هانوي – شبكة المدار الإعلامية الأوروبية
تشهد فيتنام طفرة اقتصادية غير مسبوقة، مع تدفق استثمارات أجنبية ضخمة من شركات أمريكية ويابانية وكورية جنوبية، تسعى إلى تنويع سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين. وخلال عام 2025 وحده، جذبت هانوي أكثر من 28 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة، معظمها في قطاعي الإلكترونيات والطاقة النظيفة.
ما وراء هذا الصعود ليس فقط انخفاض تكاليف العمالة، بل استراتيجية ذكية تبنّتها الدولة الفيتنامية: استقرار سياسي نسبي، اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وبنية تحتية لوجستية سريعة التحديث. كما أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين دفعت الشركات إلى “الهروب إلى الأمان”، ووجدت في فيتنام ملاذًا مثاليًا.
لكن التحديات تبقى جسيمة. فرغم النمو السريع، لا تزال الصناعة الفيتنامية تعتمد على مكوّنات مستوردة من الصين نفسها، ما يحدّ من استقلاليتها. كما أن الفساد الإداري وضعف النظام القضائي يهددان بيئة الأعمال على المدى الطويل.
ومع ذلك، فإن فيتنام تُعيد تعريف موقع جنوب شرق آسيا في الاقتصاد العالمي. والسؤال الآن: هل ستتمكن من تجاوز كونها “ورشة تصنيع مؤقتة” لتصبح قطبًا اقتصاديًا مستدامًا؟
