كتبت أحلام المهدي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_”السيف أصدق أنباءً”…وسيفنا نحن أصدق أشعارا ومشاعرا وأجمل ألحانا وأعذب أغنيات وموسيقى.
سيفنا نحن “سيف نصر” استلَّته أرواحنا من غمد المعاناة لتشهره في وجه قبح هذا العالم، سيفنا نحن حاربنا به في أبشع وأقسى الظروف وانتصرنا.
سيفنا.. أقنعَنا بطريقته في صولات وجولات كثيرة أن كل الأوقات مناسبة لنحب ونمارس إنسانيتنا، منَحَنا أحِبَّة وحبيبات من خيال نتقاسم معهم خبز النغم وملح الحياة.
عندما قال “مرايف” صدقناه وسمعناه بقلوبنا، وعندما قال:
“لولاك يا ضي عيني ما في الحياة طعمة
لولاك يا زهوة سنيني ما في الهوا نسمة”
جمعنا له نسمات تليق به من كل جبال الوطن ليتنفسها هو ويعطينا نحن ما يكفينا من الهواء كل العمر.
سيفنا نحن “بو رفيق” الذي لا نمَلُّ رفقته، وَعودُه قلب صغير أوتارُه شرايين وأوردة تضخ الدم في عروق شعب بأسره.
سيفنا عمر من الذكريات:
“سألتيني علي عمري
علي سنيني عددها كم
سألتي وأنتِ ما تدري
كم عانيت في صغري وشلت الهم
وكم مرة صبح صبحي كان النوم جافيني
وكم مرة قصر شبحي علي من هم زها عيني”.
عمر من الذكريات لم يكُفّ يوما عن مراكمتها، منذ أن رأينا صورته أول مرة على شاشة تلفزيون باهت الألوان وحتى اليوم لم يقصر شبحنا عنه، لأنه زها عين وزها خاطر وصفاء لا حدود له.
“نرجى فيك نمسح في بكايا
خوفي يطيح في عينك غباري..
هذا حن وحدوده لساني
والا الشوق بيه فاضت انهاري”.
هذه مشاعر لا تولد كل يوم، لكنها تنبت بغزارة على أطراف نهر تجري فيه كلمات “محمد اميمة” بصوت سيف النصر.
حتى “كيف الحال”، السؤال البديهي النابت على الألسن يتحول إلى قصيدة كاملة بصوته:
“كيف الحال.. ايش الاحوال..
ما تذّكريني
كنتي حلم في صحوي وغفوي
غير اقسام ما بينك وبيني
تريدك ما تجيني
يا غربة سنيني”.
عند سيف النصر الرحيل ليس نهاية، بل سيرة عشق تَصِفُ وتتساءل وتتنبأ:
“خلاص تبي ترحلي
ترحلي وتشيلي
بتقبلي لوعة وطولة ليلي
تقولي جبرني الوقت وظروف الزمان
زعم بعد غلوة هنت وانتهى ما كان
يا دوبها عيني غفت
نوم الهنا والحياة زهيتلي
وبصوبها فرحت زهت
اللي قبل كانت غابية بانتلي
تجيني وقاطر دمعتك يسبق كلامك
تقولي وداع وداع”.
الدلال رفيق الغزل، يسيران معا فيلتقيان على أبواب الشعراء، ولو سار معهما صوت سيف النصر لن يضلا الطريق إلى القلوب أبدا:
“أنتي ودلالك والزها
ودايد عليك تمطّر
وانا وخيالك والعنا
جرحي القديم يسطّر
أمتى نتلاقوا في الهوى
أنتي وأنا
كيف عمرنا وأيامنا
تعود لورا”.
كلام الحب عند سيفِنا مختلف، ليس مجرد ذكرى تمر في البال بل مشاعر طاغية متمردة لا قبل لنا بها:
“لو كنتي في بالي ذكرى
ما تخطر غير مرة مرة
هجرك يبقى هيّن أمره
وكفاك نسيبك بالمرة”.
والحب عند سيفنا قلب رطب لا يجيد لعبة النسيان:
“قلّبت قلبي عالحجر بيش يقسى
ذاب الحجر والقلب ما با ينسى”.
سيفُنا.. لمعت على نصله الحادّ الناعم شموس وأقمار:
“الله والنبي لا تغربي يا شمس
ما عاد عندي حيل
يقدر سمور الليل
ولا هناك ماقي بالدموع يسيل
وانا عارفه ما يعود بكرة
هاللي فقدته أمس
الله والنبي لا تغربي يا شمس”.
حتى ونحن نفتقد جديده منذ زمن، لازلنا نقف على أعتاب أغنياته القديمة ونردد معه:
“مازال بدري يا قمر
مازلت نبّيك الرفيق
مازلت في حبه غريق
لا تختفي نص الطريق
مازال عندي لك خبر
ومازال بدري”.
مازال بدري لأننا نحبك يا سيفنا المسلول في وجه البشاعة، وبصدى صوتك الدافئ نتحداك:
“جوب الدنيا كان تلاقي ودّادة كيف غواليك”.
مانك للوصى نوصيك
خلاص تبي ترحلي
اطّمّن حبيبي
لو ليّل عليك الليل
ظالمينّي الاولاف
يا قهوتي معاها
جوب الدنيا
لا تعاتبوا كان غبت
عدي معايا واحسبي الايام
…………..
وغيرها الكثير، حكايات عشق وفيض من المشاعر الإنسانية بلسانٍ ليبيٍّ مبين.
حتى في “رفاقة عمر” نظر في الزوايا العلوية البعيدة وأحضر لنا من هناك شيئا نحبه:
“عندي كبار تقولي شن درت
وعندي صغار تقولي كيف صار
تكبر تكبّر هلك كان كبرت
بفعلك يظلوا في العيون كبار
ما تقول في الميعاد درت ودرت
خلها الناس تقول دار ودار”.
ومن غير سيفنا وصوته الحنون يستطيع أن يجلب لنا حِنَّ الدنيا من وجوه كبارنا وأيديهم ومن حدائق الكلام عند علي الكيلاني:
“اليوم ريت عين الصبر
والصبر راني بعينه
باين عليه الكبر
يمرد علي ركبينه
يوقف علي عكازه
داير عيون قزازة
ينشد يريد اعزازه
في حال ربي يعينه”.
“وين العرب كانت تجيب الذوقة” وكان سيف النصر يغني حاضنا عوده، كان جيل ليبي بأسره يصغي بخشوع محب صادق.
أخيرا..
همس لك “معاوية الصويعي” يوما أن “عز العمر قضيته رحيل”، لكن عز العمر قضيته في إسعادنا ولازلت تفعل، فكن بخير وألق دائما لأجلنا.
نقلاً عن صفحة شتاء – ماريش
