
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بينما كانت أليشيا تتطلع إلى نهاية رحلتها القادمة من الولايات المتحدة، اصطدمت بمشهد فوضوي في مطار بروكسل لا يقل صدمة عن أي تجربة مرهقة مرّت بها خلال السفر.
الطوابير الجمركية في مبنى الركاب “B” كانت ممتدة إلى ما لا نهاية، والوجوه المرتبكة تشير إلى أن الأمر ليس مجرد ازدحام عابر بل أزمة حقيقية تتكرر بوتيرة مقلقة.
“إنها كارثة”، هكذا اختصرت المسافرة القادمة من واشنطن معاناتهال RTL، مضيفة: “كل شيء مسدود، لا حركة على الإطلاق”.
المشهد الذي وصفته أليشيا لا يمثل حالة فردية، بل يعكس واقعًا يزداد سوءًا في كل مرة تصل فيها رحلات متعددة من خارج منطقة شنغن في توقيت متقارب. مبنى الركاب “B”، المخصص للقادمين من الدول غير الأعضاء في اتفاقية شنغن، أصبح موضع انتقاد متكرر بسبب طول فترات الانتظار أمام نقاط التفتيش الجمركي، حيث تتولى الشرطة الفيدرالية مسؤولية عمليات المراقبة.
المتحدثة باسم مطار بروكسل، إحسان شيوا لخلي، لم تنكر الواقعة بل وصفتها بأنها من الأحداث “التي تحدث من وقت لآخر”، مرجعة ما حصل صباح الجمعة إلى “ساعة الذروة”، حين وصلت عدة طائرات في وقت متقارب.
وأضافت أن مدة الانتظار في تلك اللحظة قُدّرت بنحو ساعة، وهو ما يعتبر طويلًا جدًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمطار دولي رئيسي من
المفترض أن يعكس صورة بلجيكا أمام القادمين من الخارج.
المفارقة أن هذه الحوادث ليست جديدة. فوفقًا لمصادر تحريرية، سبق وأن تلقت وسائل الإعلام شكاوى مماثلة بشأن طوابير الجمركة، ما يجعل من الصعب اعتبار ما حدث صباح الجمعة مجرد خلل عابر أو مصادفة غير متكررة.
بل على العكس، يبدو أن هناك أزمة هيكلية تتعلق بضعف التنسيق، وربما نقص الموارد البشرية لدى الشرطة الفيدرالية المسؤولة عن هذه الفحوصات.
في هذا السياق، تم التذكير بأن وزير التنقل الفيدرالي، جان لوك كروك، على علم بهذه التجاوزات.
وقد نُقل عنه أنه مطالب بوضع خطة واضحة لتجاوز هذه المشكلة التي لا تسيء فقط إلى صورة المطار، بل تضع كذلك ضغطًا نفسيًا وجسديًا على المسافرين، خاصة بعد رحلات طويلة وشاقة. فبدلًا من أن يكون المطار بوابة دخول مريحة إلى البلاد، بات مصدرًا للتوتر والإحباط.
الأزمة لا تتعلق فقط بالمشهد الظاهري للطوابير، بل بما تكشفه من مشاكل أعمق في منظومة إدارة الحدود، خاصة في ظل ازدياد الحركة الجوية وتعقيد الإجراءات المرتبطة بالسفر الدولي.
فحين يفشل المطار في التكيف مع هذه المتغيرات، تصبح التجربة السياحية أو المهنية للمسافر أولى ضحايا هذا الفشل.
وكالات