السبت. نوفمبر 8th, 2025
0 0
Read Time:2 Minute, 26 Second

كتبت: وئام أحمد إمام

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في بعض الأوقات يجول بخاطرنا أن نهرب ونبتعد، ونأخذ معنا أحزاننا وذكرياتنا، ونلملم ما تبقّى من الهدوء الذي بداخلنا.
وأحيانًا نحتاج من يبحث عنا، من ينتظرنا ويفتقدنا، من يلاحظ غيابنا ويقلق ويلاحظ حضورنا ويدرك أننا لسنا بخير دون أن نتكلم أو نشكي.
فما أجمل الإحساس بأن تمتلك شخصًا يؤمِّن حياتك ضد فقدان الشغف وانطفاء الروح ولحظات الشرود والفزع النفسي، بل يجعلك دائمًا على قيد اطمئنان وراحة وثقة بالعودة في كل مرة بعد الانكسار.

فالقلوب على أشكالها تحنّ وتعشق، والأرواح تتعانق مع ما يُشبهها.
عبّروا عن حبكم أظهروا مشاعركم تبادلوا الاهتمام والاحتواء والمشاركة؛ فما لا يأتي في وقته لن يأتي أبدًا.
لا تُهملوا دروس العطاء ولا تنسوا المودّة بينكم،
فالجميع لديه بابٌ مغلق لا يتمنى فتحه، لأن وراءه قصةً وحلمًا وأمنية.
والحياة هي بابٌ للسعي وليست محطةً نقف عندها، فالله يكافئنا بقدر اجتهادنا، وقد يمنحنا العطايا والمنح بقدر عظمته، وما بين السعي والعطاء أبوابٌ مغلقة تنتظر مِفتاح الفرج.

تخلص من عكازك النفسي، وامشي في طريقك على قدميك، لا تجعل نواقصك تُضعفك ولا تترك نفسك لأشياءٍ تُقهرك، ولا تستسلم لفشلٍ في العلاقات يُفقدك ثقتك بنفسك ويُطفئك
بل اجعل من كل عثرةٍ خطوةً تقرّبك من فرحتك، ومن كل صدمةٍ جبيرةً تطيب ألمك ووجعك.
ما فاتك ليس لك وما ضاع منك ليس ملكك فلا تحزن؛ فهناك دائمًا خيرٌ يكمن في الشر.
امشي مرةً أخرى نحو هدفك دون أن تنتظر مساعدة، فالنهاية لا أحد يسير معك سوى الله، ثم من أحبّك بصدق.

فالإنسان يتعافى حينما يطمئن، حينما يشعر بالأمان مع من يسكنون الروح والقلب.
فلا تذهب إلى حيث تأخذك الحياة دون تفكير، بل خذ الحياة إلى حيث أنت ذاهب وتذكّر دائمًا أنك وُلِدت لتحيا، ولست حيًّا لأنك وُلِدت.

فالحياة لن تتوقف عند عثرةٍ أو خيبةِ أمل،
حتى وإن صادفت شخصًا أحمق الفكر، عقيم المشاعر، كفيف الفهم، مضمحل الإدراك، يعيش في الوحل، فلا تقلق، فستستمر الحياة.
فالخروج إلى الضوء نعمة ونور الشمس دواء،
فإذا كان الرحيل مؤلمًا، فهو قطعًا أفضل من بقاءٍ يحتضر وحتى إن اعتذرت الريح لنا فسيبقى الغصن مكسورًا.

ولكي يبقى الجميل في عينيك جميلًا لا تقترب منه كثيرًا، فالبعض أجمل من بعيد..احفظ المسافة بينك وبينه ليبقى جميلًا، فرؤيتك للبحر عن بُعد أجمل بكثير من غوصك فيه،
ولو سافرت إلى القمر الذي تغنّى به الشعراء واقتربت منه، فلن ترى إلا حجارةً ومساحاتٍ خالية، والمصباح المضيء يحرق الفراشة الجميلة إن اقتربت منه ولامست سطحه.

وفي نهاية الرحلة نحن لا نبكي بل نبتسم لنمثّل السعادة، تلاحقنا جيوش الحزن المستوطنة داخلنا، فتدمع أعيننا وفي أعماقنا الكثير من المشاعر التي لا تُحكى ولا تموت ولا تحيا.
فنحن عالقون بين ألم القلب وثورة العقل ولهفة الروح، الايثار عنواننا والقوة أساسنا
ولا يعلمون أننا نكتب عن أرواحنا التي عانت من وجع الحياة ونخطف الإحساس من مخالب الألم.
فكيف نبوح بجرحنا ونحن نعشق الكبرياء؟
إنها الحياة… فما أجملها رغم ألمها.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

By almadar

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code