الأربعاء. ديسمبر 17th, 2025
0 0
Read Time:2 Minute, 7 Second

سلوى صفي الدين السنويي

شبكة المدار الإعلتمية الأوروبية …_لم اقرأ ابدا مقال عن عمي الكبير السيد احمد الشريف السنوسي اجمل ولا اروع ولا اقوى ولا افصح من ما كتبه عنه الأمير الاديب شكيب ارسلان في وصفه رحمهما الله


السيد أحمد الشريف السنوسي . . .


كما يصفه العالم الأديب السيد الأمير شكيب أرسلان (وهو ما هو من الأدب والفصاحة والعلم والمعرفة وكثرة التأليف) فيقول :

عندما قدمت إلى الآستانة في أواخر سنة 1923م ، وهي أول مرة دخلتها بعد الحرب قررت لأجل الاستجمام من عناء الأشغال وترويح النفس بعد طول النضال ، أن أسكن ببلد صغير تتهيأ لي فيه العزلة وتسهل الرياضة، ويكون دانيا من وطني سورية لملاحظة شغلي الخاص ، وتعهد أملاكي فيها ، فاخترت مرسين ، وألقيت مرساة غربتي فيها.
وكان السيد السنوسي بلغه قدومي إلى دار السعادة ، فكتب لي يرغب إليَ في سرعة المجيء ويرحب بي. فلما جئت إلى مرسين ، ذهبت توا لزيارته فأبى إلا أن أنزل عنده ، ريثما أكون استأجرت منزلا في البلدة ، وقد رأيت في هذا السيد السند بالعيان ما كنت أتخيله عنه بالسماع ، وحقَ لي والله أن أنشد: (من البسيط)

كانت محادثة الركبان تخبرنا * عن جعفر بن فلاح أطيب الخبرِ
حتى التقينا فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري

رأيت في الرجل حبرا جليلا ، وسيدا غطريفا ، وأستاذا كبيرا ، من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي ، جلالة قدر ، وسراوة حال ورجاحة عقل ، وسجاحة خلق ، وكرم مهزة وسرعة فهم ، وسداد رأي ، وقوة حافظة ، مع الوقار الذي لا تغض من جانبه الوداعة ، والورع الشديد في غير رياء ولا سمعة.
سمعت أنه لا يرقد في الليل أكثر من ثلاث ساعات ، ويقضي سائر ليله في العبادة والتلاوة ، والتهجد ، ورأيته مرارا تنفج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزئ هو بطعام واحد لا يصيب منه إلا قليلا ، وهكذا هي عادته.
وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الأخضر الذي يؤثره المغاربة . فيأمر بحضور من هناك من الأضياف ورجال المعية ، ويتناول كل منهم ثلاثة أقداح شايٍ ممزوجا بالعنبر . فأما هو فيتحامى شرب الشاي لعدم ملاءمته لصحته ، وقد يتناول قدحا من النعناع.
ومن عادته أنه يوقد في مجالسه غالبا الطيب ، وينبسط السيد إلى الحديث ، وأكثر أحاديثه في قصص رجال الله وأحوالهم ورقائقهم وسير سلفه السيد محمد بن علي بن السنوسي ، والسيد المهدي ، وغيرهما من الأولياء والصالحين . وإذا تكلم في العلوم قال قولا سديدا ، سواء في علم الظاهر والباطن .

والسيد أحمد الشريف سريع الخاطر ، سيال القلم ، لا يمل الكتابة أصلا ، وله عدة كتب منها كتاب كبير أطلعني عليه في تاريخ السادة السنوسية ، وأخبار الأعيان من مريديهم والمتصلين بهم ، ينوي طبعه ونشره فيكون أحسن كتاب لمعرفة أخبار السنوسيين.

توفى سيدي أحمد الشريف السنوسي في المدينة المنورة في منتصف ذي القعدة سنة 1351 هـ

شبكة المدار الإعلتمية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

By almadar

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code