“إن لم تسلم غزة فلن يسلم احد منا”
إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_سألوا طفل من غزة “شو تقول يا ابراهيم للناس الساكتين ويتفرجوا علينا؟”، فرد عليهم بكل عفوية “اقول لهم الدنيا دوارة، ويلي يصير فينا راح يصير فيهم”… عندها تذكرت ما يقوله زعماء الحركة الصهيونية عن العرب من دون التفريق بين بلد وآخر “العربي الجيد هو العربي الميت…”
لذلك يا أخي محمد فنحن إما أمام عربان جهلة بالتاريخ وأغبياء وهذه مصيبة كبيرة وبلاء، وإما متحالفين مع الصهاينة وشركاء في الجريمة وهذه هي الكارثة وقمة الابتلاء…
فلا داعي يا محمد أن نعيد التذكير بقصة الثور الاسود الذي تخلى عن اخوته بعد ان أغراه الاسد بوعوده، وندم وبكى حظه ولكن بعد فوات الاوان، مرددا مقولته الشهيرة “أكلت يوم اكل الثور الابيض”…ولا داعي ان نعيد التذكير بحصار جنكيز خان لمدينة بخارى التي لم يتمكن من دخولها وتدميرها الا بعد أن استعان بالضعفاء من اهلها وخدعهم بوعوده، ثم سلحهم للقضاء على اخوتهم الرافضين للاستسلام، ليتخلص منهم فيما بعد قائلا “لو كان يؤمن جانبهم لما خانوا اهلهم…“
نعم يا محمد، إن لم تسلم غزة فلن يسلم احد منا، لا اولئك الذين اعتبروا أنفسهم بعيدين عن نار الحرب لا ناقة لهم ولا جمل في المعركة، ولا الذين اختاروا الحياد وإكتفوا بالتصريحات الفضفاضة والاستنكار، والذين قال عنهم مارتن لوثر كنغ: اسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في اوقات المعارك الاخلاقية العظيمة)…ولا حتى اولئك الذين ارتموا في أحضان الصهاينة من خلال التطبيع وتعاونوا معهم بشكل مباشر وغير مباشر من اجل التخلص من اخوتهم الرافضين للخنوع، على أمل النجاة بما لديهم من كراسي وثروات، وطمعا بالحصول على النياشين والاستحقاقات من عدو لا يرى فيهم الا حثالة من البشر وفتات…
وأخيرا نقول لهم سوف تلقون ذات النهاية والمصير اذا ما سرتم على هذا النهج والمسير المعروف لكل من لديه وعي بصير، فلا تقتلوا اسودكم حتى لا تأكلكم كلاب اعدائكم…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_
Average Rating