
د.صباح الغرايبية
أستاذة بجامعة قسنطينة (الجزائر)
1-ديوان عرافة دلفى: تجربة شعرية أم مكاشفة شعورية؟
“عرافة دلفى”[i] الديوان النثري للشاعرة الليبية مفيدة محمد سعيد جبران [ii]؛ باكورة إنتاجها الشعري وتجربتها الأولى في عالم قصيدة النثر، يمثل نقطة التقاء فريدة بين التجربة الشعرية العميقة والمكاشفة الشعورية الصادقة. وهذا العمل الأدبي يتجاوز في محطات كثيرة حدود التصنيف التقليدي، ليقدم مزيجًا متناغمًا من الإبداع الشعري والتأمل الذاتي.
إن القراءة المتمعنة تكشف جمع “عرافة دلفى” بين براعة التجربة الشعرية وعمق المكاشفة الشعورية؛ فهو من جهة يقدم نصوصًا ذات بناء خاص ، تعكس تمكن الشاعرة من أدواتها المعرفية . ومن جهة أخرى، يفتح نافذة على عالم داخلي ثري، يتكشف عن مشاعر وأفكار وتأملات صادقة وعميقة. وهذا المزج بين التجربة الشعرية والمكاشفة الشعورية يجعل من “عرافة دلفى” عملاً يتجاوز الحدود التقليدية للشعر النثري. ليشكل دعوة للقارئ ليس فقط للاستمتاع بجمال اللغة وروعة الصور، بل أيضًا للتأمل في ذاته وفي العالم من حوله.
ولعل ما يغري المتلقي ليرتحل مع الشاعرة عناوين ديوانها التي عكست نضج تجربتها الشعورية وعمق مداركها المعرفية اللتان تخاطبان العقل والوجدان معا ، فإلى حد يمكننا تلمس خصوصية هذه التجربة وما هي دلالات وأبعاد هذه العناوين ؟
2-العتبات النصية في ‘عرافة دلفى’: بوابات الكشف والتأويل“: العتبات النصية (Textual Thresholds) أو ما يُعرف أيضًا بـ “النص الموازي“[iii] (Paratext) هو مصطلح نقدي حديث ظهر في الثمانينيات من القرن العشرين. وقد صاغه الناقد الفرنسي جيرار جينيت (Gérard Genette) في كتابه “عتبات” (Seuils) الصادر عام 1987 . ويشير مصطلح العتبات النصية في الحقل المعرفي إلى “جميع العناصر المحيطة بالنص الأساسي، والتي تساعد في تقديمه للقارئ وتوجيه قراءته وتشمل هذه العناصر:
- العنوان (Title)2.اسم المؤلف (Author’s name)3.الإهداء (Dedication)
4.المقدمة (Preface)5.الهوامش (Footnotes)6.الغلاف (Cover7.الفهرس (Table of contents).
لقد تطور مفهوم العتبات النصية منذ ظهوره عند الغرب وأصبح محل اهتمام النقاد والباحثين في مجال الأدب والنقد الثقافي، وأسهم في فتح آفاق جديدة لدراسة النصوص الأدبية وفهم العلاقة بين النص وما يحيط به من عناصر. وعند العرب أخذت ثلة من النقاد على عاتقها مهمة نقل هذه المؤلفات الرائدة، وأثرت الساحة النقدية العربية بأبحاث ودراسات وترجمات لموضوع العتبات النصية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الناقد المغربي سعيد يقطين في كتابه “انفتاح النص الروائي: النص والسياق، والناقد الجزائري عبد الحق بلعابد في كتابه “عتبات: جيرار جينيت من النص إلى المناص“.[iv] ….وغيرهما الكثير وجميعهم كان لهم الفضل في فتح نوافذ متجددة على معاني النص المستغلقة حينا والمتخفية بين مركباته حينا آخر …
3-العنوان كعتبة نصية
شغلت عناوين النصوص الأدبية في الدراسات الحديثة حيزًا كبيرًا من جهود الدارسين والباحثين. فقد أدركوا بأنه عتبة مهمة لا يمكن تجاوزها لفك مستغلقات النص ،أو استكناه جمالياته ، لذلك بات الاهتمام به مستقلا عن بقية العتبات له من الأصول والفروع ما يشي بتلك الأهمية والمكانة ، لا سيما وأنه يختزل في اختصاره عوالم من البوح والفلسفة والتاريخ ، وهو حال عناوين عرافة دلفى.
3-1- دلالات العنوان الرئيس “عرافة دلفى”
يعتبر عنوان “عرافة دلفي” (The Oracle of Delphi) أحد العتبات النصية الأساسية التي تهيئ القارئ لفهم النصوص الأدبية المرتبطة به؛ إذ يُشير العنوان إلى مفهوم عميق يتعلق بالحكمة، المعرفة، والتنبؤ بالمستقبل. فهو يحمل دلالات متعددة تتعلق بالأساطير اليونانية والثقافة الإنسانية.
إن العنوان الرئيس للديوان هو البوابة الأولى التي يطرقها القارئ، والبذرة التي تنبت منها توقعاته وتصوراته الأولية وهو في جوهر؛ مفتاح سحري يفتح أبواب التأويل، ويرسم خارطة ذهنية للمتلقي قبل أن يغوص في أعماق النصوص، ويعمل كبوصلة دلالية، توجه القارئ في رحلته عبر متاهات المعاني والرموز المتشابكة.ودهاليز التأويلات المتعددة.
يشكل عنوان “عرافة دلفى” بوابة فكرية وروحية تفتح آفاقًا واسعة للتأمل والاستكشاف الذاتي. فمن جهة، يستحضر العنوان الأسطورة اليونانية العريقة، حيث كانت دلفي مركزًا دينيًا وثقافيًا ذا أهمية كبرى، موطنًا للعرافة الشهيرة “بيثيا” التي كانت تقدم نبوءاتها وتوجيهاتها المستمدة من الإله أبولو. حيث يمنح هذا السياق التاريخي والأسطوري القارئ مفتاحًا لفهم العنوان كرمز عميق للبحث عن المعرفة واليقين في عالم يعج بالغموض والتساؤلات.
ومن جهة أخرى، يتجاوز العنوان البعد الأسطوري ليفتح مجالًا واسعًا للاستبطان والبحث عن الذات، موحيًا بدلالات تدفع القارئ نحو استكشاف الحكمة الداخلية والتأمل العميق. وبهذا، يهيئ العنوان القارئ لرحلة شعرية قد تتناول مواضيع جوهرية مثل الهوية والقدر والاختيار الشخصي.
ولعل هذا المزج الفريد بين الأسطورة القديمة والبحث الذاتي المعاصر يجعل من “عرافة دلفى” عنوانًا متعدد الطبقات، يدعو القارئ للغوص في أعماق التاريخ والأسطورة، وفي الوقت نفسه استكشاف أغوار النفس البشرية. وهكذا، يصبح العنوان جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، بين الجمعي والفردي، مقدمًا وعدًا بتجربة شعرية غنية تجمع بين حكمة الأقدمين وتساؤلات الإنسان المعاصر في نسيج شعري متماسك ومثير للتأمل..
وفي نظرة سريعة لموقع العنوان في إطار واجهة الغلاف، تستوقفنا توليفة جمالية ملفتة تجمع بين العنوان والصورة واللون في تناغم بصري وفكري مثير. إذ يتصدر العنوان “عرافة دلفى” المشهد، مستحضرًا على الفور صدى الأسطورة اليونانية القديمة، وموحيًا بمحتوى يغوص في عوالم النبوءات والغموض والحكمة العتيقة. هذا الاختيار يخلق توقعات لدى القارئ حول موضوعات تتشابك مع التراث اليوناني والأساطير الخالدة.
وفي تناقض مثير للاهتمام، تظهر صورة حورية البحر، عنصر أسطوري آخر مرتبط بعالم المياه والأعماق، مما يخلق حوارًا بصريًا وفكريًا مع العنوان. هذا المزج بين رمز أرضي (عرافة دلفى) ورمز بحري (حورية البحر) يفتح آفاقًا واسعة للتأويل، مشيرًا إلى إمكانية مزج الأساطير أو إعادة تفسيرها في سياق شعري جديد ومعاصر. ويأتي اللون الأزرق الذي يهيمن على الغلاف ليضيف بعدًا آخر من العمق والغموض، مرتبطًا تقليديًا بالماء والهدوء، ولكنه أيضًا يرمز إلى الحكمة والتأمل والبصيرة. هذا اللون يخلق جوًا هادئًا وغامضًا يتناسب تمامًا مع موضوع النبوءات والأساطير، ويهيئ القارئ لرحلة شعرية في أعماق الذات والكون.
إن هذا التكامل البصري والرمزي بين العنوان والصورة واللون يشكل عتبة نصية قوية، تدعو القارئ للغوص في عالم شعري يمزج بين القديم والحديث، بين الأرض والبحر، وبين الحكمة الأزلية والتأمل المعاصر، مما يجعل من غلاف الديوان بوابة مفتوحة على عوالم شعرية غنية ومتعددة الأبعاد.
4-دلالات العناوين الداخلية
تشكل العناوين الداخلية “نظامًا دلاليًا يساهم في بناء المعنى الكلي للنص”[v]. وهذا ما نراه في تنوع وثراء العناوين الداخلية لديوان “عرافة دلفى”، حيث تشكل هذه العناوين خريطة دلالية غنية تعكس تعدد الموضوعات والأبعاد في تجربة الشاعرة مفيد ة محمد جبران
أولا: تشكيلات البنية اللغوية: يشمل الديوان 53 عنوانا تتوزع في بنيتها اللغوية على النحو التالي:
لنسبة المئوية | العدد | أمثلة | نوع العنوان |
35.8% | 19 | بحر، مداد، الندم، وسوسة، مفيدة، ليبيا، لحظة، فينوس، سيرين، وهم، الريم، سكن، ارحل، الوجد، الفقد، التيه، أحبك، قلبي، غدر | عناوين مفردة |
24.5% | 13 | عزف على وتر الحنين، سيدة الأكوان، غناء النوارس، ترانيم الأصيل، سواد الليل، كذبة بيضاء، غابة الزيزفون، عرافة دلفى، ديار عبس، سويعات الأصيل، كؤوس الغرام، تغريدة الكناري، زمن الوحوش | عناوين مركبة |
7.5% | 4 | أنا بنت طرابلسية، هذا المساء يشبهني، طرابلس يا سادة، أنفينيتي – الليل وآخره | جمل اسمية |
7.5% | 4 | لا تراوغ، أسابق الزمن، أترك أثرا، كوني أنت | جمل فعلية |
5.7% | 3 | 1.1.2022، في عيدك، يوم مولدي | تراكيب خاصة |
3.8% | 2 | إلى العلياء، في عيدك | عناوين شبه جملة |
1.9% | 1 | لا أعرف | عناوين استفهامية |
3.8% | 2 | أماه، وطني | عناوين نداء |
100% | 53 | المجموع الكلي |
وباستقراء هذا الجدول الإحصائي نتوقف عند:
- التنوع في أنماط العناوين : حيث يظهر الإحصاء تنوعًا كبيرًا في أنماط العناوين المستخدمة في ديوان “عرافة دلفى”، مما يعكس ثراء أسلوبي وتنوعًا في التعبير الشعري.
- هيمنة العناوين المفردة و المركبة:شكل العناوين المفردة والمركبة معًا 60.3% من إجمالي العناوين (35.8% + 24.5%) ، مما يشير إلى ميل الشاعرة نحو الإيجاز والتكثيف في صياغة عناوينها.
- التوازن بين الجمل الاسمية والفعلية: إذ نلاحظ توازنًا بين استخدام الجمل الاسمية والفعلية (7.5% لكل منهما)، مما يعكس تنوعًا في الأساليب اللغوية وتوازنًا بين الوصف والحركة في العناوين.
- استخدام محدود للتراكيب الخاصة والأساليب الأخرى: تشكل التراكيب الخاصة والعناوين شبه الجملة والاستفهامية والندائية نسبًا أقل، مما يشير إلى استخدامها كعناصر تنويع وتأكيد في بعض القصائد.
- التنوع الدلالي:يعكس تنوع أنماط العناوين تنوعًا في المواضيع والمشاعر التي تتناولها القصائد، من المفردات البسيطة إلى التراكيب المركبة والجمل الكاملة.
- الشمولية والتكامل:يغطي مجموع العناوين (53) مجموعة واسعة من الأساليب اللغوية والتعبيرية، مما يعكس شمولية الديوان وتنوع تجاربه الشعرية.
- الاقتصاد اللغوي :تشكل العناوين المفردة النسبة الأكبر (35.8%)، مما يشير إلى ميل نحو الاقتصاد اللغوي والتكثيف الدلالي في العناوين.
هذا التنوع في أنماط العناوين يعكس ثراء التجربة الشعرية للشاعرة مفيدة محمد جبران، ويشير إلى قدرتها على التنويع في أساليب التعبير وصياغة العناوين بما يتناسب مع محتوى وروح كل قصيدة في الديوان.
ثانيا –الأبعاد الدلالية للعناوين الداخلية:إن تعدد البنى التركيبية للعناوين الداخلية لديوان “عرافة دلفى” قد واكبتها شحنة دلالية وشعورية مميزة ،أطرت هذه التجربة الشعرية ومن سماتها:
- عرافة دلفى ومظاهر التنوع الموضوعي :
تعكس العناوين تنوعا وغنا موضوعيا لافت يعكس تميز التجربة الشعرية وتعدد مصادر إلهام صاحبتها. وهذا التنوع يتجلى في أبعاد متعددة تشكل نسيجًا شعريًا متكاملًا ومتعدد المستويات . فعلى المستوى الشخصي والذاتي، نجد عناوين مثل “أماه” و”يوم مولدي” و”مفيدة” و”قلبي” تشير إلى تجارب شخصية وحميمة، عاكسة نزعة اعترافية في الشعر حيث تستخدم الشاعرة تجاربها الخاصة كمادة شعرية غنية.
وفي الوقت نفسه، يبرز البعد الوطني والقومي في عناوين مثل “ليبيا” و”طرابلس يا سادة” و”أنا بنت طرابلسية” و”وطني”، مؤكدة على ارتباط الشاعرة العميق بوطنها وتاريخه، ومبرزة دور الشعر في التعبير عن الهوية الوطنية.
وسرعان ما تتجاوز الشاعرة الحدود المحلية لتستكشف البعد الكوني والفلسفي من خلال عناوين مثل “سيدة الأكوان” و”أنفينيتي” و”زمن الوحوش”، التي تشير إلى تأملات كونية وفلسفية عميقة، عاكسة نزعة الشاعرة نحو التفكير في القضايا الكبرى والأسئلة الوجودية. كما يظهر اهتمام الشاعرة بالتراث والأساطير في عناوين مثل “عرافة دلفى” و”تين هينان” و”ديار عبس”، مستحضرة التاريخ والأساطير وموظفة إياها في سياق معاصر، مما يخلق جسرًا بين الماضي والحاضر.
ولا تغفل الشاعرة عن البعد الطبيعي والبيئي، فنجد عناوين مثل “غناء النوارس” و”غابة الزيزفون” و”الريم” تعكس ارتباطها العميق بالطبيعة، مستلهمة من البيئة المحيطة وموظفة إياها رمزيًا وجماليًا.
وأخيرًا، يبرز البعد العاطفي والوجداني بقوة في عناوين مثل “الوجد” و”أحبك” و”كؤوس الغرام”، مؤكدة على أهمية العواطف والمشاعر في تجربتها الشعرية. هذا التنوع الموضوعي الغني يجعل من ديوان “عرافة دلفى” رحلة شعرية متكاملة تنتقل بين العوالم الداخلية والخارجية، بين الشخصي والعام، وبين المحلي والكوني، مقدمة للقارئ تجربة شعرية غنية ومتعددة الأبعاد تعكس عمق رؤية الشاعرة وشمولية تجربتها الإبداعية
2-عرافة دلفى الوعي بالزمن والتجربة الإنسانية: البعد الزمني في عناوين ديوان “عرافة دلفى” يعكس اهتمامًا عميقًا بمفهوم الزمن وتأثيره على التجربة الإنسانية والشعرية. يمكننا تلمس ملامحه وتصنيفها كما يلي:
التحليل | العناوين المثالية | الزمن |
يربط التجربة الشعرية بلحظة زمنية محددة في الحاضر. يعكس رغبة الشاعرة في توثيق تجربتها ضمن إطار زمني معاصر، مضفيًا على القصيدة بعدًا واقعيًا وملموسًا. يشير إلى وعي الشاعرة بأهمية اللحظة الراهنة وتأثيرها على التجربة الشعرية. | “1.1.2022” | الزمن المعاصر |
يربط الزمن بالدورة الطبيعية، يعكس وعي الشاعرة بالزمن الطبيعي وتأثيره على الحالة النفسية. استخدام “الأصيل” (وقت الغروب) يشير إلى اهتمام الشاعرة بلحظات التحول والتأمل، خالقًا فضاءً شعريًا غنيًا بالدلالات. | “سويعات الأصيل“ | الزمن الطبيعي والدوري |
يشير إلى التجربة الزمنية الشخصية والذاتية. يعكس اهتمام الشاعرة بالزمن كما يُعاش ويُدرك ذاتيًا، متجاوزة الزمن الموضوعي المقاس. يكشف عن عمق التجربة الشعرية وارتباطها بالحالة النفسية للشاعرة. | “لحظة”، “هذا المساء يشبهني“ | الزمن النفسي والذاتي |
يستحضر أزمنة تاريخية وأسطورية، يشير إلى الامتداد الزمني للتجربة الإنسانية. يعكس رغبة في ربط الحاضر بالماضي، وإعادة قراءة التاريخ والأسطورة من منظور معاصر. يبرز وعي الشاعرة بالتراث وتأثيره على الحاضر. | “عرافة دلفى”، “ديار عبس“ | الزمن التاريخي والأسطوري |
يشير إلى استشراف المستقبل والتطلع إلى ما هو آتٍ. يعكس نظرة الشاعرة المستقبلية وتفاؤلها بإمكانية التغيير. يكشف عن بعد استشرافي في الشعر، حيث يصبح الشعر أداة لتخيل وتشكيل المستقبل. | “مسار جديد“ | الزمن المستقبلي والتطلعي |
يشير إلى الصراع الوجودي مع الزمن، يعكس وعي الشاعرة بمحدودية الزمن الإنساني ومحاولة تجاوزه. يكشف عن بعد فلسفي عميق في تناول الزمن، حيث يصبح الشعر ساحة للتأمل في الوجود الإنساني وعلاقته بالزمن. | “أسابقالزمن”، “الانتظار“ | الزمن الوجودي |
يمكن القول إن البعد الزمني في عناوين ديوان “عرافة دلفى” يعكس رؤية شاملة ومتعددة الأبعاد للزمن؛ بحيث تتنقل الشاعرة بين الزمن الشخصي والتاريخي، بين الحاضر والماضي والمستقبل، مما يخلق نسيجًا زمنيًا غنيًا ومعقدًا يعكس تعقيد التجربة الإنسانية نفسها. ولعل هذا الاهتمام بالزمن يضفي عمقًا فلسفيًا ووجوديًا على القصائد، ويجعل من الديوان تأملاً عميقًا في طبيعة الوجود الإنساني وعلاقته بالزمن.
3-عرافة دلفى وتعزيز الهوية والانتماء: يتشح الديوان بعناوين تكشف عن عمق ارتباط الشاعرة مفيدة محمد جبران بهويتها وجذورها.و يمكننا رصد بعض ملامح هذا الارتباط في ملاحظات أهمها:
التحليل الموسع | العناوين المثالية | نوع الهوية |
يعكس فخر الشاعرة بأصولها وارتباطها العميق بمدينتها. يمثل إعلانًا صريحًا للهوية المحلية والانتماء المدني. يبرز أهمية المكان في تشكيل الهوية الشخصية والشعرية. | “أنا بنت طرابلسية“ | الهوية المحلية |
يعكس التزام الشاعرة بقضايا وطنها وارتباطها العاطفي به. يشير إلى الشعور بالانتماء الوطني والقومي. يبرز دور الوطن كمصدر إلهام شعري وكمحور للهوية الجماعية. | “وطني“ | الوطنية والانتماء القومي |
يستحضر التراث العربي القديم، مما يشير إلى وعي الشاعرة بهويتها العربية الأوسع. يربط الهوية المحلية بالهوية العربية الشاملة. يعكس الامتداد التاريخي والثقافي للهوية العربية في الشعر المعاصر. | “ديار عبس“ | الهوية العربية |
تبرز الهوية الأنثوية للشاعرة. يعكس وعيًا بالذات الأنثوية وتأكيدًا على دورها في الثقافة والمجتمع. يستكشف الأبعاد الأسطورية والرمزية للأنوثة في السياق الشعري والثقافي. | “سيدة الأكوان”، “فينوس“ | الهوية الأنثوية |
تربط الهوية بالتراث الثقافي والتاريخي العالمي والمحلي. يشير إلى وعي الشاعرة بتعدد روافد هويتها الثقافية. يعكس التفاعل بين الثقافات المختلفة في تشكيل الهوية الشعرية. | “عرافة دلفى”، “تين هينان“ | الهوية الثقافية والتاريخية |
يشير إلى تأكيد الهوية الشخصية والمهنية للشاعرة. يعكس وعيًا بالذات الإبداعية وتأكيدًا على دور الشاعر في المجتمع. يبرز أهمية الاسم الشخصي كعلامة على الهوية الفردية والإبداعية. | تكرار اسم “مفيدة“ | الهوية المهنية والإبداعية |
يعكس تعدد مستويات الهوية لدى الشاعرة. يشير إلى وعي بتعقيد الهوية وتداخل مستوياتها. يبرز قدرة الشاعرة على التنقل بين الهويات المختلفة وإدماجها في تجربتها الشعرية. | تنوع العناوين بين المحلي (طرابلس) والقومي (ليبيا) والعالمي (دلفى) | الهوية المتعددة والمتداخلة |
يظهر التحليل كيف تستكشف الشاعرة مفيدة محمد سعيد جبران مفهوم الهوية بطرق متنوعة ومعقدة مما ينم عن رؤية شعرية شاملة وعميقة للتجربة الهوياتية، و هذا التنوع في معالجة الهوية يضيف بعدًا غنيًا ومتعدد الطبقات للديوان مظهرًا قدرتها على التنقل بين مختلف الأبعاد الهوياتية وربطها بالتجربة الشعرية والإنسانية،
تتجلى أبعاد الهوية ملامح والانتماء في عناوين “عرافة دلفى” عبر انتقال الشاعرة بين مستويات متعددة من الانتماء – المحلي، إلى الوطني، فالعربي، ثم الأنثوي، والإنساني العام – مما يخلق صورة غنية ومتعددة الأبعاد للذات الشاعرة ، ويجعل من الديوان تأملاً في معنى الانتماء وتعقيدات الهوية في عالم متغير ومتداخل الثقافات،
4-عرافة دلفى وسحر الطبيعة والكونعبر عناوين العرافة تتجلى علاقة وثيقة وساحرة بين الشاعرة والطبيعة والكون، مما يضفي على النصوص بعدًا جماليًا وفلسفيًا عميقًا. تبرز هذه العلاقة بوضوح من خلال عناوين مثل “غابة الزيزفون” و”غناء النوارس”، التي تعكس ارتباطًا حميمًا بعناصر الطبيعة وظواهرها. هذه العناوين ليست مجرد إشارات سطحية للعالم الطبيعي، بل هي بوابات تفتح للقارئ عوالم من التأمل والاستكشاف الشعري.
تستخدم الشاعرة الطبيعة كمصدر غني للإلهام والرمزية، محولة المشاهد الطبيعية إلى لوحات شعرية نابضة بالحياة والمعنى. فـ”غابة الزيزفون” ليست مجرد مكان جغرافي، بل هي فضاء رمزي يستدعي صورًا من الجمال والغموض والحياة المتجددة. كذلك، “غناء النوارس” يتجاوز الوصف الحرفي لصوت الطيور ليصبح استعارة للحرية والانطلاق والتواصل مع الكون.
هذا الاستخدام الشعري للطبيعة وما تمثله النصوص من انعكاس لذات الشاعرة وتأملاتها في الوجود الإنساني. يجعل من الطبيعة في شعر مفيدة جبران لا مجرد خلفية جمالية، بل هي شريك فعال في صياغة التجربة الشعرية والإنسانية.ومن خلال هذه العناوين وما تحمله من دلالات، تدعونا الشاعرة إلى تأمل عميق في الكون وعلاقة الإنسان بالعالم الطبيعي. فـ”غابة الزيزفون” قد تكون استعارة للحياة بكل تعقيداتها وتشابكاتها، بينما “غناء النوارس” قد يرمز إلى صوت الطبيعة الذي يناجي الروح الإنسانية. هذا التأمل يفتح آفاقًا واسعة للتفكير في مكانة الإنسان في الكون، وكيفية تفاعله مع محيطه الطبيعي.
إن استخدام الشاعرة لهذه العناوين الطبيعية يكشف عن رؤية شعرية عميقة تتجاوز الوصف السطحي للطبيعة. فهي تستخدم عناصر الطبيعة كوسيلة لاستكشاف القضايا الإنسانية الكبرى – الحياة، الموت، الحب، الحرية – من خلال مرآة الطبيعة. وبهذا، تخلق جسرًا بين العالم الداخلي للذات الشاعرة والعالم الخارجي للطبيعة والكون.
5-عرافة دلفى بين تجليات المشاعر والعواطف والصراع الداخلي:
تشكل عناوين عرافة دلفىنسيجًا شعريًا متكاملًا يجمع بين تجليات المشاعر والعواطف، استحضار التراث والأسطورة، واستكشاف الصراع الداخلي. وتبرز كمرآة تعكس هذا التنوع الثري في التجربة الشعرية. فمن ناحية، نجد عناوين مثل “الوجد” و”الفقد” و”أحبك” تكشف عن عمق التجربة العاطفية وتنوعها، متراوحة بين لحظات الشغف العارم والخسارة المؤلمة والحب الصادق؛ تدعو القارئ للغوص في أعماق الذات الشاعرة، مستكشفًا معها تلك المشاعر الإنسانية الأصيلة التي تشكل جوهر التجربة الشعرية. وفي الوقت نفسه، تمد الشاعرة جسورًا نحو التراث والأسطورة من خلال عناوين مثل “عرافة دلفى” و”تين هينان”، رابطة بذلك تجربتها الشخصية بالتراث الإنساني العريق والأساطير القديمة.
هذا الربط يضفي على القصائد بعدًا زمنيًا وثقافيًا عميقًا، حيث تتداخل الأزمنة والثقافات لتشكل نسيجًا شعريًا غنيًا ومتعدد الأبعاد. وفي خضم هذا المزيج من العواطف والتراث، وتظهر أيضًا عناوين تعكس الصراع الداخلي والاستبطان الذاتي، مثل “الندم” و”وسوسة” و”التيه”. في إشارة إلى رحلة الشاعرة في استكشاف عوالمها الداخلية، مواجهة شكوكها وصراعاتها، والتعمق في تجاربها الشخصية.
ومن خلال هذا المزيج الفريد، تنجح الشاعرة في خلق فضاء شعري يجمع بين الشخصي والعام، بين الحاضر والماضي، وبين الواقع والأسطورة، فهي تقدم للقارئ رحلة متكاملة عبر مناطق الروح المختلفة، من أعلى قمم العاطفة إلى أعمق وديان الذات، مرورًا بمروج التراث الخصبة والغابات الأسطورية الغامضة. وبهذا يصبح ديوان “عرافة دلفى” أكثر من مجرد مجموعة قصائد؛ إنه مرآة للتجربة الإنسانية في كلتعقيداتها وتناقضاتها وجمالها.
6-عرافة دلفى: سحر العنونة بين الفن والفلسفة“:
في ديوان “عرافة دلفى” ، تتجلى براعة فريدة في صياغة العناوين التي تجمع بين عوالم الفن والموسيقى والتأمل الفلسفي، خالقة نسيجًا شعريًا غنيًا ومتعدد الأبعاد. وتبرز هذه البراعة بوضوح في عناوين مثل “عزف على وتر الحنين” و”تغريدة الكناري”، التي تربط الشعر بالفنون الأخرى، خاصة الموسيقى. فهذه العناوين لا تعكس فقط وعي الشاعرة بالتداخل بين الفنون المختلفة، بل تجسد أيضًا ما أشار إليه والتر باتر في قوله الشهير “كل الفنون تطمح إلى حالة الموسيقى”[vi]. فالشاعرة تسعى من خلال هذه العناوين إلى خلق تناغم سحري بين الكلمة والصوت والصورة، محولة القصيدة إلى سيمفونية شعرية متكاملة.
وفي الوقت نفسه، نجد الشاعرة تغوص في أعماق التأمل الفلسفي من خلال عناوين مثل “لا أعرف” و”وهم”، التي تكشف عن نزعة تأملية عميقة وتعكس استكشافًا جريئًا للأسئلة الوجودية والمعرفية. هذه العناوين تتماشى مع رؤية مارتن هايدغر للشعر كـ”تفكير في جوهر الوجود“، حيث تتحول القصيدة إلى مساحة للتأمل الفلسفي العميق. من خلال هذا المزج البديع بين الفن والفلسفة في العناوين، تنجح مفيدة جبران في خلق فضاء شعري فريد يجمع بين جمالية الفن وعمق الفكر. فهي تدعو القارئ إلى رحلة متعددة الطبقات، حيث تتناغم الموسيقى مع الكلمات، وتتداخل الصور مع الأفكار، لتشكل في النهاية تجربة شعرية شاملة تخاطب الحواس والعقل معًا. وبهذا، يصبح ديوان “عرافة دلفى” أكثر من مجرد مجموعة قصائد؛ إنه رحلة فنية وفلسفية تستكشف أعماق الروح الإنسانية وتسبر أغوار الوجود، مؤكدة على قدرة الشعر في الجمع بين متعة الفن وعمق الفكر في نسيج إبداعي واحد.
ثالثا-الوظيفة التناصية للعناوين- ارتحال الذات :
تتجلى الوظيفة التناصية للعناوين الفرعية بوصفها إحدى أهم الوظائف التي تؤديها هذه العتبات النصية. وفقًا لتعريف جيرار جينيتللتناص بأنه “علاقة حضور متزامن بين نصين أو أكثر”[vii]، إذ تشكل العناوين شبكة غنية من الإشارات المباشرة وغير المباشرة إلى نصوص أخرى وسياقات ثقافية وتاريخية متنوعة. وتتنوع أشكال التناص فيها بين الأدبي والتاريخي والأسطوري والثقافي، مما يخلق نسيجًا متعدد الطبقات من المعاني والدلالات. فعلى سبيل المثال، عنوان “ديار عبس” الذي يمثل تناصًا أدبيًا وتاريخيًا، مستحضرًا تراث الشعر الجاهلي وقيم القبيلة العربية القديمة. وفي المقابل، يأتي عنوان “تين هينان” ليشكل تناصًا تاريخيًا يربط النص بالتراث الأمازيغي وهوية شمال أفريقيا.
أما عنوان “عرافة دلفى” فيمثل تناصًا أسطوريًا قويًا، مستدعيًا أسطورة معبد دلفي اليوناني وعرافته الشهيرة، ليربط الشاعرة بفكرة الحكمة والنبوءة القديمة. وبالمثل، يأتي عنوان “فينوس” ليستحضر أسطورة إلهة الحب والجمال في الميثولوجيا الرومانية، مضفيًا بعدًا جماليًا وعاطفيًا على النص. هذا التنوع في التناص يؤدي وظائف متعددة: فهو يثري المعنى بإضافة طبقات دلالية جديدة، ويخلق سياقًا ثقافيًا وتاريخيًا للنصوص، ويحفز القارئ على البحث عن الروابط والإشارات، ويبني جسورًا ثقافية تربط النص بتراث أدبي وثقافي أوسع. وكما يشير روبرت شولز، فإن “التناص يفتح النص على قراءات متعددة ويثري تجربة القراءة”.[viii]
وهكذا، يصبح كل عنوان بوابة لفهم أعمق للنص، تدعو القارئ إلى رحلة استكشافية ثرية في عوالم الأدب والثقافة والتاريخ و تضع نصوصها في سياق إنساني وثقافي أوسع، مؤكدة على قدرة الشعر في خلق حوار عميق بين الماضي والحاضر، وبين الثقافات المختلفة، في نسيج شعري متماسك ومتعدد الأصوات.
الخاتمة:
“عرافة دلفى” هو تجربة شعرية غنية تحمل في طياتها مكاشفة شعورية عميقة. إنه عمل يعكس نضج التجربة الأدبية لمفيدة محمد سعيد جبران، ويؤكد على قدرتها في صياغة تجاربها الشخصية والجماعية في قالب شعري نثري مبتكر ومؤثر، يخاطب العقل والوجدان معًا ، وفي محاولة لإيجاد ذلك الرابط الخفي الذي نسجت به هذه التجارب الغنية والمتنوعة جمعت العناوين الفرعية للديوان فكان مايلي:
” كمداد بحر الحياة الذي يعزف على وتر الحنين أغنية الوجود. مفيدة؛ سيدة الأكوان، تسمع غناء النوارس وترانيم الأصيل..في لحظات الندم والوسوسة، تتأمل أنفينيتي – الليل وآخره. وفي عيدك، تبدأ مسارًا جديدًا…
طرابلس يا سادة، رغم سواد الليل، تبقى منارة. مع بداية 1.1.2022، تدرك أن الكذبة البيضاء قد تقود إلى متاهات. وليبيا، وطن الأحلام، تدعوك لتترك أثرًا في غابة الزيزفون. فهذا المساء يشبهك، يا عرافة دلفى. لا تراوغي، إن يوم مولدك هو يوم ولادة الأمل.
من ديار عبس إلى فينوس، تمتد سويعات الأصيل. وكؤوس الغرام تملؤها سيرين، همسًا تقول: كوني أنت. …وطني…، يا تغريدة الكناري، أنت حقيقة لا وهم. حتى لو قلت “لا أعرف”، فالريم يعرف طريقه في زمن الوحوش. اسكني قلبي، لا ترحلي. فالوجد والفقد قد يقودان إلى التيه، لكن الحب يبقى. أحبك يا قلبي، رغم الغدر..سأظل أسابق الزمن. فتينهينان تعلمنا الانتظار، وأنا، بنت طرابلسية، أعرف أن الأمل يولد من رحم المعاناة. أماه، علمتني أن أكون كالبحر، عميقة وواسعة الأفق...“
إن جمع العناوين الداخلية لعرافة دلفى ينسج قصة الرحلة الإنسانية العميقة التي مرت بها الشاعرة وقد غطت مراحل مختلفة من الحياة، من الشك إلى اليقين، من الألم إلى الأمل، ومن الفردية إلى الانتماء الوطني والكوني.و تعكس الرسالة الأساسية لها والتي تؤمن بفكرة التحول والنمو الشخصي مع الحفاظ على الهوية والارتباط بالجذور، كما تبرز دور الشعر والفن في فهم الذات والعالم مؤكدة على قوة الحب والأمل في مواجهة تحديات الحياةو ديوان عرافة دلفى بعد كل هذا نص يستحق القراءة وهو بموضوعاته الغنية مادة خصبة بحاجة لمزيد من البحث والكشف والتثمين…
[i]مفيدة محمد سعيد جبران :عرافة دلفى (قصائد نثرية )،الوكالة الليبية للترقيم الدولي ،بنغازي ،ليبيا، (ط1)،2023.
[ii]مفيدة محمد سعيد جبران. مدينة طرابلس. دكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة سليمان الدولية بتركيا. ماجستير في التاريخ الحديث من الاكاديمية الليبية للدراسات العليا. عضو هيئة تدريس متعاون سابقا. الوظيفة مستشار علمي بالهيئة الليبية للبحث العلمي. الكتب المنشورة: 1-كتاب العلاقات الليبية الفرنسية في القرن التاسع عشر1800-1899اصدار شخصي .2022. 2 كتاب بعنوان حوش الحرملك العمارة والحرفة والمقتني 2020م إصدار الهيئة العامة للثقافة 2020. 3- كتاب بعنوان مبنى القنصلية الفرنسية طبعة عام 2005. من اصدارات جهاز ادارة المدن التاريخية. 4-كتاب بعنوان دليل معالم مدينة طرابلس مشترك طبعة عام 2001/2002م. اصدار جهاز ادارة المدن القديمة. 5- كتاب بعنوان الفنادق في المدينة القديمة طرابلس 94/1995فصدر ط1 عام 2000م ط2عام 2010م جهاز المدن القديمة. 6- كتاب بعنوان الاسواق في المدينة القديمة طرابلس سنة 1993م. صدر ط1عام 2000م ,ط2 2010م .جهاز المدن القديمة. كتب تحت الطبع: 1–كتاب بعنوان شواهدنا العمرانية العتيقة. 2- حركات التمرد والعصيان بدول المغرب الاسلامي. 3-ديوان النثر عرافة دلفي. الجوائز: 1-تم اختيارها من قبل شبكة إعلام المرأة العربية كأحد الشخصيات النسائية العربية الرائدة وتضمين سيرة في موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة اكتوبر2022م. وقبلها في كتاب الرائدات المتميزات الليبيات يوم 19اكتوبر 2020م . 2-نالت شهادة فخرية عليا من الاتحاد الدولي للمثقفين العرب لفوزها بالمركز السادس في مسابقة القصة القصيرة عن نص (زهرة الاوركيدا) فبراير 2022. 3- ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة الكاتبة المغاربية عن ديوانها (عرافة دلفي) 2022 دورة الكاتبة الراحلة ثريا لهي. 4-نالت جائزة عيد الاستقلال في (الملتقي الثالث للإبداع) من قبل رئيس الهيئة العامة للثقافة 30 ديسمبر 2020م. 5- نالت جائزة اليوم الوطني للتراث العربي من قبل رئيس الهيئة العامة للسياحة يوم 27فبراير 2021م. المشاركة: (19) ورقة بحثية علمية في المؤتمرات المحلية والدولية. –المقالات التاريخية المنشورة في المجلات والصحف المحلية. 12 مجلة محكمة وثقافية محلية وعربية ودولية. 3 صحف محلية. المقترحات الاكاديمية عدد مقترحين كلية الاداب والهيئة الليبية للبحث العلمي.
[iii]ينظر سعيد بقطين :انفتاح النص الروائي –النص والسياق ،المركز الثاقافي العربي ، الدار البيضاء ،المغرب ،ط2 2001،ص99
[iv] ينظر :عبد الحق بلعابد :عتبات :جيرار جينيت من النص إلى المناص. .تقديم سعيد بقطين ،منشورات الاختلاف ، الجزائر العاصمة ،ط1، 2008،
[v] ينظر: عبد الحق بلعابد :عتبات جينيت ،ص 79
[vi]رؤية الفلسفة للموسيقى (مترجم)https://www.ida2at.com/see-philosophy-of-music-translator/
[vii]محمد عزام شعرية الخطاب السردي، ص 114
[viii] ينظر عبد الله محمد الغذامي :الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط4، 1998،ص،(324 325)
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_