
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_وسط تصاعد الاهتمام بسلامة الغذاء في بلجيكا، كشفت الهيئة الاتحادية لسلامة سلسلة الغذاء عن أرقام مثيرة للقلق في تقريرها السنوي الأخير الصادر هذا الأسبوع، حيث أعلنت عن إغلاق مؤقت لـ 467 منشأة تجارية خلال عام 2024، وذلك بعد ثبوت خروقات جسيمة للوائح الصحة والنظافة المعمول بها في البلاد.
الرقم، الذي يمثل زيادة قدرها 68 حالة عن عام 2023، يُسلّط الضوء على هشاشة الامتثال في بعض قطاعات التوزيع، وعلى ضرورة تكثيف إجراءات المراقبة والتوعية في هذا المجال الحيوي.
بحسب التقرير، أجرت الهيئة خلال السنة المنصرمة أكثر من 218,000 عملية تفتيش شملت نحو 58,000 شركة في مختلف القطاعات الغذائية، من مطاعم ومخابز إلى محلات الجزارة والسوبر ماركت.
وبينما أشارت الهيئة إلى ارتفاع طفيف في معدل الامتثال ليبلغ 85% – أي بزيادة 0.2 نقطة مئوية عن العام الذي سبقه – إلا أن النتائج السلبية لا تزال تمثل 15% من إجمالي الزيارات، ما يعني أن واحدة من كل سبع عمليات تفتيش تكشف عن مخالفات قد تُهدد صحة المستهلكين.
وأشارت الهيئة إلى أنها أصدرت ما يقارب 15,524 إنذارًا رسميًا، وحررت 9,931 تقريرًا بحق الشركات المخالفة، فضلاً عن مصادرة 1,673 سلعة غذائية غير مطابقة للمعايير. وأوضحت المتحدثة باسم الهيئة، هيلين بونتي، أن معظم حالات الإغلاق المؤقت كانت نتيجة “مخالفات خطيرة متعددة”، تشمل وجود آفات، وعدم كفاية نظافة المرافق، وسوء التعامل مع الأغذية.
القطاع الأكثر تأثرًا بهذه الإجراءات كان قطاع التوزيع، حيث تم تنفيذ 22,000 مهمة تفتيش في أكثر من 21,500 شركة تنشط في تقديم الطعام وبيعه.
النتائج كشفت أن نحو 63.4% فقط من هذه الشركات اجتازت الفحص بنجاح، أي أقل من معدل النجاح المسجل في عام 2023 والذي بلغ 69.3%.
وتنوّعت أسباب الإخفاق بين الإخلال بمعايير النظافة الأساسية، كغسل اليدين، وسلامة الأسطح الملامسة للأغذية، وصولاً إلى عدم الالتزام بتوفير معلومات واضحة حول مسببات الحساسية، ما يضع حياة البعض في خطر مباشر.
وفي المقابل، يبدو أن القطاع الزراعي يتمتع بدرجة أعلى من الالتزام، حيث كشفت البيانات أن أكثر من 90% من الشركات العاملة فيه تلتزم بلوائح السلامة بشكل جيد.
وتُعزى هذه النتيجة الإيجابية جزئيًا إلى استقرار هذا القطاع من جهة، وإلى الخبرة الطويلة للمزارعين من جهة أخرى.
ومع ذلك، تسجل الهيئة ملاحظة مفادها أن بعض رواد الأعمال في القطاعات الأخرى، رغم شغفهم بالمجال، يفتقرون للمعرفة الكافية بالمتطلبات القانونية والفنية المتعلقة بسلامة الأغذية، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في المخالفات.
التقرير سلط الضوء أيضًا على أنشطة التفتيش على الحدود البلجيكية، حيث قامت الهيئة بفحص 127,845 شحنة غذائية في الموانئ والمطارات، معظمها موجه نحو دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الهيئة أن أكثر من 98% من هذه الشحنات اجتازت عمليات التفتيش دون تسجيل مخالفات، ما يعكس فعالية الرقابة في سلسلة التوريد الخارجية مقارنة ببعض الثغرات في السوق الداخلية.
تأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه بلجيكا تحولات كبيرة في أنماط الاستهلاك، وزيادة في الطلب على الأطعمة الجاهزة، والنمو المستمر في عدد المطاعم والمخابز والمقاهي، مما يزيد من تحديات الرقابة.
وكالات