شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_برز نائب رئيس الوزراء البلجيكي للشؤون الخارجية، فينسنت فان بيتيغيم، كمرشح الأوفر حظًا لتولي رئاسة مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس المجموعة السابق، باسكال دونوهو، الذي ترك منصبه لتولي وظيفة قيادية في البنك الدولي.
وتوقّع خمسة دبلوماسيين في منطقة اليورو أن يكون فان بيتيغيم المرشح الأكثر ترجيحًا لخلافة دونوهو، في حين تم منحهم عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تفاصيل المحادثات السرية الجارية بين العواصم الأوروبية.
ومع ذلك، يواجه ترشيح فان بيتيغيم عقبة محتملة تتعلق بمعارضة بلجيكا لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل قرض تعويضات بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، ما يفتح المجال أمام ترشيحات منافسة من اليونان وإسبانيا.
ويُعد منصب رئيس مجموعة اليورو من المناصب الرفيعة والمؤثرة، خاصة خلال الأزمات الاقتصادية. فالرئيس مسؤول عن تحديد جدول أعمال الاجتماعات الشهرية لوزراء مالية المنطقة، ويشارك في المنتديات الدولية مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين، التي تضم أقوى اقتصادات العالم.
ورغم الصدمة التي أحدثها إعلان استقالة دونوهو، لا تزال عواصم دول منطقة اليورو تناقش تقديم مرشحين لتولي المنصب.
وتعقّد شغور المجموعة أيضًا مسألة التوزيع السياسي لمقاعد المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، الذي يضم ستة أعضاء بمن فيهم الرئيس، حيث تمنع القواعد غير المكتوبة تولي أي دولة لمنصبين رفيعين في الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته.
ويشير مراقبون إلى أن حزب الشعب الأوروبي، الذي ينتمي إليه دونوهو وفان بيتيغيم، يسعى للاحتفاظ بالمنصب، مما يمنح الأخير ميزة قوية في السباق.
ومع ذلك، بدأت أصوات معارضة داخل المنطقة تثار حول موقف بلجيكا من قرض أوكرانيا، معتبرةً أنه قد يضعف فرصه. وقال أحد الدبلوماسيين: “لن يحدث النصر البلجيكي إلا إذا تم حل مسألة قرض التعويضات”.
ومن جانبهم، يرى مؤيدو فان بيتيغيم أن أزمة بلجيكا لن تقلل من فرصه، مشيرين إلى أن القرار النهائي بشأن القرض الضخم لأوكرانيا يعود إلى قادة الاتحاد الأوروبي وليس لمجموعة اليورو وحدها.
وأوضح أن رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي ويفر، طالب العواصم الأوروبية بضمانات وطنية يمكن صرفها عند الحاجة، دون أن ينعكس ذلك على فرص فان بيتيغيم.
ويستعد وزراء المالية لمناقشة الخطوات المقبلة خلال مكالمة هاتفية مقرر عقدها الخميس. وفي الوقت ذاته، يبرز منافسون محتملون مثل وزير المالية اليوناني كيرياكوس بيراكاكيس، ووزير المالية الإسباني كارلوس كويربو، الذي ترشح سابقًا وخسر أمام دونوهو في يوليو 2025.
وقد يؤثر ترشيح كويربو على طموحات إسبانيا في منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي، حيث يُعتبر بابلو هيرنانديز دي كوس مرشحًا قويًا لتولي المنصب.
ومن المقرر إجراء اقتراع سري لاختيار خليفة دونوهو في ديسمبر أو يناير، بالتزامن مع السباق على منصب رئاسة البنك المركزي الأوروبي، بعد استقالة نائب رئيس البنك الإسباني لويس دي غيندوس في يونيو المقبل.
وتشير التوقعات إلى أن النتائج النهائية ستعكس التوازنات السياسية والدبلوماسية داخل الاتحاد الأوروبي، بين حماية مصالح الدول الأعضاء والحفاظ على استقرار مؤسسات منطقة اليورو.
أوروبا بالعربي
