يانغون – شبكة المدار الإعلامية الأوروبية
رغم مرور أكثر من سبع سنوات على حملة التطهير العرقي التي شنّها الجيش البورمي ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين، لا تزال هذه الأقلية المسلمة تعيش في أوضاع إنسانية كارثية، بين مخيمات لاجئين مكتظة في بنغلاديش، أو تحت الحصار والتمييز داخل ميانمار نفسها.
ما وراء استمرار هذه المأساة ليس فقط قسوة النظام العسكري البورمي، بل صمت إقليمي ودولي مريب. فرغم إدانات المحاكم الدولية، لم تُفرض عقوبات فعّالة على جيش ميانمار، بينما ترفض دول رابطة آسيان (آسيان) التدخل في “الشؤون الداخلية”، خوفًا من سابقة قد تهدد سيادتها. وحتى بنغلاديش، التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ، بدأت تُظهر علامات الإرهاق، وتدفع باتجاه “الترحيل القسري” رغم خطورته.
في الأثناء، يستغل الجيش البورمي الفراغ الأمني لتجنيد ميليشيات بوذية متطرفة، ويواصل حرمان الروهينغا من الجنسية، التعليم، والتنقّل. والأخطر أن الجيل الجديد من الروهينغا ينشأ دون هوية قانونية أو أمل بالعودة.
المجتمع الدولي يكتفي بالمساعدات الإنسانية، لكنه يتجنّب الضغط الحقيقي على النظام. والنتيجة: شعبٌ كامل يُمحى من خريطة الوجود، دون أن يرف جفن للعالم.
