شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_رفض المسؤولون الأوروبيون والأوكرانيون أحدث مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، معتبرين أنها غير متوازنة وتصب بشكل واضح في مصلحة روسيا.
وحذر هؤلاء من أن الرضوخ لمطالب موسكو قد يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على مزيد من العدوان، بما في ذلك استهداف حلف شمال الأطلسي في المرحلة المقبلة.
وقالت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، لفريق البيت الأبيض إن خطة وقف إطلاق النار المكونة من 28 نقطة، التي أعدها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ستفشل إذا لم تحظ بدعم أوكرانيا والحكومات الأوروبية، التي أصبحت أكبر الممولين للمجهود الحربي الأوكراني.
وأضافت كالاس: “لكي تنجح أي خطة سلام، يجب أن تدعمها أوكرانيا وأوروبا. يجب أن يكون الضغط على المعتدي، لا على الضحية. مكافأة العدوان ستؤدي إلى المزيد منه”.
وأعرب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، في اجتماع خاص مع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن رفضه القاطع للشروط الجديدة، مشيرًا إلى أن روسيا هي من فرضت هذه المطالب.
وقال وفقًا لمصادر مطلعة: “أي خطة سلام قائمة على استرضاء المعتدي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الحرب والوحشية في أوكرانيا وأوروبا بأكملها”.
وتتضمن خطة ترامب، وفق وسائل إعلام دولية، إجبار أوكرانيا على التخلي عن الأراضي المحتلة في شرق البلاد، وتقليص حجم جيشها إلى النصف، وتسليم بعض الأسلحة الثقيلة، وهو ما أثار صدمة في العواصم الأوروبية، لا سيما مع استبعاد هذه العواصم من صياغة المقترح بالكامل.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، مع استمرار الصراع منذ نحو أربع سنوات، وما زالت أوكرانيا تعاني من قصف مكثف وخسائر بشرية ومادية فادحة، في حين تستعد موسكو لتطبيق عقوبات أمريكية جديدة على أكبر شركات النفط الروسية.
وفي كييف، يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي ضغوطًا متزايدة بسبب فضائح فساد واسعة النطاق وأزمات إدارية، في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا تنسيق دعمها العسكري والمالي.
وقد وصف دبلوماسيون أوروبيون الاقتراح الأمريكي بأنه “قائمة أمنيات بوتين”، مؤكدين أن الضغط على أوكرانيا لتنفيذ شروطه غير معقول وغير عادل، وقد يؤدي إلى تقويض الثقة بين الحلفاء.
وقال أحد المسؤولين: “إذا أفلتت روسيا من العقاب، فلن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن نشهد مزيدًا من العدوان الروسي على أوكرانيا والدول الأوروبية الأعضاء في الناتو”.
وفي رد فعل أوكراني رسمي، أشار مكتب زيلينسكي إلى أن الرئيس تسلّم مسودة الخطة من الجانب الأمريكي، لكنه لم يوافق على تحقيق سلام “عادل” وفق صيغة المقترح الحالية.
وأوضح البيان أن الطرفين اتفقا على مواصلة العمل على بنود الخطة للوصول إلى حل عادل ينهي الحرب بطريقة تحمي مصالح الشعب الأوكراني.
من جهته، صرح مسؤول ألماني بأن المستشار فريدريش ميرز يعمل بشكل مكثف لتنسيق الرد الأوروبي، مشيرًا إلى أن خطة ترامب الأخيرة تمثل استراتيجية الضغط على جميع الأطراف دفعة واحدة، مع التأكيد على تطبيق العقوبات الأمريكية على شركات النفط الروسية وتقديم الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا.
وأوضح المسؤول أن أوروبا مطالبة بممارسة نفوذها بشكل منسق لضمان ألا تتحول هذه المبادرات إلى تنازلات أحادية تضعف موقف أوكرانيا وتغذي طموحات موسكو العدوانية.
وتشير التطورات الأخيرة إلى استمرار التوتر بين البيت الأبيض والحلفاء الأوروبيين، وسط مخاوف من أن أي رضوخ لمطالب روسيا سيضعف الموقف الدولي في الأزمة الأوكرانية ويشجع على مزيد من العدوان العسكري في أوروبا، ويؤكد الحاجة إلى استراتيجية مشتركة متوازنة تحمي المصالح الأوروبية والأوكرانية على حد سواء.
أوروبا بالعربي
