
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بعد عامين من الاستقرار النسبي، بدأت أسعار العقارات على الساحل البلجيكي تشهد ارتفاعًا مجددًا، في مؤشر على عودة الزخم إلى أحد أكثر الأسواق العقارية خصوصية في البلاد.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن منصة “إيمو ويب” المتخصصة، فقد سجلت أسعار العقارات الساحلية ارتفاعًا بنسبة 2.6% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وهو تطور يضع حدًا لفترة ركود كانت قد ألقت بظلالها على السوق منذ مطلع 2023.
وتأتي هذه الزيادة في الأسعار في وقت بدأت فيه مؤشرات السوق العقارية على المستوى الوطني في التعافي تدريجيًا، مدفوعة بانخفاض طفيف في أسعار الفائدة التي شكّلت خلال العامين الماضيين أحد أبرز العوائق أمام المشترين والمستثمرين.
ومع ذلك، فإن ما يحدث على الساحل لا يُعد مجرّد انعكاس للاتجاه العام، بل هو تطور متوقع من قِبل خبراء القطاع، نظرًا للطبيعة الموسمية الخاصة التي تميز الطلب في هذه المنطقة.
وبحسب تحليل منصة “إيمو ويب”، فإن السوق العقارية الساحلية تمر غالبًا بدورة بيع نشطة بين شهري فبراير وأغسطس، وهو ما يفسّر جزئيًا العودة التدريجية للطلب خلال الفترة الحالية.
العقارات الساحلية، لا سيما الشقق القريبة من البحر، لا تزال تحتفظ بجاذبيتها القوية لدى فئة واسعة من البلجيكيين الباحثين عن سكن ثانٍ أو عن استثمار طويل الأمد. هذا التعافي، وإن كان طفيفًا حتى الآن، يمثل بصيص أمل لمطوري العقارات الذين استقبلوا الأرقام الجديدة بحذر وترقّب، مدركين أن السوق لا يزال هشًّا في مواجهة أي تقلبات مالية أو تنظيمية مفاجئة.
البيانات التي نشرتها “إيمو ويب” تسلط الضوء على الفوارق الصارخة بين مختلف البلديات الساحلية، وهو ما يعكس الطبيعة غير المتجانسة لهذه السوق.
ففي حين يبلغ متوسط سعر العقار على الساحل البلجيكي حوالي 4,189 يورو للمتر المربع، إلا أن الفجوة بين البلديات يمكن أن تكون كبيرة جدًا.
بلدية كنوك، على سبيل المثال، تحتفظ بمكانتها كأغلى بلدية ساحلية في البلاد، بسعر يناهز 6,638 يورو للمتر المربع، ما يجعلها وجهة النخبة والمستثمرين ذوي الدخل المرتفع.
في المقابل، تُعد بلدية بلانكنبرج الأكثر معقولية من حيث الأسعار، إذ يبلغ متوسط سعر المتر فيها حوالي 2,801 يورو، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للطبقة المتوسطة والراغبين في دخول السوق العقارية الساحلية بميزانيات محدودة.
وكالات