
DOA
نجاة أحمد الاسعد_ سوريا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_حديثنا اليوم حول شخصيةٍ سكنت الذاكرة الشعبية، وكانت منارة للتراث والحكاية… إنه الحكواتي.
ففي المقاهي الدمشقية القديمة، وتحديدًا عند غروب الشمس وبعد أن يفرغ الناس من أعمالهم اليومية، كانت القلوب تجتمع والعيون تترقب شخصية فريدة من نوعها… الرجل الذي يروي القصص بأسلوبٍ ساحر، يدمج فيه بين الدراما، والفصاحة، والحكمة. كان يُدعى “الحكواتي”.
مهنة الحكواتي كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة تثقيف وترسيخ للقيم والأخلاق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي كان يسردها ولو كانت غير واقعية.
وكان للحكواتي حضورٌ مميزٌ بلباسه التقليدي. الذي كان يرتديه غالبًا:
العباءة أو الجُبّة، وهي طويلة وفضفاضة.
الطرطور أو الطربوش، ليُضفي عليه الهيبة.
الشال المطرز أو القماشة الملونة يضعها على كتفه.
وأحيانًا يمسك سيفًا خشبيًا أو عصا طويلة، يستخدمها للتأثير أثناء الحكاية، وخاصة عندما يصل إلى لحظة مشوقة أو معركة.
الحكواتي لا يروي أي قصة، بل يختار بعناية ما يشد السامعين، ومن أبرز القصص:
1. سيرة عنترة بن شداد
2. الزير سالم
3. ألف ليلة وليلة
4. سيرة الظاهر بيبرس
5. قصص دينية
كان عمل الحكواتي يمتد يومياً على فترتين: بين صلاتي المغرب والعشاء وهي فترة قصيرة لا تزيد على الساعة، وبعد صلاة العشاء وتمتد أحياناً حتى ساعات الفجر الأولى.
الحكواتي هو راوي القصص الشعبية، يجلس على كرسيٍ خشبي مرتفع في وسط المقهى، حاملاً بيده كتابًا أو مخطوطة، وأحيانًا يروي من ذاكرته. يبدأ بسرد حكايات بطولية، وأمجاد الفرسان، مثل سيرة “عنترة بن شداد”، و”الظاهر بيبرس”، و”أبو زيد الهلالي”. وتراه يغيّر صوته حسب المواقف، فيثير الحماس بين الجمهور
يبدأ الحكاية بصوته الجهوري ونبراته المتغيرة، قائلاً: “كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان…”.
ثم ينقلكم إلى ميادين المعارك مع “عنترة بن شداد”،
وإلى دهاليز القصور مع “الظاهر بيبرس”،
وإلى بطولات “أبو زيد الهلالي” التي تهزّ القلوب.
يضحك الناس…تارة
ثم يصمتون فجأة على وقع مشهدٍ حزين،
ثم يصفقون بحرارة حين تنقلب الحكاية لصالح البطل.
ويبقي الحكواتي جمهوره في تشوق دائم لمعرفة وقائع القصة أولاً بأول، وإذا ما طالت الحكاية لليال وأيام، فإنه كان يحرص على أن تنتهي أحداث القصة كل ليلة بموقف متأزم والبطل في مأزق حتى يحمّس المتلقي ويجعله متشوقاً لسماع بقية الأحداث وكيف سيخلص البطل نفسه من المأزق.وما يزيد في الحماسة والتشويق أن الحكواتي كان يقوم بتجسيد شخصيات روايته وكلامهم بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه.والمفارقة في الأمر أن بعض جمهور الحكواتي كان يرفض الذهاب إلى بيته قبل أن يستمع إلى بقية القصة ويطمئن إلى أن بطله اجتاز محنته
.أما أجرة الحكواتي فكان يتقاضاها من صاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه بما في ذلك المشروبات، لكن ما يجود به رواد المقهى على الحكواتي كان يشكل مصدر دخل جيدا ولاسيما إذا كان الزبون راضيا عن النهاية التي ختم بها الحكواتي مصير بطل القصة ,وعمل الحكواتي كان يتواصل على مدار السنة، لكن خصوصيته بالنسبة لشهر رمضان مرتبطة بان مواضيعه تتناسب مع الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها.
وهكذا، نكون قد أبحرنا في عالم الحكواتي، تلك الشخصية الفريدة التي كانت جسرًا بين الماضي والحاضر، وحافظت على ذاكرة الشعوب بحكاياتٍ لا تُنسى.حديثنا اليوم حول شخصيةٍ سكنت الذاكرة الشعبية، وكانت منارة للتراث والحكاية… إنه الحكواتي.
ففي المقاهي الدمشقية القديمة، وتحديدًا عند غروب الشمس وبعد أن يفرغ الناس من أعمالهم اليومية، كانت القلوب تجتمع والعيون تترقب شخصية فريدة من نوعها… الرجل الذي يروي القصص بأسلوبٍ ساحر، يدمج فيه بين الدراما، والفصاحة، والحكمة. كان يُدعى “الحكواتي”.
مهنة الحكواتي كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة تثقيف وترسيخ للقيم والأخلاق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي كان يسردها ولو كانت غير واقعية.
وكان للحكواتي حضورٌ مميزٌ بلباسه التقليدي. الذي كان يرتديه غالبًا:
العباءة أو الجُبّة، وهي طويلة وفضفاضة.
الطرطور أو الطربوش، ليُضفي عليه الهيبة.
الشال المطرز أو القماشة الملونة يضعها على كتفه.
وأحيانًا يمسك سيفًا خشبيًا أو عصا طويلة، يستخدمها للتأثير أثناء الحكاية، وخاصة عندما يصل إلى لحظة مشوقة أو معركة.
الحكواتي لا يروي أي قصة، بل يختار بعناية ما يشد السامعين، ومن أبرز القصص:
1. سيرة عنترة بن شداد
2. الزير سالم
3. ألف ليلة وليلة
4. سيرة الظاهر بيبرس
5. قصص دينية
كان عمل الحكواتي يمتد يومياً على فترتين: بين صلاتي المغرب والعشاء وهي فترة قصيرة لا تزيد على الساعة، وبعد صلاة العشاء وتمتد أحياناً حتى ساعات الفجر الأولى.
الحكواتي هو راوي القصص الشعبية، يجلس على كرسيٍ خشبي مرتفع في وسط المقهى، حاملاً بيده كتابًا أو مخطوطة، وأحيانًا يروي من ذاكرته. يبدأ بسرد حكايات بطولية، وأمجاد الفرسان، مثل سيرة “عنترة بن شداد”، و”الظاهر بيبرس”، و”أبو زيد الهلالي”. وتراه يغيّر صوته حسب المواقف، فيثير الحماس بين الجمهور
يبدأ الحكاية بصوته الجهوري ونبراته المتغيرة، قائلاً: “كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان…”.
ثم ينقلكم إلى ميادين المعارك مع “عنترة بن شداد”،
وإلى دهاليز القصور مع “الظاهر بيبرس”،
وإلى بطولات “أبو زيد الهلالي” التي تهزّ القلوب.
يضحك الناس…تارة
ثم يصمتون فجأة على وقع مشهدٍ حزين،
ثم يصفقون بحرارة حين تنقلب الحكاية لصالح البطل.
ويبقي الحكواتي جمهوره في تشوق دائم لمعرفة وقائع القصة أولاً بأول، وإذا ما طالت الحكاية لليال وأيام، فإنه كان يحرص على أن تنتهي أحداث القصة كل ليلة بموقف متأزم والبطل في مأزق حتى يحمّس المتلقي ويجعله متشوقاً لسماع بقية الأحداث وكيف سيخلص البطل نفسه من المأزق.وما يزيد في الحماسة والتشويق أن الحكواتي كان يقوم بتجسيد شخصيات روايته وكلامهم بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه.والمفارقة في الأمر أن بعض جمهور الحكواتي كان يرفض الذهاب إلى بيته قبل أن يستمع إلى بقية القصة ويطمئن إلى أن بطله اجتاز محنته
.أما أجرة الحكواتي فكان يتقاضاها من صاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه بما في ذلك المشروبات، لكن ما يجود به رواد المقهى على الحكواتي كان يشكل مصدر دخل جيدا ولاسيما إذا كان الزبون راضيا عن النهاية التي ختم بها الحكواتي مصير بطل القصة ,وعمل الحكواتي كان يتواصل على مدار السنة، لكن خصوصيته بالنسبة لشهر رمضان مرتبطة بان مواضيعه تتناسب مع الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها.
وهكذا، نكون قد أبحرنا في عالم الحكواتي، تلك الشخصية الفريدة التي كانت جسرًا بين الماضي والحاضر، وحافظت على ذاكرة الشعوب بحكاياتٍ لا تُنسى.
لكن مع مرور الزمن،
تقدّمت التكنولوجيا، وظهرت الشاشات والهواتف،
فتراجع دور الحكواتي، وخفّ وهجه في ليالي الشام…لكنه لم يختفِ تمامًا،
فلا تزال بعض المقاهي الدمشقية تُقيم له جلساتٍ رمضانية وأمسياتٍ تراثية،لتُبقي هذا الفن العريق حيًّا في الذاكرة.
وإلى حديث آخر عن عادات بلادي نلتقي الأسبوع القادم
لكن مع مرور الزمن،
تقدّمت التكنولوجيا، وظهرت الشاشات والهواتف،
فتراجع دور الحكواتي، وخفّ وهجه في ليالي الشام…لكنه لم يختفِ تمامًا،
فلا تزال بعض المقاهي الدمشقية تُقيم له جلساتٍ رمضانية وأمسياتٍ تراثية،لتُبقي هذا الفن العريق حيًّا في الذاكرة.
وإلى حديث آخر عن عادات بلادي نلتقي الأسبوع القادم
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_