
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …._خيبة أمل جديدة خيّمت على عائلات مرضى التليف الكيسي في بلجيكا بعد إعلان وزير الصحة العامة، فرانك فاندنبروك، عن فشل المفاوضات مع شركة “فيرتكس” بخصوص توسيع نطاق تعويضات دواء “كافتريو”.
هذا الدواء الذي يُعدّ ثورة طبية في علاج أحد أخطر الأمراض الوراثية، لم يصل بعد إلى جميع من يحتاجونه في البلاد، رغم الاعتراف الأوروبي الأخير بفعاليته.
في بيان رسمي صدر الجمعة، أكد الوزير فاندنبروك أن المحادثات التي كانت جارية من أجل شمول مجموعة إضافية من المرضى، يبلغ عددهم حوالي 60 شخصاً، لم تفضِ إلى اتفاق.
وهؤلاء المرضى يعانون من تركيبة نادرة من الطفرات الجينية التي تستجيب للعلاج، إلا أن شركتهم في المعركة ضد المرض اصطدمت بعقبة اقتصادية، لا طبية.
وفشلت المفاوضات بسبب رفض شركة “فيرتكس” تقديم اتفاق بشروط مالية معقولة، وهو ما اعتبرته الحكومة البلجيكية غير مقبول في ظل مسؤوليتها في ضمان عدالة الوصول إلى العلاجات المكلفة.
وتعليقاً على فشل المفاوضات، قال الوزير: “أتفهم أن هذه الأخبار مخيبة للآمال بشكل خاص بالنسبة لهؤلاء المرضى وأسرهم”، مشدداً على أن الملف لا يزال يشكل “أولوية قصوى” بالنسبة له.
وأوضح أن الحكومة بادرت إلى فتح المحادثات حتى قبل نيل العلاج الموافقة الأوروبية، حرصاً منها على تسريع وصول الدواء إلى من يحتاجونه. لكن الشركة، بحسب فاندنبروك، لم تبدِ المرونة اللازمة للتوصل إلى حل يراعي التكاليف والعدالة الاجتماعية.
بدأت بلجيكا في تعويض “كافتريو” عام 2022، في مرحلة أولى شملت المرضى فوق سن 12 الذين يعانون من طفرة دلتا F508، وهي الأكثر شيوعاً بين المصابين بالتليف الكيسي.
وتوسّع التعويض لاحقاً ليشمل الأطفال من سن 6 إلى 11 في عام 2023، ثم من عمر سنتين فأكثر في 2024. إلا أن التوسيع الجديد، الذي كان سيغطي حالات نادرة يعاني أصحابها من مزيج فريد من الطفرات الجينية، توقف في منتصف الطريق بسبب تعثر المفاوضات.
وفي الوقت نفسه، أعطت وكالة الأدوية الأوروبية موافقتها على استخدام الدواء للفئة التي طالبت بها بلجيكا، ما يفتح الباب أمام إمكانية استئناف المحادثات في حال تقدمت شركة “فيرتكس” بطلب جديد لتعويض العلاج.
وأكد الوزير في هذا السياق: “إذا حدث ذلك، فنحن مستعدون لإعادة فتح القضية”، في إشارة واضحة إلى رغبة الحكومة في عدم غلق الباب نهائياً رغم فشل المحاولة الأولى.
وكالات