
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_وجهت الحكومة البريطانية تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، اليوم الاثنين، من مغبة التصعيد العسكري وإغلاق مضيق هرمز، واصفة أي تحرك من هذا النوع بأنه “خطأ كارثي” من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة ويهدد الاقتصاد العالمي.
التحذير البريطاني جاء غداة مصادقة البرلمان الإيراني على إجراء تمهيدي لإغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الاستراتيجي الذي تمرّ عبره نحو 30% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرًا، وذلك في إطار الردود المحتملة على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية في نهاية الأسبوع.
لامي: على إيران ألا ترتكب خطأً استراتيجيًا
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في مقابلة مع شبكة BBC صباح اليوم:
“كنت واضحًا تمامًا مع وزير الخارجية الإيراني: سيكون من الخطأ الجسيم والكارثي إطلاق النار على القواعد الأمريكية أو إغلاق مضيق هرمز. لدينا قوات في المنطقة، وأي تصعيد سيجلب عواقب وخيمة على الجميع.”
وأضاف لامي أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي بيده القرار النهائي، “يدرك تمامًا حجم الخطأ الاستراتيجي الذي يمثله إغلاق المضيق، وأنا متفائل بأنه سيتفادى هذا الخيار المدمر.”
دعوات غربية لعودة المفاوضات
في السياق ذاته، دعت بريطانيا، إلى جانب فرنسا وألمانيا، إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، في محاولة لإحياء المحادثات النووية المتوقفة. وجاء في بيان مشترك وقعه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز أن على إيران “الانخراط في مفاوضات جدية تهدف إلى اتفاق شامل يعالج جميع المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي.”
ويُذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد أعلنت في يونيو أن إيران لم تلتزم بشكل كافٍ بتعهداتها النووية، في ظل تصاعد الشكوك حول طبيعة برنامجها.
تنسيق أميركي-بريطاني دون مشاركة مباشرة
أكدت مصادر في داونينغ ستريت أن المملكة المتحدة أُبلغت مسبقًا بالضربات الأميركية التي استهدفت منشآت في فوردو ونطنز وأصفهان، لكنها لم تشارك في تنفيذ العملية، ولم تُطلب منها المشاركة.
وقال وزير الدفاع البريطاني لوك بولارد لقناة سكاي نيوز: “لن أعلّق على القرار الأميركي، لكن يمكنني القول بوضوح: لم نكن طرفًا في العمل العسكري.”
وتأتي هذه التصريحات بعد أن ناقش رئيس الوزراء كير ستارمر تطورات الملف الإيراني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية مساء الأحد، حيث أكدا، وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء، “ضرورة إحراز تقدم دبلوماسي دائم يعيد الاستقرار إلى المنطقة.”
تحذيرات اقتصادية من تداعيات إغلاق المضيق
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر من أن أي تعطيل لصادرات النفط عبر مضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 20 إلى 30%، مما يهدد بتقويض النمو الاقتصادي العالمي ويزيد من معدلات التضخم.
وفي هذا السياق، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إغلاق المضيق بأنه “انتحار اقتصادي لإيران”، مؤكدًا أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن الممرات البحرية.
موقف ضبابي وتحذيرات تتصاعد
رغم التصعيد الكلامي، لا تزال إيران تدرس خياراتها، فيما تحاول الأطراف الدولية احتواء الأزمة. ووسط هذه الأجواء المشحونة، يبقى مضيق هرمز نقطة اشتعال محتملة قد تجرّ المنطقة إلى مواجهة أوسع إذا ما تمادت طهران في الرد العسكري أو الاقتصادي.
وفي ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى قرار خامنئي النهائي بشأن إغلاق المضيق، وسط تحذيرات متزايدة من أن أي خطوة غير محسوبة قد تدفع بالمنطقة والعالم نحو أزمة نفطية وأمنية غير مسبوقة.
أوروبا بالعربي