إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_*وبالرغم من عدم وضوح الرؤية حتى الان بخصوص نتائج هذه المواجهة، والمشهد الضبابي الذي لا يزال يلف هذه الحرب التي باتت تعرف بالحرب الايرانية الاسرائيلية، إلا اننا، كمتابعين عن بعد، تكونت لدينا فكرة عامة من خلال النتائج الظاهرة والمعلومات المسربة:*
*إن قصف الولايات المتحدة الإرهابية للمنشآت النووية الايرانية هو، اولا وقبل كل شيء، ضربة لحلفاء ايران، او بمعنى آخر، لمنافسي واشنطن في المنطقة وعلى رأسهم الصين وروسيا، ودرس لكل العرب والمسلمين الذين ما زالوا يؤمنون بالدبلوماسية الامريكية وبالوسيط الامريكي “المحايد”…*
*ان الرد الايراني الذي بدا ناعما على قاعدة العيديد المقامة على ارض دولة قطر الشقيقة والتي تستخدمها واشنطن للهجوم على اراضي دول شقيقة والذي لقي ادانة واسعة من قبل معظم دولنا الموقرة معتبرة صواريخ ايران خرقا صارخا للسيادة في حين لم تر بوجود تلك القواعد الاستعمارية اي خرق لسيادتهم المنتهكة، وضع ملف هذه القواعد الغربية في دولنا العربية والخليجية خصوصا على الطاولة…*
*ان الاختراق الصهيوني للاراضي الايرانية اكبر بكثير مما اعتقدنا بعيد اغتيال الرئيس ابراهيم رئيسي واسماعيل هنية وغيرهما…وان تغلغل عملاء الموساد اوسع بكثير ويطال مواطنين من كل العرقيات واجانب، خاصة من الجالية الهندية، وهو ما يثير القلق لدى دول الخليج خاصة انها ليست المرة الاولى …*
*ان هناك طبقة كبيرة من العرب السطحيين ومن قصيري النظر ممن شمتوا بايران بعد الهجوم الاول وقتل القادة الكبار والعلماء وقد اصطفوا مع “مستعمرة اسرائيل” التي تقتل وتحاصر وتجوع حتى الموت الاف الاطفال الفلسطينيين في غزة، وتصر على رؤية ايران كعدو اول لهم يفرحون لضربه من قبل العدو الصهيوني…*
*ان قدرة ايران على ضرب أماكن حساسة عسكرية وعلمية مثل معهد وايزمان و”نيس تسيوما” البيولوجي الذي خرجت منه بعض السموم التي استخدمت في اغتيال العديد من الشخصيات مثل عرفات والمبحوح او محاولات اغتيال أخرين مثل خالد مشعل والشيخ خليفة وغيرهم، يؤكد لنا ان مستعمرة اسرائيل بكل قدراتها العسكرية والمخابراتية، والدعم الذي تتلقاه من منافقي الغرب ومن اشباه الرجال من العرب، قابلة للهزيمة وتؤكد نظرية “اوهن من بيت العنكبوت”…*
*وفي النهاية لا بد من الاعتراف بتأثير ايران الاهم على مجرى الاحداث لصالح حقوق الشعب الفلسطيني المهدورة وتقديرها على التضحيات المقدمة، ولكن تبقى حصة الاسد في التأثير هي لاسود المقاومة على ارض المعركة الذين حولوا لحم جنود الاحتلال في خانيونس وجباليا الى كتل من لهب تحرق عنجهيتهم وتجعلهم يراجعون حساباتهم الى الابد…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
