
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في الوقت الذي تستعد فيه بلجيكا لموسم صيفي يحمل مؤشرات واضحة على تصاعد حدة الجفاف، أطلقت السلطات البيئية نداءً عاجلًا يدعو السكان إلى التحلي بالمسؤولية والاقتصاد في استهلاك المياه.
وتأتي هذه الدعوة بعد تسجيل ارتفاع مفاجئ في استهلاك مياه الشرب في إقليم فلاندرز خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، ما دفع وزيرة البيئة الفلمنكية جو براونز (CD&V) إلى إصدار توصيات حازمة تهدف إلى تجنب أي هدر قد يُفاقم الوضع المائي في البلاد خلال الأشهر المقبلة.
بحسب البيانات الصادرة عن شركات إدارة المياه، شهدت عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة استهلاكًا فاق المعدلات المعتادة بنسبة 17% على مستوى شمال البلاد، بينما وصلت هذه الزيادة في غرب ووسط فلاندرز إلى مستويات قياسية بلغت 20%.
أما في فلاندرز الغربية، فتراوح ارتفاع الاستهلاك بين 12 و14%. وعلى الرغم من أن السلطات لم تُعلن بعد عن وجود نقص في المياه، فإنها تعتبر هذه الأرقام إشارة إنذار مبكر يجب التعامل معها بجدية.
وفي تصريحاتها الأخيرة، أكدت الوزيرة أن “إمدادات مياه الشرب مضمونة حاليًا، ولا يوجد ما يدعو إلى القلق الفوري”، لكنها في الوقت نفسه شددت على ضرورة التغيير في السلوكيات اليومية المتعلقة باستهلاك المياه.
“علينا أن نكون أكثر وعيًا، لأن فترات الجفاف ستصبح أكثر طولًا وتكرارًا مستقبلاً”، تقول الوزيرة، داعية إلى تبني ما وصفته بـ”عقلية جديدة” في التعامل مع الموارد الطبيعية.
السلطات الفلمنكية أوصت المواطنين بعدم ري الحدائق إلا عند الضرورة القصوى، وتأجيل غسل السيارات، واستغلال مياه الأمطار في ري المساحات الخضراء أو التنظيف الخارجي.
وتؤكد الوزيرة أن كل خطوة، حتى وإن بدت صغيرة، قد تُساهم في درء أزمة كبيرة. من جهة أخرى، يتوقع الخبراء أن تشهد البلاد خلال السنوات القادمة تغيرات مناخية قد تؤثر سلبًا على وفرة المياه، ما يتطلب استعدادًا جماعيًا وتخطيطًا طويل الأمد لتأمين الاستدامة البيئية.
في الجنوب، تزداد مؤشرات الخطر مع إعلان هيئة الخدمة العامة في والونيا رفع “العلم الأحمر” في محمية Hautes Fagnes الطبيعية اعتبارًا من صباح الثلاثاء، بسبب ارتفاع خطر اندلاع الحرائق.
ويأتي هذا الإجراء كخطوة وقائية بعد تسجيل مستويات مقلقة من الجفاف في المستنقعات العالية، وهي منطقة معروفة بهشاشتها البيئية وسرعة اشتعالها بفعل الأعشاب الجافة والرياح المتقلبة.
هذا التحذير يعني حظرًا تامًا للتجول في بعض الممرات داخل المحمية، مع نشر دوريات رقابية للتأكد من احترام القيود.
وتستند السلطات في هذا القرار إلى تجارب سابقة، لا سيما الحريق الهائل الذي شهدته المنطقة في أبريل 2011، حينما التهمت النيران ما يقرب من 1200 هكتار من الغابات. ومنذ 20 مارس الماضي، وُضع العلم الأحمر في منطقة High Fens، ما يعكس قلقًا متناميًا من تكرار سيناريو مشابه خلال هذا الموسم الجاف.
وكالات