0
0
إبراهيم عطا كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لا يا عزيزي، ليست خيام النازحين في غزة هي التي غرقت جراء مياه العاصفة بايرون، إنما هي عزة وكرامة كل عربي ومسلم التي غرقت في بحر من الخزي والعار جراء الصمت والتخاذل المستمرين…
وليست الرضيعة رهف ابو جزر او الرضيع تيم الخواجا او الطفلة هديل حمدان هم الذين تجمدوا حتى الموت جراء موجة الصقيع التي رافقت العاصفة، بل هي الامة العربية من محيطها الى خليجها التي تجمد الدم في عروقها وفقدت كل مشاعر النخوة والشهامة…
وليس منزل “بئر النعجة” في بيت لاهيا او غيره من المباني، هو الذي انهار وأدى الى وفاة خمسة اشخاص، انما انهارت كل نظم الاخلاق العربية والاسلامية ومات معها الضمير العالمي الذي ما زال يكيل بمكيالين في تعامله مع المعايير الانسانية…
وليس جسد الطفل زاهر شامية فقط هو من دهسته دبابة الاحتلال الصهيوني بعد ان قتلته باطلاق الرصاص عليه بالقرب من الخط الاصفر الذي تحول الى خط الموت الجديد، بل دعست على جسد الامة الذي لم يعد يشعر ويتألم لوجع اي عضو من اعضائه بسبب التخدير الامريكي الصهيوني…
دعواتكم لغزة العزة التي صمدت أمام اعتى حرب ابادة في تاريخنا المعاصر لمدة عامين متتالين وتحملت وابل من الاسلحة الامريكية الفتاكة وحصار صهيوني عربي لعشرين عاما…
دعواتكم لغزة العزة التي لن تنكسر أمام عاصفة بايرون مهما اشتدت سرعة رياحها وازداد صقيعها، ومهما تجاهل وجعها القريب قبل الغريب، لتبقى عنوانا للصمود وللعزة والكرامة لكل عربي ومسلم وانسان شريف على وجه الأرض…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
