شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_يجب أن نكون واضحين تماماً بشأن التهديد: نحن الهدف التالي لروسيا، ونحن بالفعل في خطر”، أكد الأمين العام لحلف الناتو، روتا، مجدداً أن روسيا تشكل تهديداً خطيراً لأعضاء الحلف العسكري، وقد أدلى بهذا التصريح في كلمة ألقاها في مؤتمر أمني في برلين.
يأتي هذا الخطاب بعد أيام قليلة من نشر استراتيجية الأمن القومي الجديدة للولايات المتحدة، التي تُعتبر تقليديًا أهم دولة في الحلف، في عهد الرئيس ترامب، يُتّبع مسار مختلف جذريًا، تنص الوثيقة، من بين أمور أخرى، على ضرورة منع حلف الناتو من التوسع بلا حدود، وهذا تحديدًا ما يرغب به الرئيس الروسي بوتين، الذي تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة بناء العلاقات معه، كما وجّهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي.
لكن بالنسبة لروتا، العدو واضح وضوح الشمس، رغم محاولته الموازنة في خطابه وتجنب إثارة حفيظة الأمريكيين، ولذلك أثنى على ترامب قائلاً: “حتى الآن، لم يلعب بوتين دور الوسيط إلا عندما ناسب ذلك مصالحه، لكسب الوقت لمواصلة حربه، أما الرئيس ترامب الآن فيريد إنهاء إراقة الدماء. إنه الوحيد القادر على إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
لا تميل للخلف
يؤكد روتّا مجدداً أن الدول الأعضاء في حلف الناتو قد اتخذت خطوات هذا العام لتعزيز الحلف من خلال زيادة ميزانيات الدفاع ورفع مستوى الإنتاج الدفاعي، لكنه يحذر من أنه لا ينبغي للدول أن تفترض أن الناتو قد انتهى الآن من تحسين جاهزيته.
“ليس هذا وقت التراخي، أخشى أن الكثيرين متهاونون في صمت، وأن الكثيرين لا يشعرون بالإلحاح، ويعتقد الكثيرون أن لدينا متسعًا من الوقت، لكن هذا غير صحيح، الآن هو وقت العمل” ويقول إنه يجب أن نكون مستعدين لحرب على نطاق الحرب التي خاضها أجدادنا وأجداد أجدادنا.
الخوف من استعداد روسيا
أكد روتّا في خطابه على ضرورة تسريع وتيرة الاستثمار المشترك في الدفاع وزيادة الإنتاج لمنع نشوب حرب. وأضاف: “يجب أن تحصل قواتنا على الموارد اللازمة لضمان أمننا، ويجب أن تحصل أوكرانيا على الموارد اللازمة للدفاع عن نفسها الآن”.
يُصرّ على ضرورة حدوث ذلك “الآن”. “لأن روسيا أصبحت هذا العام أكثر وقاحةً وتهورًا وقسوةً، ليس فقط تجاه حلف الناتو، بل أيضًا تجاه أوكرانيا”. ويشير روتّا أيضًا إلى العواقب التي ستلحق بروسيا نفسها، قائلاً: “بينما يحاول بوتين تدمير أوكرانيا، فإنه يُدمّر بلاده أيضًا”.
يقول روتّه إنّ أكثر من 1.1 مليون شخص لقوا حتفهم في الجانب الروسي منذ بداية الحرب، وهو رقم يصعب التحقق منه، ويضيف: “يدفع بوتين ثمن كبريائه بدماء شعبه، إذا كان مستعداً للتضحية بالروس العاديين بهذه الطريقة، فماذا سيفعل بنا؟”
يحدد روتّه سيناريو كارثياً
مع ازدهار اقتصاد الحرب الروسي، يخشى روتا أن يشنّ بوتين هجوماً على حلف الناتو خلال خمس سنوات، وقد وسّعت روسيا مؤخراً نطاق حربها الخفية ضد الغرب، على سبيل المثال، من خلال أعمال التخريب.
فعلى سبيل المثال، وقع انفجار الشهر الماضي على خط سكة حديد في بولندا، وتتهم وارسو الروس بالوقوف وراءه، وفي وقت سابق من هذا العام، انتهكت طائرات مسيرة المجال الجوي لبولندا ورومانيا، كما شهدت إستونيا اختراق طائرات مقاتلة لمجالها الجوي، وقال روتّا: “تشكل هذه الحوادث خطراً على حياة البشر وتزيد من احتمالية تصعيد النزاع”.
كما وجّه الأمين العام لحلف الناتو أصابع الاتهام إلى الصين، قائلاً إن بوتين لم يكن ليتمكن من مواصلة الحرب بدونها، وتتولى الصين مسؤولية تزويد روسيا بمكونات أساسية للطائرات المسيّرة التي تُرسل إليها يومياً، كما تلعب إيران وكوريا الشمالية دوراً في هذا الشأن.
يرسم صورةً لعواقب استسلام أوكرانيا، يقول: “في مثل هذا السيناريو، سنشتاق إلى الأيام التي كنا ننفق فيها 3.5% من ناتجنا المحلي الإجمالي على الدفاع، سيتعين على هذه النسبة أن ترتفع بشكل هائل”، ويضيف روتّه أن الحكومات ستضطر في هذه الحالة إلى وضع ميزانيات طارئة.
“سيكون من الضروري حينها إجراء تخفيضات كبيرة، وسيتعرض الاقتصاد للاضطراب، وسنواجه ضغوطًا مالية، ستكون المقايضات المؤلمة حتمية ولكنها ضرورية للغاية للدفاع عن شعبنا، لذلك، دعونا لا ننسى أن أمن أوكرانيا هو أمننا أيضًا”.
هولندا ليوم
