عن مشروع التعديلات العمالية في بلجيكا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يواجه مشروع التعديلات العمالية الذي اقترحه السياسي البلجيكي بارت دي ويفر انتقادات لاذعة من الاتحاد العام للعمل (FGTB) بسبب عدة تداعيات سلبية، خاصة على العمال الذين سيُجبرون على العمل في أوقات غير معتادة، مثل عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية والليل. إذ يعتبر الاتحاد أن هذه الخطوة، المستوحاة من النموذج الهولندي، ستؤدي إلى تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة، قد تصل حدّ تهديد العلاقات الأسرية ورفاهية العاملين.
تأثيرات العمل في ساعات غير معتادة على الصحة والعلاقات الأسرية
من أبرز النقاط التي أثارها اتحاد (FGTB) معارضته للعمل الليلي والعمل أيام الأحد والعطلات الرسمية، حيث يوضح أندريا ديلا فيكيا، السكرتير الفيدرالي للاتحاد، أن هذه التعديلات قد تسبب “تدهوراً في الصحة العامة وتؤثر سلباً على العلاقات الأسرية والاجتماعية”.
في النموذج الحالي، يمنع القانون البلجيكي العمل في هذه الساعات إلا في حالات خاصة، بينما يقترح المشروع الجديد إزالة هذه القيود!.
ويشير ديلا فيكيا إلى أن هذا المقترح يتناقض مع النهج الحالي في بلجيكا، والذي يقوم على استشارات واسعة بين العمال وأرباب العمل لضمان حماية حقوق العمال.
ويضيف: “في هولندا، تعتبر هذه المرونة أكثر تطرفًا، حيث يخضع عدد كبير من العمال لساعات العمل غير المعتادة، مما يزيد من مخاطر تعرضهم لمشكلات صحية واجتماعية”.
الفوارق الكبيرة بين بلجيكا وهولندا في العمل الليلي
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي اتحادات أصحاب العمل وأحزاب معينة لتبني النموذج الهولندي، حيث تعتبر ساعات العمل غير المعتادة أكثر انتشارًا. وفقًا للأرقام التي جمعها اتحاد FGTB، يعتمد 28.4% من الهولنديين على العمل في ساعات المساء، مقارنة بـ9.3% فقط من البلجيكيين. كما يعمل حوالي 20% من الهولنديين في أيام الأحد، مقابل 11% من البلجيكيين فقط.
الأضرار الصحية والاجتماعية للعمل الليلي
يوضح ديلا فيكيا أن زيادة الاعتماد على العمل الليلي والعطلات يؤثر بشكل سلبي على صحة العمال، وقد أثبتت الدراسات أن العمل الليلي يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، والسكري، إضافةً إلى مشاكل النوم والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
ويضيف، تؤكد الدراسات أيضًا أن العمل الليلي يؤثر على الذاكرة والتركيز، بل ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل مرض الزهايمر.
ويؤكد الاتحاد العمالي أنه لا يعارض كلياً العمل في هذه الأوقات، خاصةً في قطاعات تحتاج إلى تشغيل مستمر مثل الكيمياء والطاقة، ولكنه يرى أن الأمر يجب أن يخضع لمشاورات دقيقة تضمن حماية حقوق العمال وصحتهم.
قطع الرواتب وخسارة المكافآت: تغيير ساعات العمل الليلي قد يضر بالدخل السنوي
ضمن النقاط المثيرة للجدل في مشروع دي فيفر ، القرار المتعلق بتغيير توقيت منح مكافأة العمل الليلي ليبدأ من منتصف الليل بدلاً من الساعة الثامنة مساءً.
ووفقًا لـ FGTB ، هذا التعديل سيؤدي إلى خفض في مكافآت العمال الذين يعملون في الفترة المسائية، حيث يحذر الاتحاد من تأثير هذه الخطوة على الدخل السنوي لهؤلاء العمال، وخاصة في قطاع الكيماويات.
ويشير الاتحاد إلى أن هذه الخسارة قد تصل إلى 940 يورو سنوياً، مما يعني أن العمال قد يفقدون ما يعادل 15500 يورو طوال حياتهم المهنية.
وكالات