر استخدامًا لهذه العلاجات، إذ استحوذن على غالبية الطلبات، بينما شكّل الرجال نحو 35% منها خلال أغسطس 2025.
ويرى خبراء الصحة أن هذا التوجه يُترجم الضغوط الاجتماعية والنفسية المتزايدة المرتبطة بالمظهر والصورة الجسدية، خصوصًا بين النساء والشباب، فضلًا عن الانتشار الواسع لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يروّج لحلول سريعة لخسارة الوزن.
من جهة أخرى، ينعكس هذا الارتفاع الكبير في الطلب على ميزانية «المعهد الوطني للتأمين الصحي» (INAMI)، الذي يشهد إنفاقًا متزايدًا على هذه الأدوية باهظة الثمن. وتؤكد التقديرات أن تكاليف تعويض أدوية السمنة أصبحت عبئًا ماليًا متناميًا على نظام الرعاية الصحية البلجيكي، في ظل غياب سياسات صارمة لتنظيم وصف هذه العقاقير أو الحد من إساءة استخدامها.
ويحذر الأطباء من أن الإفراط في الاعتماد على أدوية مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي» من دون متابعة طبية دقيقة أو تغيير في نمط الحياة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
ويؤكدون أن الحل المستدام لمشكلة السمنة لا يكمن في العلاج الدوائي فحسب، بل في تبني مقاربة شاملة تجمع بين النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والدعم النفسي والاجتماعي.
وكالات
