تشديد الرقابة على الجماعات الإسلاموية المتطرفة في أعقاب حرب غزة

Read Time:6 Minute, 3 Second

جاسم محمد

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_تطلق ألمانيا التحذيرات من تهديد إرهابي إسلاموي في أعقاب حرب إسرائيل وحماس، وفي هذا السياق قال رئيس جهاز التجسس في برلين إن الصراع أدى إلى دعوات للجماعات المتطرفة للانضمام إلى القتال وتنفيذ هجمات إرهابية؛ ويشير إلى “الجهات الفاعلة التابعة للدولة الأجنبية” التي لم يذكر اسمها والتي تسعى إلى استغلال المزاج العام حذر رئيس المخابرات الداخلية الألمانية من أن خطر وقوع هجمات إسلاموية “حقيقي وأعلى مما كان عليه لفترة طويلة” بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.

فرض رقابة مشددة على الجماعات الإسلاموية المتطرفة

أكدت وزيرة الداخلية الألمانية فيزر يوم 11 مايو 2024 على جاهزية السلطات لمواجهة التحديات الأمنية المتعلقة بالأوساط الإسلاموية في ألمانيا، مشددة على أن السلطات تراقب بدقة مظاهرة لمجموعة “مسلم انتراكتيف” المقبلة في هامبورغ خوفا من التحريض. وقالت  إن السلطات الأمنية الألمانية تضع الأوساط الإسلاموية في ألمانيا نصب أعينها بقوة. وأوضحت فيزر : “نحن نستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا: من المراقبة الاستخبارية إلى التحقيقات المكثفة”، مضيفة أنه في الأشهر الماضية وحدها شنت السلطات حملات استباقية متكررة لإحباط خطط هجمات.

ورغم ذلك خططت مجموعة “مسلم إنتراكتيف” الإسلاموية، المصنفة على قائمة التطرف، النزول إلى الشوارع مرة أخرى في هامبورغ  بعد يوم من تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية. وتخضع المظاهرة لشروط صارمة تشمل فرض حظر على التحريض على الكراهية أو العنف أو إنكار حق إسرائيل في الوجود. بعد أسبوعين على مظاهرة إسلاموية في هامبورغ أثارت جدلا كبيرا في ألمانيا بسبب رفع شعارات مثل “الخلافة هي الحل”، وسمحت السلطات مجددا بمظاهرة مماثلة في وقت لاحق، ولكن وفق شروط منها عدم رفع شعارات معينة وشروط تتعلق بمشاركة النساء.

وقال توماس هالدينوانج في بيان: “نرى دعوات في أطياف “جهادية” لشن هجمات لتنظيم القاعدة وداعش لإلحاقهم بالصراع في الشرق الأوسط”. وأضاف أن طوفان الصور المرتبطة بالحرب على الإنترنت والتي أثارها الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2024 ، بالإضافة إلى الأخبار الكاذبة، يمكن أن يكون بمثابة محفزات للتطرف. وكانت بعض شعارات التظاهرات تتضمن محتوى معاديًا للسامية. وحذر هالدينوانج، رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، من أن “الوضع يتفاقم بسبب الجهات الفاعلة التابعة للدولة الأجنبية، التي تستغل هذا المزاج أو تسعى إلى تعزيزه”.

تهديد تنظيم داعش مازال مستمراً

إن  اعتقال “جهاديين” من آسيا الوسطى في ألمانيا وهولندا في السادس من شهر يوليو 2023  يكشف عن التهديد المستمر الذي يشكله تنظيم داعش لأوروبا.  حيث اعتقلت سلطات إنفاذ القانون في ألمانيا وهولندا تسعة أشخاص من آسيا الوسطى بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي ألمانيا، ألقي القبض على خمسة مواطنين طاجيكستان، ومواطن قيرغيزستاني، ومواطن تركمانستاني في ولاية شمال الراين-وستفاليا الفيدرالية بزعم إنشاء منظمة إرهابية محلية والمشاركة فيها ودعم تنظيم داعش.

السلطات الهولندية القت القبض أيضًا على زوجين ، زوج طاجيكي وزوجة قيرغيزية  في أيندهوفن وبريدا وكلاهما متهم بالتخطيط لهجمات إرهابية، كما يشتبه في أن الزوج أيضًا عضو في تنظيم داعش. فمازال أعضاء تنظيم داعش منتشرون في جميع أنحاء العالم وقادرون على استغلال شبكاتهم ومهاراتهم لشن هجمات في أماكن أخرى. وتظهر الاعتقالات في ألمانيا وهولندا أن إرث داعش لا يزال قائما وأن أعضائه والموالين له ما زالوا يشكلون تهديدا للأمن في أوروبا.

قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2024  إن حظر حماس  سيدخل حيز التنفيذ ، التي أدرجها الاتحاد الأوروبي بالفعل كمجموعة إرهابية.  وقالت في بيان: “مع حماس، تم حظرها بشكل كامل بأعتبارها منظمة متطرفة .وأعلنت أنها ستقوم أيضًا بحل الفرع الألماني لشبكة صامدون للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، والتي قالت إنها “تدعم وتمجد” الجماعات بما في ذلك حماس.  وكان صامدون وراء العملية التي جرت في 7 أكتوبر 2023 والتي قامت فيها مجموعة من الأشخاص بتوزيع المعجنات في أحد شوارع برلين احتفالاً بهجوم حماس. 

ويشعر الأوروبيون بالقلق أيضاً، ومؤخراً صرحت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إيلفا جوهانسون: “في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس، والاستقطاب الذي تسببه في مجتمعنا، ومع موسم العطلات المقبل، هناك خطر كبير لوقوع هجمات إرهابية في الاتحاد الأوروبي”. إن الصراع بين إسرائيل وحماس يلوح في الأفق بشكل كبير وسيكون، في جميع الاحتمالات، بمثابة حافز للهجمات الإرهابية خارج منطقة الصراع نفسها، مما يحفز الأفراد المتطرفين والخلايا الصغيرة والشبكات اللامركزية على ضرب أهداف مرتبطة بأحد الجانبين أو الأخرى. وقد حدث هذا بالفعل، حيث تم القبض على سبعة أفراد في مختلف أنحاء الدنمرك، وألمانيا، وهولندا بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية ضد مؤسسات يهودية في أوروبا ويعتقد أن بعض الأعضاء من أعضاء حماس.

وحدة جديدة للكشف المبكر عن الأخبار الكاذبة في ألمانيا

اعلنت  وزيرة داخلية ألمانيا نانسي فيزر عن اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد حملات التضليل في أوروبا. وأضافت: “من المهم بشكل خاص حماية الانتخابات”. “يجب أن نضمن عدم وقوع هجمات قرصنة على السلطات الانتخابية أو على نقل نتائج الانتخابات. ” يجري إنشاء وحدة جديدة للكشف المبكر عن الأخبار الكاذبة في ألمانيا، والتي ستستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار المتلاعبة “قبل أن تصبح موجة كبيرة وتغمر الإنترنت”. ورفضت فايسر خطط وزير المالية كريستيان ليندنر (FDP) لخفض ميزانية وزارة الداخلية الفيدرالية لعام 2025 في ضوء التهديد، وأضافت أن هذه الحكومة لم تبخل حتى الآن بالأمن الداخلي “ويجب أن يبقى الأمر على هذا النحو.”

ويقول أحد المسؤوليين في وزارة الداخلية الألمانية : إن الإرهاب الدولي يهدف إلى نشر الخوف والرعب. إن الإرهاب الدولي لا يهدد الحرية الفردية والأمن في مجتمعاتنا المفتوحة فحسب، بل يقوض أيضا هياكل النظام الدولي . واضاف : ولكننا لن نسمح للإرهاب بأن يحدد الطريقة التي نعيش بها أو أن يقيد حرياتنا . وتستند سياسة مكافحة الإرهاب هذه إلى الإستراتيجية الأمنية الشاملة للحكومة الفيدرالية لمحاربة الإرهاب الإسلاموي بما يتماشى مع أهداف استراتيجية الاتحاد الأوروبي. والتعاون مع شركاء ألمانيا في الخارج جزء أساسي من مكافحة الإرهاب. 

تدابير حكومية

يتم تنسيق أعمال مكافحة التطرف التي تمولها الحكومة في هيئات مختلفة ومجموعات عمل ومناقشات منتظمة بين أصحاب المصلحة على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات. على سبيل المثال، تُعقد اجتماعات منتظمة بين المؤسسات الفيدرالية، ومكاتب التنسيق في الولايات الفيدرالية لمنع التطرف، ومنظمات المجتمع المدني التي تروج لمكافحة التطرف؛ يجتمع ممثلو السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات مرة واحدة سنويًا في BMI لتبادل الخبرات؛ وهناك مجموعة عمل لمكافحة التطرف في المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ). تساهم BMI بخبرتها وتدفع عجلة التقدم في هذا المجال. وهي وسيط بين المجتمع المدني والشركاء الحكوميين في ألمانيا وخارجها. علاوة على ذلك، يقوم معهد BMI بتمويل الأبحاث والمشاريع التجريبية في وكالاته التنفيذية (BAMF، وBfV، وBKA) ويقدم دعمًا مماثلاً لمنظمات المجتمع المدني.

النتائج

ـ إن الاستخبارات الألمانية مستمرة بفرض الرقابة المشددة على الجماعات الإسلاموية المتطرفة، رغم تراجع انشطتها على الأرض، تأتي سياسة فرض الرقابة المشددة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

ـ ترى ألمانيا إن الدعاية على الإنترنيت والصور التي تنشرها بعض وسائل الإعلام  حول مقتل المدنيين الأبرياء في غزة وفي الأراضي الفلسطينية على يد الجيش الإسرائيلي، ممكن ان تكون حافزاُ الى اعضاء تنظيم داعش وأنصار الجماعات المتطرفة لتنفيذ عمليات إرهابية.

ـ لقد استغل تنظيم داعش والجماعات الإسلاموية المتطرفة التظاهرات السلمية غير السياسية لدعم الفلسطينيين في غزة، برفع شعارات تتناقض مع القوانين الألمانية وهذا ما انعكس سلبا على حق التظاهر في ألمانيا وافقد قيمة وحق التظاهر السلمي.

ـ تعمل الداخلية الألمانية على مراقبة أنشطة المنظمات ، حتى تلك المصرح بها للعمل داخل ألمانيا وتخضعها للمراجعة بسبب انخراطها في التظاهرات التي ترفع شعارات متطرفة أو تدعو للعنف مثل “شبكة صامدون” و مجموعة “مسلم إنتراكتيف” وغيرها من المنظمات،. وبات متوقعاُ أن يتم رصد عدد أكبر لهذه المنظمات.

ـ إن تهديد تنظيم داعش مازال قائماً في ألمانيا وأوروبا، وإن الكشف عن خلايا كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية يؤكد ذلك.

ـ إن التدابير والإجراءات التي تعتمدها ألمانيا في مكافحة الإرهاب قادرة على تنفيذ عمليات وقائية استباقية لتفكيك الخلايا ومنع وقوع عمليات إرهابية نوعية، لكن هذا لايمنع وقوع عمليات محدودة على غرار الذئاب المنفردة، والتي من المتوقع أن تشهد تزايداً.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post شيرين أبو عاقلة وأبطال آخرون.. هكذا تحاول إسرائيل قتل الحقيقة
Next post في سويسرا… “يمكن أن يُنظر إلى اعتناق الإسلام على أنه أمر مُثير للشبهة”