
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نفى الاتحاد بشكل قاطع صحة التقارير التي زعمت موافقته على فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على صادراته إلى السوق الأميركية، مؤكداً أن هذه المزاعم “تخمينية ولا تعكس واقع المحادثات الجارية بين الجانبين”.
جاء هذا النفي الحازم على لسان المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، باولا بينهو، التي قالت في تصريحات لصحيفة “بوليتيكو” إن المحادثات بين بروكسل وواشنطن لا تزال في مراحلها الفنية والسياسية، ولم تُثمر حتى الآن عن أي اتفاق نهائي. وأضافت أن “ما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول قبول بروكسل بنسبة 10% هو محض افتراضات لا تستند إلى حقيقة التفاوض الراهن”.
تصريحات بينهو تأتي في توقيت حساس، عشية انعقاد قمة مجموعة السبع في جبال روكي الكندية بين 15 و17 يونيو/حزيران، والتي من المتوقع أن تشهد تصعيدًا في الملفات التجارية العالقة، وعلى رأسها الخلاف الجمركي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، وجّه كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، رسائل غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحثه على إنهاء سياسة التعريفات الجمركية الأحادية الجانب.
وتبلغ قيمة العلاقات التجارية بين الجانبين نحو تريليوني دولار سنويًا، إلا أن هذه العلاقة تواجه تهديدًا كبيرًا بسبب قرار إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع واردات السلع الصناعية، وهو ما قد يرتفع إلى 50% بحلول 9 يوليو/تموز في حال فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق.
وكانت تقارير إعلامية، من بينها وكالة رويترز والصحيفة الاقتصادية الألمانية “هاندلسبلات”، قد ذكرت أن الاتحاد الأوروبي مستعد للقبول برسوم جمركية بنسبة 10%، في إطار صفقة قد تُنهي الخلاف.
لكن الاتحاد الأوروبي سارع إلى تفنيد هذه الأنباء، مؤكدًا تمسكه بموقفه المعارض لما يصفه بـ”الرسوم الجمركية غير المبررة وغير القانونية”.
وقال بينهو: “المفوضية الأوروبية لا تزال تفضّل التوصل إلى اتفاق متوازن يخدم الطرفين، لكن إذا تعذر تحقيق ذلك، فكل الأدوات ستظل مطروحة على الطاولة”.
وأضاف أن الاتحاد لن يقبل باتفاق يُشبه ما أبرمته بريطانيا مؤخرًا، والذي يكرّس مبدأ “التعريفة المتبادلة” بنسبة 10%، وهو ما رفضه وزراء التجارة الأوروبيون سابقًا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد عرض في مراحل سابقة على الولايات المتحدة صفقة “صفر مقابل صفر” على الرسوم المفروضة على السلع الصناعية، لكن المقترح لم يتقدم بسبب مخاوف إدارة ترامب من تعقيدات تمريره في الكونغرس.
من جهته، واصل ترامب التصعيد، مهددًا برفع الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات، والتي تبلغ حاليًا 50% و25% على التوالي، لتشمل بضائع أخرى، ما لم يرضخ الاتحاد الأوروبي لما يصفه بـ”شروط التجارة العادلة”.
ويرى مراقبون أن موقف الاتحاد الأوروبي يعكس قلقًا متزايدًا من الانجرار إلى حرب تجارية واسعة النطاق، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تبعات الأزمات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي، لا سيما في قطاعي الصناعة والتصدير.
وفي الوقت الذي تتمسك فيه المفوضية الأوروبية بالحوار وتجنّب التصعيد، فإنها تواجه ضغوطًا من بعض الدول الأعضاء بعدم تقديم تنازلات قد تُضعف الموقف الأوروبي الموحد، أو تسمح لواشنطن بفرض قواعد لعبة تجارية جديدة تُخضع حلفاءها التقليديين.
ومع اقتراب الموعد الحاسم في يوليو، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه قمة مجموعة السبع، وما إذا كانت ستنجح في تليين مواقف الأطراف المتنازعة، أو أنها ستكون ساحة جديدة لتبادل الاتهامات والتصعيد.
أوروبا بالعربي