
إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ماذا أصابك يا محمد؟ ما الذي دهانا يا أخي؟، لو قلت لك ان عدد الشهداء في غزة وصل يوم أمس وحده الى ١٠١، تقول لي “الله يرحمهم”، وتضيف “وما الجديد في الامر”، وتكمل طعامك وكأنه خبر كباقي الاخبار، فاعلم انك بهذا قد بدأت تعتاد مشهد القتل اليومي، واخذت مشاعرك تتبلد وتفقد الكثير من نخوتك ومن صفاتك الانسانية، ولو قلت لك ان معظم هؤلاء سقطوا خلال انتظارهم المساعدات التي تقدمها “مؤسسة غزة الانسانية” المدارة من قبل الصهاينة والولايات المتحدة الإرهابية ويشرف عليها جنود امريكيون يتسلون باطلاق النار على الجياع، فترد علي “وما الذي تبدل، بالامس كانوا مئة واليوم تجاوزا الثلاثين حتى هذه الساعة”، فإعرف يا أخي ان العدو الصهيوني وعملائه من العربان قد حققوا بذلك واحدا من اهم أهدافهم وهو تخدير ضمائرنا وقتل مشاعرنا تجاه فلسطين المحتلة وتجريدنا من كل صفات الانسان العربي والمسلم الحقيقي فينا…
ها نحن نتابع يا محمد وبشكل يومي مشاهد قتل غير مسبوقة في تاريخ البشرية يتم فيها اعدام الجوعى المنتظرين للمساعدات امام عدسات الكاميرات وأمام اعيننا جميعا ولا نحرك ساكنا، ويتم اغتيال الطواقم الطبية مع عائلاتهم بشكل ممنهج (وآخرهم مدير المستشفى الاندونيسي الدكتور مروان السلطان)، بينما يستمر حكامنا المتصهينين بصمتهم الغير مبرر وتواطئهم المقرر من قبل اسيادهم في الولايات المتحدةالإرهابية، ولكن في المقابل لا يتوانى الدكتاتور الامريكي الاشقر في الدفاع عن المجرم نتنياهو والتحدث باسم سلطات الاحتلال، ويقوم سفيره في تل ابيب بالتصرف وكأنه احد المستوطنين المتطرفين في هذا الكيان النازي…
لنتوقف للحظة يا محمد ونفكر ماذا حدث لنا ولهذا العالم المقزز الذي فقد كل معاني الانسانية والتزم صمت القبور امام هذه المجازر الوحشية التي يهتز لها الحجر قبل البشر، لولا بعض الأصوات النشاز التي ما زال ضميرها حيا ولا تخشى قول الحقيقة بالفم الملآن، ومن بينها صوت “فرانشيسكا البانيزي” مقررة الامم المتحدة لفلسطين، امرأة لا هي بالعربية ولا بالمسلمة ولكنها بالف رجل عربي ومسلم وبمليون مسؤول وزعيم، امرأة تسمي الامور بمسمياتها وتتحدث عن الابادة الجماعية وعن فخ المساعدات الانسانية وتجارة القتل بدون دبلوماسية او رسميات، ولا تأبه لاتهامها بمعاداة السامية وبكل التهديدات بالقتل وباقالتها من المنظمة الدولية…
اذا كنت يا محمد تشعر بالعجز وبالاحباط من هذه الاوضاع المزرية التي وصلنا اليها، فارفع صوتك عاليا الى جانب صوت المقاومة الفلسطينية الذي سيبقى الاعلى ويظل لنا هو الضامن للحرية والبقاء والظابط لكل الموازين والمعادلات، والذي سيجبر الصهاينة قريبا على النزول من على الشجرة الرضوخ لوقف الحرب والاعتراف بحقوقنا المشروعة وعلى رأسها بحقنا في تقرير المصير وبالحياة…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_