0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أكد رئيس الجيش البلجيكي فريدريك فانسينا أمام مجلس النواب يوم الأربعاء أن بلجيكا أصبحت في قلب شبكة متنامية من التهديدات الهجينة، مشيراً إلى سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق، من بينها تحليق الطائرات المُسيّرة فوق المطارات والقواعد العسكرية، وازدياد التهديدات السيبرانية، وتحركات السفن قبالة السواحل، إلى جانب الخطابات العدوانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه التصريحات خلال جلسة برلمانية خُصصت لمناقشة الرؤية الاستراتيجية للدفاع 2025، وهي خطة طويلة الأمد تهدف إلى تطوير قدرات الجيش وتعزيز استثماراته المستقبلية. وقال فانسينا: “أنا مقتنع بأن هذه الرؤية ستُسهم في إعادة بناء قدراتنا الدفاعية بشكل شامل، وهي عملية بدأت منذ عام 2016 واستمرت بنجاح في ظل الحكومة السابقة.”
الطائرات المسيّرة… خطر يتفاقم
ركّز فانسينا بشكل كبير على تطورات الحرب في أوكرانيا، موضحاً أن هذه الحرب أظهرت تحولاً تكنولوجياً عميقاً في أساليب القتال.
وأشار إلى أن أوكرانيا ستستخدم بحلول عام 2025 نحو 4 ملايين طائرة مسيّرة في ساحة المعركة، محذراً من أن هذا الاتجاه لا يُظهر أي بوادر تراجع.
كما لفت الانتباه إلى أن الطائرات المُسيّرة ستخضع أكثر فأكثر لسيطرة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُثير مخاوف أخلاقية واسعة في أوروبا.
تهديدات هجينة موجهة من الخارج
وأوضح فانسينا أن الأحداث الأخيرة في بلجيكا – وخاصة التحليق المكثف للطائرات المسيرة – ليست معزولة عن السياق الأوروبي العام، قائلاً:
“بلجيكا أصبحت بؤرةً لتهديد هجين متزايد، وهناك مؤشرات قوية على أن بعض هذه الأنشطة موجّهة من روسيا.”
وأضاف أن هذه التهديدات تشمل تخريب الكابلات البحرية، والهجمات الإلكترونية، وعمليات التضليل الإعلامي التي تستهدف المجتمعات الأوروبية.
خطط لمكافحة الطائرات المسيّرة
وردّ فانسينا على الانتقادات التي اتهمت وزارة الدفاع بالتقاعس عن مواجهة خطر الطائرات المسيرة، مؤكداً أن خطة الوزير ثيو فرانكن (من الحزب القومي الفلمنكي الجديد) تُعتبر جزءاً من استراتيجية شاملة لمكافحة هذا التهديد، وأن التنفيذ سيبدأ خلال أشهر قليلة فقط، وليس سنوات.
كما شدّد على أهمية الاستثمار في أحدث التقنيات الخاصة بـمكافحة الطائرات المسيّرة وتطوير القدرات الدفاعية المضادة، مستفيدين من دروس الحرب الأوكرانية.
تعاون دولي مُرحّب به
رحّب فانسينا بمساعدة الدول المجاورة مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا في الجهود المبذولة لمواجهة خطر الطائرات المسيرة، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذا التعاون.
اقتصاد الحرب… وقيود السلم
كما لفت رئيس الدفاع الانتباه إلى أن روسيا تحولت بالكامل إلى اقتصاد حرب، حيث تُنتج معدات عسكرية بشكل يومي، من دبابات ومدافع وسفن. وتساءل فانسينا: “ماذا سيحدث إذا تم التوصل غداً إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا؟”
وأشار إلى أن الصين أيضاً تُواصل تعزيز قواتها المسلحة بوتيرة سريعة، مما يفرض تحديات جديدة على الغرب. ودعا السياسيين البلجيكيين إلى مراجعة أنظمة الشراء الدفاعي التي ما زالت تتبع إجراءات وقت السلم، مؤكداً أنها تُبطئ عملية التحديث مقارنة بالخصوم.
واختتم قائلاً:
“علينا التفكير جدياً في تسريع الإجراءات داخل بلجيكا بالتعاون مع هيئة التفتيش المالي لتقليص التأخيرات البيروقراطية.”
وكالات
