
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالصحة المهنية والقدرة على العمل في بلجيكا، كشفت دراسة جديدة أعدتها شركة Liantis المتخصصة في الوقاية من الأمراض المهنية، أن نحو ثلث المرضى طويلي الأمد عادوا تدريجيًا إلى العمل خلال عام 2024.
هذا المؤشر الإيجابي يسلط الضوء على جهود إعادة الإدماج، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن فجوات مقلقة بين مختلف القطاعات المهنية.
استندت الدراسة إلى تحليل وضع 193,100 شخص يمثلون عينة شاملة من سوق العمل البلجيكي. وتبين أن 5.7% من هؤلاء تغيبوا في عام 2023 لأكثر من ثمانية أسابيع متتالية لأسباب صحية.
من بين هؤلاء، عاد ما لا يقل عن 31% إلى العمل بشكل تدريجي، غالبًا عبر أنظمة جزئية أو وظائف مُكيّفة، في خطوة تُعد بالغة الأهمية من حيث الحفاظ على الارتباط المهني وتفادي الإقصاء التام من سوق الشغل.
لكن الدراسة تلفت إلى تفاوت حاد بين القطاعات. ففي حين بلغت نسبة العودة التدريجية إلى العمل 50% في قطاع الإدارة العامة، و40.9% في قطاع الرعاية الصحية، لم تتجاوز هذه النسبة 16.2% في قطاع البناء و16.3% في قطاع النقل، و25.1% في قطاع التصنيع.
ويرى الخبراء في Liantis أن هذه الفجوات تعود إلى طبيعة المهن ذاتها، حيث يصعب في بعض القطاعات كالبناء والنقل تكييف ظروف العمل أو تطبيق أنظمة مرنة.
في المقابل، تلعب العلاقة الوثيقة بين أقسام الموارد البشرية وخدمات الوقاية دورًا حاسمًا في القطاعات الأكثر تقدمًا من حيث إعادة الإدماج.
وبالإضافة إلى الصعوبات المرتبطة بتنظيم العمل، سلطت الدراسة الضوء على جانب آخر لا يقل خطورة. فقد أظهرت البيانات أن أكثر من نصف العمال المصابين بأمراض مزمنة (53%) لم يتواصلوا إطلاقًا مع طبيبهم المهني لمناقشة إمكانية تعديل المهام أو اعتماد خطة عودة تدريجية إلى العمل.
وهو ما وصفته الدكتورة سيلفيا فاندن أفين، رئيسة قسم الوقاية والرفاهية المهنية في Liantis، بأنه “مشكلة حقيقية تقف في وجه سياسة فعالة لإعادة إدماج المصابين بالأمراض المزمنة في سوق العمل”.
وكالات