
نجاة أحمد الأسعد _سوريا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بما أن العالم الإسلامي يعيش حاليا” أيام عيد الأضحى المبارك سنتحدث اليوم عن العادات الشامية في هذا العيد
والذي أهم مايميزه في الشام قديماً هو اجتماع الأقارب والجيران. قبل العيد بأيام لصنع حلوى العيد، فمنذ الصباح الباكر، تمتلئ المنازل برائحة العجين والحلوى حيث تشتهر سوريا بمجموعة متنوعة من الحلويات التي تُعد خصيصا لهذه المناسبة والتي تصنع في المنزل ومنها الغريبة والبرازق وكعك العيد والمعمول بانواعه بالتمر الطري أو الفستق الحلبي أو الجوز الذي يضفي نكهة مميزة.
إلى جانب الحلويات تعد النسوة الطعام الذي تشتهر به الموائد الدمشقية ومن ثم يتم شراء الملابس الجديدة وتجهيز الأضاحي ومساعدة الفقراء.
و كانت حارات دمشق القديمة تزين بالمصابيح الكهربائية والأعلام وأغصان الأشجار والسيوف واللافتات التي تحمل عبارات التهنئة، مثل “حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا” استعداداً لاستقبال الحجاج العائدين، وكان الأهالي ينتقلون من حارة إلى أخرى بمرافقة العراضة الشامية للترحيب والمباركة لهم.
يبدأ اليوم الأول من العيد منذ الصباح الباكر، حيث يتوجه الناس إلى المساجد أو المصليات لأداء صلاة العيد. ويصطحب الآباء أبناءهم معهم ليشاركوا في هذه المناسبة الدينية المميزة. حيث يجتمع الأهالي ليشعروا بروح الألفة والترابط في هذا اليوم المبارك.
بعد انتهاء صلاة العيد،يتبادلون التهاني ثم يتجه الجميع لزيارة القبور، حيث يراودهم الشوق والحنين للأحباب الذين فقدوهم. ويقفون بجانب القبور، يدعون للموتى بالرحمة والمغفرة، ويقرأون الآيات القرآنية. كما تزين القبور بنبات الآس الأخضر، رمزا للحياة الأبدية والأمل في الآخرة.
واما مايخص الأضحية نجد بان بعض العائلات تقوم بتزيين الخروف قبل ذبحه
ويتم ذبح الأضحية إما في باحة البيت وهي العادة المتوارثة والمشهورة بين السوريين أو في المسلخ وقلة من يقومون بذلك،
بعد ذلك تبدأ الزيارات العائلية من أول يوم، وغالبًا ما يبدأ الأصغر سنًا بزيارة الأكبر احتراما وتقديرا لكبار السن حيث يجتمع الأهل والأصدقاء للتبادل بالتهاني وتقديم التبريكات، وتقديم الهدايا والحلوى، ما يعزز الترابط الاجتماعي والروابط العائلية.
ومن المظاهر التي تتميز بها سوريا اجتماع العائلة على سفرة واحدة صبيحة العيد ولابد أن وجود جميع أفراد الأسرة حول هذه المائدة. فالعيد مناسبة للمصالحة، وصلة الرحم، ولمّ الشمل بين أفراد العائلة. ..
اما الأطفال يفرحون بالحصول على العيدية وهي مبالغ رمزية من المال تُعطى لهم.ثم ينتشرون بملابسهم الجديدة.فيذهبون للساحات والشوارع التي تُنصب فيها المراجيح وألعاب بسيطة ومسرح خيال الظل بالاضافة لحلقات الدبكة والاستماع الى الحكواتي.
ومن العادات البارزة في هذه المناسبة تخصيص وجبة الإفطار لليوم الاول من العيد “المعلاق” وهي وجبة مكونة من قلب وكبد ورئة وطحال وكليتي الذبيحة، أو طبق الـ “شرحات” المكون من قطع اللحم الطازجة والتي تطبخ على الحطب. خصوصا بعد الذبح”و يتم تحضير أطباق خاصة لهذه المناسبة:
الكبّة النية و الكبة اللبنية و الكبة المقلية ويفضل الأغلبية اطباق اللبن مثل الشاكرية وهي اللحم المطبوخ باللبن والشيشبكرك وهو العجين المخشو باللحم والمطبوخ باللبن وكذلك الكوسا باللبن وذلك تعبيرا عن استقبال العيد باللون الأبيض للتفاؤل والاستبشار بالخير .
وكان للفقراء والمحتاجين نصيب من تلك الوجبات اللذيذة، إذ يخصص كل بيت جزءا من أضحيته وحلوياتهم لتوزيعها على الجيران والأقارب والمحتاجين في كل حي
لكن مع مرور الزمن، شهدت عادات عيد الأضحى بعض التغييرات، خاصة في المناطق الحضرية. ففي بعض المناطق، قلّت الزيارات، وزاد الاعتماد على وسائل التواصل الحديثة في تبادل التهاني. كما أن بعض الأطباق التقليدية أصبحت أقل شيوعًا، ولكن العديد من العادات والتقاليد لا تزال متبعة، خاصة في المناطق الريفية .
والى حديث آخر عن عادات بلادي نلتقي الأسبوع القادم وكل عام وانتم بخير
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_