
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …._تشهد جنوب أوروبا تصاعدًا مقلقًا في درجات الحرارة بسبب موجة حرّ مبكرة وقوية تتمدد من جنوب فرنسا إلى عمق القارة، مدفوعة بما يُعرف بـ”قبة حرارية” تضغط على الطبقات السفلى من الغلاف الجوي وتمنع أي اضطرابات جوية تبريدية.
ومع إعلان حالة التأهب البرتقالي في عشرات المقاطعات، تتسارع وتيرة التحذيرات الرسمية من ارتفاع خطر اندلاع حرائق وتدهور الوضع الصحي في المناطق المتضررة.
في فرنسا، يتواصل تأثير الموجة لليوم الثاني على التوالي، حيث تم تفعيل حالة التأهب في 14 مقاطعة منذ الجمعة، وشهد يوم السبت انضمام مقاطعات جديدة بينها أود، وفوكلوز، وفار، وألب ماريتيم، وهوت كورس، لترتفع بذلك خريطة الإنذار الحراري في الجنوب.
ومع منتصف يوم الأحد، يُتوقع أن يشمل الإنذار البرتقالي 53 مقاطعة أخرى، تمتد من إيل دو فرانس شمالًا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوبًا، ما يجعل أكثر من نصف مساحة البلاد تحت تأير موجة حر غير معتادة .
ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، يُتوقع أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها ظهر السبت، حيث تتراوح بين 34 و38 درجة مئوية، وتصل إلى ما يقارب 40 درجة في المناطق الساحلية.
أما خلال الليل، فقد تتراوح الحرارة بين 19 و26 درجة، ما يجعل من ليالي الأحد والاثنين “مزعجة للغاية”، خصوصًا أن درجات الحرارة لن تنخفض تحت عتبة 20 درجة في ثلثي البلاد.
ويُنبّه خبير الأرصاد تريستان أم إلى أن هذه الأرقام أعلى من المعدلات الموسمية بما يصل إلى 15 درجة، محذرًا من تسجيل مستويات دنيا قد تقترب من الأرقام القياسية التاريخية.
الآثار الميدانية بدأت في الظهور فعليًا، فبحيرة في منطقة هوت غارون جفّت بالكامل بفعل الحرارة المفرطة، كما رفعت سلطات الإطفاء حالة التأهب القصوى لاحتمال اندلاع حرائق في العديد من الغابات والمناطق الريفية.
وتؤكد السلطات أن الظاهرة الحرارية الحالية ناجمة عن إعصار مضاد قوي يشكل ما يُعرف بـ”القبة الحرارية”، وهي حالة جوية تقوم بحبس الهواء الساخن ومنع تدفق الهواء البارد، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة في الطبقات الدنيا من الجو.
تأثيرات الموجة لا تقتصر على فرنسا وحدها، ففي إيطاليا، وُضعت حوالي عشرين مدينة في حالة تأهب قصوى، من بينها روما والبندقية، وسط توقعات بتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية.
أما في البرتغال، فسيُوضع ثلثا البلاد في حالة تأهب برتقالي الأحد، حيث يُتوقع أن تسجل لشبونة 42 درجة، في ظل ظروف مواتية لاندلاع حرائق على نطاق واسع. وفي إسبانيا، تبدأ ذروة الموجة الحرارية الأحد، مع توقعات بتجاوز حاجز الـ40 درجة في معظم أنحاء البلاد، ما يثير القلق من تأثيرات صحية خطيرة وحرائق محتملة.
وفي ظل هذا التصعيد المناخي، أعادت وزارة الصحة الفرنسية تفعيل الخط الساخن المخصص لموجات الحرّ اعتبارًا من صباح السبت.
يُقدم هذا الخط نصائح عملية للسكان حول كيفية حماية أنفسهم، لا سيما الفئات الهشة ككبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.
ومع أن هيئة الأرصاد ترجّح استمرار الموجة حتى يوم الثلاثاء على الأقل، فإن موعد نهايتها لا يزال غير مؤكد.
ويقول تريستان أم إن “التوقعات تشير إلى استمرار القبة الحرارية في الأيام القادمة، لكن من المبكر تحديد ما إذا كانت ستنتهي الأربعاء أو الخميس أو حتى الجمعة”.
وكالات