شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تحت بريقها الخادع وأسعارها الجذابة، تخفي بعض المجوهرات التقليدية المستوردة إلى بلجيكا خطرًا صحيًا حقيقيًا يهدد المستهلكين.
وبحسب “RTL”، فإن الكثير من هذه القطع، التي تُباع بكثرة عبر الإنترنت بأسعار منخفضة، تحتوي على نسب مرتفعة من المعادن الثقيلة المحظورة أوروبيًا، مثل الكادميوم والرصاص، ما يجعلها أشبه بقنابل كيميائية صغيرة تلامس الجلد مباشرة.
تُستورد غالبية هذه المجوهرات من الصين قبل أن تجد طريقها إلى الأسواق البلجيكية، حيث تُباع دون رقابة كافية، رغم أن بعض التحاليل المخبرية كشفت عن تجاوزات صادمة.
ففي أحد التقارير التلفزيونية الأخيرة، أظهرت الاختبارات أن بعض الأقراط تحتوي على 28% من الكادميوم، أي ما يفوق الحد المسموح به بنحو 2800 مرة وفق المعايير الأوروبية.
ويقول سيرج سميتز، مفتش الخدمة العامة الفيدرالية للصحة العامة في مطار بروكسل: “هذه المنتجات لا تفي بأي معيار أوروبي، ونحن نصدر فورًا إشعار مخالفة وقرارًا بإتلافها لأنها تشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة”.
الكادميوم، الذي يتراكم تدريجيًا في الجسم، يمكن أن يُسبب السرطان والطفرات الجينية وأمراض الكلى، بينما يُعرف الرصاص بتأثيره الخطير على الخصوبة ونمو الجنين، فضلًا عن أضراره العصبية الدائمة.
ولهذا السبب، تطبق المعايير الأوروبية للمواد الكيميائية في المنتجات الاستهلاكية بشكل صارم، غير أن التجارة الإلكترونية تفتح ثغرات يصعب على الأجهزة الرقابية سدها بالكامل.
وأمام هذا الوضع، تعتزم الحكومة البلجيكية تشديد إجراءات التفتيش ورفع العقوبات على المستوردين المخالفين.
وأعلن وزير البيئة جان لوك كروك عن خطة لمضاعفة عدد عمليات الرقابة بحلول عام 2026، محذرًا من أن “بعض المنتجات تصل إلى مستويات خطيرة للغاية من السمية”.
كما يجري العمل على رفع الغرامات المالية بشكل ملحوظ لتشمل جميع الجهات المتورطة في استيراد أو توزيع هذه البضائع غير المطابقة.
وتكشف الأرقام الرسمية حجم المشكلة: ثلث المجوهرات التقليدية المفحوصة في بلجيكا هذا العام تجاوزت الحدود القانونية للمواد السامة، وبعضها سُجّل كمخالفات “استثنائية” بسبب احتوائها على نسب غير مسبوقة من المعادن الثقيلة.
وكالات
