روبورتاج من القاهرة – بقلم: رياض وطار
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية …_القاهرة عشية افتتاح المتحف المصري الكبير تبدو وكأنها قلب نابض بالحياة. الشوارع والساحات العامة تتزين بالأعلام والألوان، والأنفاس تتلاحق بين الفضول والحماس. الأجواء الاحتفالية في كل زاوية، من قلب المدينة إلى محيط الجيزة، تجعل العاصمة كلها تشارك هذه المناسبة التاريخية، حتى قبل أن تُفتح أبواب الصرح للجمهور.
—
الوصول إلى موقع الاحتفالية
بدأت رحلتي من وسط البلد، متجهًا نحو الجيزة عبر مترو جمال عبد الناصر. في القطار، وجوه الناس المليئة بالحماس والفضول كانت تعكس شعورًا جماعيًا بالمشاركة في حدث سيخلد في التاريخ. الأطفال والأسر يتبادلون الأحاديث عن الحدث، والابتسامات كانت تعبيرًا صادقًا عن توقعاتهم للمتحف الكبير.
بعد الخروج من المترو، أقلنا ميكروباص إلى محيط المتحف، حيث بدأت أولى ملامح الاحتفالية تظهر: فرق أمنية منتشرة، الشاشات الكبيرة نصبت في كل الساحات العامة لتغطية التحضيرات، والأضواء المزينة على واجهة المبنى تلقي بظلالها على الزوار المنتظرين.
—
الأجواء الاحتفالية في الساحات العامة
الساحات العامة المحيطة بالمتحف كانت تعج بالحياة. الموسيقى الوطنية والمعاصرة تمتزج مع ضحكات الأطفال وصخب الزوار، والشاشات الكبيرة تعرض التحضيرات الداخلية بالتفصيل، لتجعل كل شخص، حتى من لم يقترب من البوابة، يشعر بأنه جزء من الحدث.
الزوار يلتقطون الصور، ويتبادلون الملاحظات حول ما يرونه من تجهيزات، بينما فرق الأمن تعمل بانسجام لتسهيل الحركة وتنظيم الحشود. الألوان الزاهية للأعلام، والأضواء المتلألئة، والموسيقى الحية، خلقت أجواء احتفالية شبيهة بالمهرجانات الكبرى، تعكس مكانة الحدث وأهميته على المستوى الوطني والدولي.
—
التحضيرات الأمنية واللوجستية
عشية الاحتفالية، كان واضحًا مدى الجهد المبذول لضمان سير الحدث بسلاسة. فرق أمنية على كل مدخل وزاوية، دوريات جوية بالمروحيات لمراقبة المنطقة، ووحدات إسعاف متنقلة جاهزة لأي طارئ. الممرات الخاصة بالضيوف الرسميين مجهزة وفق بروتوكولات دقيقة لاستقبال حوالي 40 ضيفًا من رؤساء دول، ملوك، ورؤساء حكومات، وفق مصادر موثوقة، ما يعكس المكانة الدولية للمتحف الكبير.
—
التركيز الإعلامي
وسائل الإعلام المحلية والدولية كانت حاضرة بقوة. القنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة والمواقع الإلكترونية تغطي كل زاوية من التحضيرات، فيما وسائل التواصل الاجتماعي تعكس الحماس الجماهيري، مع بث مباشر لما تظهره الشاشات الكبيرة في الساحات العامة. حتى الزوار الذين لم يتمكنوا من الاقتراب من بوابات المتحف، شعروا وكأنهم جزء من الحدث، من خلال متابعة كل لحظة عبر الشاشات والتغطية الحية.
—
انطباعات شخصية
السير بين الزوار وملاحظة تفاعلهم مع كل لحظة تحضيرية، جعلني أعيش الحدث بشكل مباشر. كانت هناك لحظات شعرت فيها بأن العاصمة بأكملها تشارك فرحة الاحتفال، من الأطفال الذين يركضون بين العروض الموسيقية، إلى الكبار الذين يلتقطون الصور ويعلقون على جمال التنظيم والاحتفالية. كل عنصر، من الشاشات الكبيرة إلى فرق الأمن والألوان والأضواء، ساهم في خلق تجربة حسية متكاملة، رغم أن المتحف لم يفتح بعد أبوابه للجمهور.
—
ختام الروبورتاج
عشية افتتاح المتحف المصري الكبير ليست مجرد تحضيرات، بل احتفالية حقيقية يعيشها الجميع، من قلب القاهرة إلى محيط الجيزة. الأصوات، الألوان، الحشود، الانطباعات الشخصية، والشاشات الكبيرة تجعل الزائر يشعر بأنه جزء من الحدث قبل حتى أن يخطو داخل المتحف. إنها لحظة وطنية ستظل محفورة في ذاكرة كل من شهدها، شاهدة على أهمية الحضارة المصرية ومكانتها على المستوى العالمي.
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية …_
