الثلاثاء. نوفمبر 11th, 2025
0 0
Read Time:2 Minute, 17 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ تشهد بلجيكا تصاعدًا مثيرًا للقلق في الجرائم الإلكترونية، إذ ارتفعت بنسبة تقارب 300% خلال العقد الأخير، لتتحول إلى ظاهرة تمس جميع الفئات العمرية دون استثناء.

هذه الجرائم بحسب “RTL”، لا تقتصر على الخسائر المالية فحسب، بل تُخلّف وراءها جراحًا نفسية عميقة، إذ يجد بعض الضحايا أنفسهم وقد فقدوا مدخراتهم بالكامل وثقتهم بالعالم الرقمي.
تُجسّد قصة أوسيان جامين، البالغة من العمر 16 عامًا من Mélin ببلدية Jodoigne، الجانب الأبسط والأكثر شيوعًا من هذه الظاهرة. في سبتمبر الماضي، شاهدت إعلانًا على مواقع التواصل الاجتماعي لزيّ أعجبها، فقررت شراءه عبر رابط بدا رسميًا. لكنّها سرعان ما اكتشفت أنّها وقعت في فخ موقع مزيف يشبه الموقع الحقيقي تمامًا، بالصور والعلامات نفسها.
تقول أوسيان: “كان كل شيء يبدو طبيعيًا. فقط بعض التفاصيل كانت بالإنجليزية والبعض الآخر بالفرنسية، ولم ألاحظ شيئًا غريبًا”. بعد إدخال بياناتها المصرفية، أدركت أنها خُدعت. سارعت إلى الاتصال بمصرفها وتقديم بلاغ للشرطة، لكن أموالها، وهي 90 يورو من مدخراتها الشخصية، اختفت دون رجعة. تضيف بأسف: “كانت المرة الأولى التي أشتري فيها شيئًا عبر الإنترنت، وربما الأخيرة”.
أما بيتر فان ويلدن، البالغ من العمر 67 عامًا، فقد كانت قصته أكثر مأساوية. هذا المقاول من مدينة ديست في برابانت الفلمنكية خسر كل ما يملك بعد عملية احتيال بدأت بمحادثة ودية على تطبيق “واتساب”.

تعرف على امرأة ادّعت أنها من لندن وتحدثت معه عن مشاريع تجارية وتوسّع أعمالها إلى بلجيكا. شيئًا فشيئًا، اكتسبت ثقته حتى أقنعته بالاستثمار في العملات المشفرة.
بدأ بيتر بمبالغ صغيرة، لكن بعد أشهر، وصل مجموع استثماراته إلى 80 ألف يورو. وعندما حاول التوقف، أُجبر على تحويل مبالغ إضافية بحجة “ضمانات مكافحة غسل الأموال”، ليكتشف في النهاية أنه خسر نحو 300 ألف يورو.
يقول فنسنت ديفرين، منسق شركة الأمن السيبراني Nviso: “أكبر خطأ هو الاعتقاد بأن هناك فئة معينة أكثر عرضة للخطر من غيرها.
الجميع هدف محتمل، كبارًا وصغارًا، شركات وأفرادًا. كل شخص يملك حسابًا مصرفيًا، وهذا وحده كافٍ لجعله هدفًا جذابًا للمخترقين”.
الأرقام الرسمية تكشف فقط جزءًا من الصورة. فبين عامي 2023 و2024، ارتفعت الجرائم الإلكترونية عالية الربحية بنسبة 3.5%، بينما بلغت الزيادة الإجمالية خلال عشر سنوات أكثر من 280%.
ويعتقد الخبراء أن هذه الأرقام أقل بكثير من الواقع، إذ يخشى العديد من الضحايا الاعتراف بما حدث خشية الإحراج أو الشعور بالذنب. يقول بيتر بأسى: “العار يمنع الناس من الكلام. كنت ضحية احتيال، ونحن لا نفخر بذلك”.
اليوم، بعد أن خسر بيتر كل شيء تقريبًا، قرّر أن يُحوّل مأساته إلى درس. كتب كتابًا يروي فيه تجربته وأخطائه، نُشر مؤخرًا باللغة الهولندية، ومن المقرر أن يُترجم قريبًا إلى الفرنسية، لعلّ قصته
تكون تحذيرًا لغيره من الوقوع في المصيدة نفسها.
وكالات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

By almadar

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code