صفوح صادق – شاعر فلسطيني
فلسطينُ التي في القلبِ تَسكنُني
وفيها المجدُ من أجدادِنا يُغزلُ
إذا نادى الحنينُ، فكلُّ أوردتي
تُجيبُ: هنا الهوى، والنبضُ، والمَنهلُ
هنا الأقصى يُناجي اللهَ في شَغفٍ
وفي محرابِهِ الأرواحُ تَشتعلُ
هنا الزيتونُ يُنبتُ من جراحِهمُ
سلامًا لا يُباعُ ولا يُرتَجلُ
هنا طفلٌ يُقاومُ بالقصيدةِ لا
يهابُ الليلَ، إنْ نادى لهُ الأملُ
هنا أمٌّ تُغنّي رغمَ دمعِها
كأنّ الصوتَ في الآهاتِ يَحتملُ
وفي القدسِ الحنينُ يُضيءُ مِئذنةً
تُصلي في دُجى الآهاتِ ما نَزلوا
وفيها النورُ من أقدامِ عابِرها
يَشُقُّ ليلَ الدُجى، والظلمَ يَرتَحلُ
هنا التاريخُ في جدرانِها نَبضٌ
وفي حجارتِها الأحرارُ تَكتملُ
هنا الأنبياءُ، هنا الأرواحُ شاهدةٌ
على الحقِّ الذي في القلبِ يُشتعلُ
فلسطينُ التي إن ضاقَ موطنُنا
تَظلُّ لنا الفضاءَ، الحُلمَ، والمقلُ
فلسطينُ يا فجرًا على الأملِ يُقبلُ
وفيكِ دمي للعزِّ لا يتبدّلُ
عهدًا علينا أن نعودَ وإن مضى
زمانُ جراحٍ في الدُجى يتنقّلُ
فأنتِ لنا روحٌ، ووجهُكِ قِبلةٌ
وفيكِ دعاءُ الصابرينَ يُرتّلُ
سنمضي، وإن طالَ الطريقُ، فإنّنا
على الحقِّ لا نَخبو، ولا نَتزلزلُ
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
