فوزي عمار يكتب عن تحول الحالة الاخلاقية الي تطور وحداثة

Read Time:1 Minute, 39 Second

محمد الظفير-محرر الشؤون الافريقية

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أنتجت الحرب العالمية الثانية في اوربا حالة يمكن ان نطلق عليها (خلخلة اجتماعية ) في طبقات المجتمع ، وبسبب الحرب والظروف ومنها موت الرجال وخروج النساء للعمل وظهور أبناء الاغتصاب وهم بمئات الألوف، خاصة في نساء ألمانيا على يد الجنود الروس، مما أدى للمجتمع الغربي أن يعترف بقوانين جديدة لا تقدس العائلة وتعترف بآلام العزباء وحالات الانجاب خارج اطار الزوجية .

ظهر الفن التشكيلي الذي يعبِّر بالأساس عن الحالة النفسية المتشظية بعد حالة الحرب وظهر فلاسفة يكفرون بالإله، ويعلنون موت الاله مثل نيتشه في قوله “مات الإله بعد كل هذا الدم الذي سال”. والمقصود هنا الاله الكنسي وتحالف الكنيسة مع الاقطاع. وظهرت الحركات النسوية بعد أن أخذت المرأة مكانًا في سوق العمل بعد موت الرجال ودفعت ثمن باهظ وانتزعت حقوقها انتزاعا وليس منة من احد وليس بكثرة الثرثرة والمؤثمرات كما عندنا في الشرق .

كل هذا أنتج مفهومًا وواقعًا اجتماعيًا جديدًا، وحتى لا نطلق عليه وفق التقييم السابق ( اللا أخلاقي ) ، أُطلقَ عليه “الحداثة وما بعد الحداثة”، حتى تتغلب هذه الشعوب على واقعها المرير الجديد وتتعايش معه ولا تستعر منه؛ وتعترف بابناء الاغتصاب والزنا ،

حتى تتقدم ولا تقف عند مصائب الحروب . أصبح هذا الوضع الجيد مدعاة للتطبيق من قبل شعوب أخرى لم تمر بالتجربة المخجلة ذاتها، وليس في حاجة لها اصلا تحت وطأة ماكينة تسويقية للمنتصر الذي يقتدي به المهزوم، كما يقول المفكر العربي ابن خلدون.

و انتشرت أفكار التحرر وتسويق الليبرالية واقتصاد السوق الحر الذي اقنع المرأة بالتدخين ليبيع لنصف المجتمع الآخر الدخان ويجعل من المراة سلعة تباع في الاسواق تحت براعة التسويق للحرية وحقوق الانسان ولكنه حالة تسليع لا أكثر ولا أقل.

سارع المثقف المهزوم عندنا في الشرق والمنبطح لكل ما هو غربي والذي لم يمتلك مشروعا الى تبنى نفس المشروع الغربي رغم اختلاف بيئتة وظروفه ودينه، إنها أزمة أُمّة لا تملك مشروعًا خاصًا بها ، فاصبحت كمن لا يتزلج في جبال الألب بل في الصحراء الكبرى والحمادة الحمراء.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_