
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_في صمت الليل، وبين أنفاس متقطعة تغيب وتعود، يختبئ اضطراب تنفسي خطير يُهدد راحة مئات الآلاف من البلجيكيين دون أن يلحظوه في البداية.
وبحسب تقرير RTL، يقول روبرت، أحد الذين اكتشفوا مؤخرًا أنهم مصابون بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب يتسبب في توقف التنفس لثوانٍ متكررة أثناء النوم، ويُخلف وراءه تعبًا مزمنًا وأعراضًا قد تُعرض حياة المريض للخطر.
ما يقرب من 190 ألف شخص في بلجيكا يتلقون اليوم علاجًا من هذا الاضطراب، في حين تشير التقديرات الطبية إلى أن ما بين 10% إلى 15% من السكان يُعانون منه، سواء تم تشخيصهم أم لا.
هذا الارتفاع اللافت في أعداد الحالات المُكتشفة يرجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية: تزايد معدلات السمنة، شيخوخة السكان، وتحسّن وسائل التشخيص، وفقًا لما يؤكده الدكتور أنطوان بولي، أخصائي أمراض الرئة.
ويُضيف: “أصبح الوعي المهني أقوى، لذا يميل الأطباء إلى إرسال المرضى للفحص بشكل أسرع عند وجود الشكوك”.
روبرت مثال نموذجي لرحلة التشخيص، على مدار العام الماضي، بدأت لياليه تتحول إلى معاناة. رغم ملاحظاته المتكررة لتعبه المتزايد وازدياد وزنه، لم ينتبه إلى الخطر إلا عندما صار يستيقظ مفزوعًا ويشعر بالنعاس أثناء القيادة.
“كنت أظن أن الشخير طبيعي، لكنه لم يكن كذلك”، يقول بأسف.
انقطاع النفس النومي لا يقتصر تأثيره على الشعور بالتعب أو ضعف التركيز، بل يُمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات النظم القلبية، فضلًا عن زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
وقد يؤدي تجاهله إلى تدهور في نوعية الحياة وزيادة مخاطر الحوادث المرورية بسبب النعاس غير المُتحكم فيه.
منذ عام 2018، يسجل المعهد الوطني للصحة والإعاقة (INAMI) نحو 13 ألف حالة جديدة سنويًا، وهي زيادة بنسبة 77% في ظرف ست سنوات فقط. ويعكس هذا الرقم المتزايد حجم التحدي الذي يمثله هذا الاضطراب الصامت، خاصة في ظل ازدياد العوامل المساهمة فيه، كزيادة الوزن ونمط الحياة الخامل.
بعد تشخيص حالته، بدأ روبرت العلاج بجهاز تنفس يُعرف باسم “CIPAP”، يُساعد على إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم.
ورغم بساطة الجهاز نسبيًا، فإن الالتزام باستخدامه يشكل تحديًا لكثير من المرضى. ومع ذلك، فإن التحسن في جودة النوم وانخفاض التعب اليومي يُعدّ دافعًا مهمًا للاستمرار.
في مواجهة هذا التهديد الصامت، ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي، يشمل تقليل الوزن، تجنّب التدخين، والابتعاد عن استهلاك الكحول، وهي جميعها عوامل تُسهم في تفاقم المشكلة.
كما أن التشخيص المبكر يبقى عنصرًا حاسمًا في الوقاية من المضاعفات، لا سيما أن كثيرًا من المرضى لا يدركون إصابتهم إلا بعد سنوات من ظهور الأعراض.
وكالات