قصص المدار التاريخية ((أورو-كاجينا الملك الاصلاحي ))

Read Time:3 Minute, 16 Second

القصص التاريخية تختارها نجاة احمد الاسعد

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …_اوركاجينا هو ملك سومري اتخذ لكش عاصمة له وحكم نحو المدة 2351-2342 ق م . وهو يعد اول مصلح اجتماعي في التاريخ فلقد قام اوركاجينا الى جانب مشروعاته العمرانية وحفر القنوات والانهر وبناء اقتصاد قوي ، قام باصدار اصلاحات رفع الظلم والبؤس عن الطبقات الضعيفه في المجتمع.

اصلاحات اوركاجينا والاقتصادية
أول اصلاحات اقتصادية واجتماعية كانت قد حدثت في بلاد سومر ودونت في سجلاتها التي تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث وردت ضمن تلك السجلات كلمة الحرية “أمارجي” بمفهومها الحديث وذلك لأول مرة في تاريخ البشر ورد ذلك في وثيقة موجهة ضد تحكم سلطات الدولة البيروقراطية التي غالت بفرض الضرائب والتحكم بمصائر المواطنينوسخّرت ممتلكات المعابد لمنفعتها الخاصة

لقد خاض حكام دويلة لكش حروباً توسعية دموية تطمح الى السيطرة على باقي المدن والأراضي المجاورة ما أدى الى فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية فوجد أهالي لكش أنفسهم محرومين من حرياتهم السياسية والاقتصادية يتخبّطون في الفوضى والفساد وبعد فترة الحروب، استمر ممثلو الحكومة على سياستهم في استغلال حقوق المواطنين مما هيأ جو الثورة عليهم.
حيث قام المصلح “أورو -كاجينا” بانقلاب عسكري بعد أن ضمن تأييد طبقة المحاربين وجماهير الشعب المضطهد وكان في بادئ الأمر مجرد حاكم واتخذ في العام الثاني من حكمه لقب “الملك” وحكم ثمانية أعوام فقط (2378-2370ق.م) وانه قام بالاصلاحات بأمر من الاله “ننكرسو” اله دويلة لكش وتخبرنا الوثيقة السومرية المكتوبة قبل أكثر من أربعة آلاف عام من الآن عن الظلم والفساد والاضطهاد فتقول:
(مفتش الزوراق حجز الزوارق، مفتش القطعان حجز القطعان، مفتش الصيادين حجز الصيادين، حين يجلب المواطن خروفاً لكي يبيعه أو يبيع صوفه، كان عليه أن يدفع خمسة “شوقلات” اذا كان الصوف أبيض، اذا أراد الرجل أن يطلق زوجته، كان عليه أن يدفع خمسة “شوقلات”، للحاكم وواحداً للوزير، اذا قام عامل بانتاج شيء من الزيت، فعليه أن يدفع خمسة “شوقلات” للحاكم وواحداً للوزير وواحداً لمحافظ القصر، وحتى الموت لا يجلب الخلاص من الحياة، فحين يؤتى بميت الى المقبرة ليدفن، يحضر عدد من موظفي القصر لكي يسلبوا من أسرة الميت كميات من الذرة والخبز والشراب والأثاث، في طول البلاد وعرضها لا تجد الاّ جباة الضرائب فلا عجب أن بدأ القصر يسمن ويثري وتزداد أراضيه وأملاكه بيوت الحاكم وحقول الحاكم بيوت حريم الحاكم وحقول حريم الحاكم، بيوت خدم الحاكم وحقول خدم الحاكم، كلها تتزاحم وتصطف إلى جانب بعضها البعض)
ويتم وصف حالة البؤس التي آلت اليها طبقة العمال والصناع بحيث انهم صاروا يستجدون الطعام ويأكلون فضلات الطعام من أبواب المدينة في حين أن مخازن الحكام وبيوتهم وقصورهم وأملاك حاشيتهم كانت تفيض بالخيرات
وكانت تفرض على الفقراء والضعفاء أعمال السخرة من جانب وكلاء الحكام الذين بلغت القسوة بهم أنهم كانوا لا يزودونهم بما يحتاجون اليه من قوت لقد استرد الملك “أرو-كاجينا” هيبة القانون واستعاد النظام والأمن وثبت حرية المواطنين في دويلة لكش السومرية وكان جريئاً ومحايداً في اصلاحاته فقد رفع الكثير الكثير من الضرائب عن عامة الناس وأنقص حجم ضرائب أخرى وتم تحديد سلطات الطبقة الحاكمة التي كان نفسه على راسها وعمل على معالجة الجرائم وتنظيم العقوبات الخاصة بها وحرم زواج المرأة برجلين في آن واحد في بعض الحالات ووضع على هيئة مواد أحكام بعض الفقرات التي تعطينا فكرة عن التشريعات الاصلاحية التي ذكرها والتي يمكن عدّها أقدم تشريعات في تاريخ البشرية وقبل ظهور قوانين حمورابي ولبت عشتار وأشنونا وأورنمو.
وقد أمر “أورو- كاجينا” بالعفو العام عن المسجونين والموقوفين بسبب ديونهم السابقة أو بسبب استحقاق الضرائب عليهم للقصر “السلطة الحاكمة”.
وأبطل الضريبة التي فرضها الحكام على الرجل إذا طلّق زوجته وفرض الرجم على السارق.
لقد طهّر “أورو-كاجينا” مدينة لكش من المرابين الجشعين واللصوص والقتلة واللصوص لقد عاهد الملك “أورو-كاجينا” آلهة لكش بأنه لن يسمح باستغلال الأرامل والأيتام من قبل ذوي المكانة والقوة وجعل سلطان الاله “ننكرسو” يسمو على سلطة الحكام، لقد وجدت اصلاحات هذا الحاكم الاقتصادية والاجتماعية مكتوبة على أربع نسخ منها محفوظة على ألواح مختلفة أشكالها من الصلصال.
لقد كان الملك السومري “أورو-كاجينا” فعلاً من أوائل رواد الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والقانوني المذكورين في تأريخ العراق القديم وبلاد سومر وتاريخ مدينة لكش مثلما كان أيضاً من أوائل رواد الاصلاح في تاريخ البشرية جمعاء

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post استمرار ازمة المهاجرين في بلجيكا وسامي المهدي متهم بسوء ادارته للملف
Next post مكافحة الإرهاب ـ أهمية التعاون الأمني إقليميا ودوليا