
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لم يكن مساء الاثنين عاديًا في العاصمة البلجيكية بروكسل، ففي قلب المدينة، وتحديدًا أمام مبنى البورصة، احتشد نحو ألفي شخص في تظاهرة غاضبة، جاءت كرد فعل مباشر على اعتراض الاحتلال لسفينة “مادلين” الإنسانية في عرض البحر، والتي كانت متجهة إلى قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار الخانق المفروض على السكان هناك.
الحدث المفاجئ لم يكن مخططًا له مسبقًا، وجاء بمثابة انفجار شعبي غاضب تجاوبًا مع تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وما وصفه المحتجون بـ”الانتهاك السافر للقانون الدولي”.
ردود الفعل في الشارع البلجيكي كانت قوية وسريعة، و المحتجون الذين تقدمهم نشطاء حقوق الإنسان وعدد من الوجوه المعروفة في الأوساط السياسية الأوروبية، ساروا من ساحة البورصة باتجاه الطريق الدائري الداخلي للعاصمة، مما اضطر الشرطة إلى إغلاق عدد من أنفاق المدينة الحيوية تفاديًا لوقوع حوادث أو شلل مروري كامل.
ومع تصاعد التوترات، سجلت الشرطة اعتقالات في صفوف المتظاهرين، لكنها لم تكشف عن أعداد دقيقة، كما تعرضت دورية للشرطة لهجوم، ما دفع القوات الأمنية إلى استخدام “وسائل خاصة” لتفريق الحشد واستعادة السيطرة على الوضع.
الناشطون المحتجون نددوا بما اعتبروه عدوانًا ممنهجًا ضد الشعب الفلسطيني، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال والحصار المفروض على غزة، مشيرين إلى أن ما يجري على الأرض هو “إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل ضد سكان القطاع المحاصر.
كما دعوا المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا، وفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على تل أبيب.
ومن اللافت أن هذه المظاهرة لم تكن جزءًا من سلسلة الاحتجاجات الأسبوعية المعتادة التي تُنظم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، بل كانت استثنائية من حيث حجم المشاركة وسرعة التعبئة.
ويُعزى ذلك إلى تأثير الرمزية التي حملتها سفينة “مادلين”، التي تحولت في ساعات قليلة إلى أيقونة للمقاومة السلمية ضد الحصار، نظرًا لهوية ركابها ومهمتها الإنسانية.
وكالات