
عندما تقول الولايات المتحدة الإرهابية انها تتدخل وتعمل لوقف التصعيد بين الهند وباكستان فاعلموا يا سادة أن الامور ذاهبة الى التصعيد، وهو ما يحدث وحدث في كل الحروب التي اندلعت بين الاخوة الاعداء، وما يزال بعضها مشتعلا، بهدف تدمير او اضعاف كل من الطرفين على حد سواء…
ومع ذلك نتمنى ان لا تتطور الاحداث الاخيرة وتتحول الى حرب مفتوحة بين الجارتين وأن تقتصر على المناوشات التي وقعت في اليومين الماضيين، لان امة محمد والكرة الأرضية فيها ما يكفيها من القتل والدمار، إلا اذا “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”، عندها سيكون لباكستان كل الحق في دخول المواجهة وبكامل ثقلها دفاعا عن شعبها وسيادتها حتى لو كانت غير متكافئة، وسيكون علينا كعرب ومسلمين ان نقف الى جانب باكستان ظالمة او مظلومة في هذه الحرب التي تريد فرضها الهند مدفوعة من حلفائها الصهاينة، وسنؤازر الشعب الباكستاني الوفي الذي لم يتوقف يوما واحدا عن دعم نضال وصمود شعبنا الفلسطيني القابع تحت نير الاحتلال…
وبالطبع دعمنا للشقيقة باكستان لا ينبع من منطلق ديني، فهناك دول عديدة مثل “دولة العمارات” بقيادة شيطان العرب، وجمهورية أذربيجان بقيادة المتصهين علييف، وغيرهما، هي دول مسلمة وعربية ولكنها سخية جدا بتحالفها المفضوح والمفتوح مع كيان الاحتلال، إنما لان الهند بقيادة رئيس الوزراء الهندوسي المتطرف، ناريندرا مودي، وصلت بتحالفها الخطير وتعاونها الكبير والغير مسبوق مع بني صهيون الى ابعد الحدود، من خلال مواقفها السياسية الداعمة لحرب الابادة على غزة بذريعة “حقها في الدفاع عن النفس”، وذهبت الى ابعد من ذلك بكثير عبر فتح باب التطوع لالاف الخبراء والعسكريين الهنود الذين شاركوا بشكل مباشر في قتل اطفال غزة، بالاضافة الى نقلها للسلاح والمتفجرات التي رفضت دول اوروبية مرورها في موانئها، وتزويدها بالقذائف الهندية والتي وجدت شظاياها على انقاض مخيم النصيرات…
وقد رأينا كيف سارعت “مستعمرة اسرائيل” الى اعلان دعمها الكامل والصريح للهند في حربها ضد جارتها المسلمة، ليس فقط لمصالحهما المشتركة في محاربة “الحركات الاسلامية”، بل لان الهند تحولت الى السوق الاول والاهم للاسلحة والمعدات العسكرية الصهيونية التي تصل مبيعاتها السنوية الى اكثر من مليار دولار، بالاضافة الى تعاونهما في كل المجالات الاستخباراتية والعسكرية…وقد استخدمت الهند في غاراتها الاخيرة مسيرات صهيونية من نوع “هاروب” اسقطت باكستان عددا منها قبل وصولها الى اهدافها في الاراضي الباكستانية…
نكرر أملنا ورجائنا بأن تعمل كل من الهند وباكستان على تغليب لغة العقل والحكمة على الحدود والاجواء لتفادي الخسائر المتوقعة في البشر والممتلكات، ولاننا لا نتمنى ان تراق سدى الارواح والدماء ولان هدفنا الاهم كعرب ومسلمين هو ان تبقى فلسطين وقدسها الشريف بوصلة كل الاخوة والاصدقاء الى ان تتحرر فلسطين المحتلة من النهر (الاردن) الى البحر (المتوسط)، ونتخلص من اقذر الاعداء…
وهنا لا بد ان نتوجه بتحية اجلال وتقدير لرجال المقاومة الشرفاء الذين ابهرونا بعملياتهم البطولية والتي ستجبر العدو عاجلا وليس آجلا على التراجع والاجلاء…
وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو أنس