الدوافع الإسرائيلية للاجتياح لجنوب لبنان
دكتور هشام عوكل استاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في ظل تحولات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي اغتيال شخصية بحجم حسن نصر الله إلى تغييرات كبيرة في توازن القوى في المنطقة. إذا تولى هاشم صفي الدين القيادة خلفًا له، فستشهد المنطقة تغييرات جذرية في قواعد الاشتباك والسياسة الدفاعية. دعونا نفصل في هذا السيناريو:
تأثيرات اغتيال نصر الله وتولي هاشم صفي الدين:
تغيير القيادة والتوجه: هاشم صفي الدين معروف بصرامته والقدرة على الحشد والتنظيم. قد يقود توليه القيادة إلى توحيد الصفوف داخل حزب الله وتبني نهج أكثر تشددًا ضد إسرائيل، معتبرًا أي عدوان بمثابة فرصة لإعادة رسم قواعد الاشتباك.
رفع مستوى التأهب والرد: تزايد نشاط حزب الله واستعداده للرد يمكن أن يرفع من مستوى التأهب لدى إسرائيل، مما يدفعها للتفكير في تنفيذ عمليات هجومية وقائية، بما في ذلك الاجتياح البري لجنوب لبنان، لتعطيل أي أنشطة عدائية ممكنة.
السيناريو العسكري لاجتياح جنوب لبنان:
الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل: ستسعى إسرائيل لتعطيل البنية التحتية العسكرية لحزب الله، بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومناطق الإطلاق التكتيكية، لمنع أي هجمات مضادة.
تكتيكات حزب الله: في المقابل، قد يعتمد حزب الله على تكتيكات العصابات والحرب غير التقليدية، مستفيدًا من التضاريس الصعبة والمخابئ تحت الأرض، لاستنزاف القوات الإسرائيلية.
توسيع نطاق الصراع: مع تصاعد العمليات، قد يسعى حزب الله إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل إطلاق صواريخ بعيدة المدى على عمق إسرائيل، مما يدفع إسرائيل لتحرك عسكري أوسع.
تأثير الأحداث على قطاع غزة:
تواصل الدعم الفلسطيني: قد يشهد قطاع غزة تحركات تضامنية مع حزب الله، سواء من خلال تصريحات الدعم أو حتى عمليات إطلاق قذائف مدفعية ا وحتى صواريخ
تكثيف الضغط الإسرائيلي: في حالة حدوث أي تعاون من قبل فصائل غزة لتعزيز عمليات حزب الله، قد تلجأ إسرائيل إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد قطاع غزة والضفة الغريبة ، مما يزيد من التعقيدات الإنسانية والسياسية٫.
التغير في قواعد الاشتباك:
إعادة تعريف الردع: يمكن أن تكون الأحداث بمثابة فرصة لإعادة تعريف مفهوم الردع على الجانبين. حزب الله بقيادة صفي الدين قد يتبنى نهجًا أكثر عدوانية، مما قد يدفع إسرائيل لإعادة تحديد خطوطها الحمراء.
الدور الإقليمي والدولي: تدخلات الأطراف الدولية والإقليمية ستكون حاملة لأبعاد جديدة في التوازن، حيث يمكن أن تسعى قوى مثل إيران لتعزيز الدعم لحزب الله لزيادة الضغط على إسرائيل، بينما قد تتدخل قوى دولية لمنع تدهور الأوضاع نحو حرب شاملة.
الخاتمة
اجتياح إسرائيلي محتمل لجنوب لبنان بعد مثل هذا الاغتيال، وخاصة مع قيادة جديدة، قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في قواعد الاشتباك الحالية، مما يعقد الوضع الجيوسياسي في المنطقة. الدور الذي ستلعبه المقاومة الفلسطينية وحلفاء حزب الله الإقليميون سيكون حاسمًا في تحديد اتجاهات الصراع ونتائجه. إن مثل هذه التطورات تستدعي اليقظة والجاهزية من جميع الأطراف لتجنب الانزلاق نحو صراع أكبر وأكثر خطورة
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating